* عودنا الهلاليون على أن كلمتهم لا تقع أو تنزل على الأرض، وسنوافقهم برضانا على أحقية الشيخ عبدالرحمن بن سعيد بلقب شيخ الرياضيين.. ولكن هل سيوافقوننا على أحقية واستحقاق مؤسس نادي الاتحاد الشيخ حمزة فتيحي للقب (شيخ المؤسسين) والذي يستحقه بكل جدارة واستحقاق.. وستظل كرة هذا اللقب معلقة في رقاب أوفياء نادي الاتحاد ورموزه.. والحال كذلك مع حملة الأقلام والمؤرخين الذين لا ينكرون حقه في هذا (الناموس) الذي لم يسبقه إليه أحد.. وافتخر أن أكون وراء هذا اللقب لمن يستحقه. * يعتبر التوثيق الرياضي في بلادنا حكاية من لا حكاية له.. والسلوى لمن يريد أن يجمع سواليف المؤرخ عباس مع شقيقه دباس.. وبين فكاهيات هذين الشقيقين ضاعت مصداقية توثيق تاريخنا الكروي، وأصبح كل نادٍ يكتب تاريخه بذراعه.. وعلو صوته.. والشهود على الذمة وعلى قارعة الطريق.. وشخصياً ذهلت.. وإصابتني (النفاضة) وأنا أشاهد على قناتنا الذهبية وعبر برنامج (مساء الرياضية) ذلك الحوار وكان أبطاله الأمير ممدوح بن عبدالرحمن عضو شرف نادي النصر والذي أخذ زمام المبادرة بالدفاع عن بطولات النصر ووصولها إلى الرقم (خمسة وثلاثين) وجبهة الرفض الهلالية بقيادة الزميل المستقل خلف ملفي وبمساندة ومعاونة المهندس طارق التويجري والزميل مساعد العصيمي وبحضور القاضي والحكم المحايد المؤرخ الكبير محمد القدادي.. وقد أدلى كلا الطرفين بدلوه وفي الأخير خرج الحضور كما دخلوا.. حيث أصرت جبهة الرفض الزرقاء على عدم الاعتراف بشرعية تلك البطولات.. وعلى النصراويين (بلّها) وشرب تواقيع من وقعوها حتى وإن كانوا أهل ربطها وشأنها.. وسيواصل الهلاليون الرفض الظاهر.. وقد يكون معهم الحق.. كيف لا.. وهم يريدون وبذكاء الفلاسفة ومنتجي الأفلام الكرتونية والهندية إلغاء وطمس أجمل مرحلة تاريخية عاشها منافسهم حين أطبق على صولجان البطولات خلال منتصف الثمانينات الهجرية وحتى بواكير بداية هذا القرن.. وكذلك طمس وتجاهل أحداث هذه الحقبة التاريخية التي يعدونها هي الفترة الأسوأ والأنكأ.. ولا يمانعون في اجتثات جذورها واعتبارها حلماً كاذباً يجب أن يصدقه النائم والصاحي.. ووصف كل من يعارض ذلك بالملقوف الذي يتدخل في شأن يجب أن يكون كاتبه.. وشاهده ممن يحملون الهوية الهلالية التي لا تكذب ولا تتجمل. أما أكثر ما شدني في حوار تلك الحلقة الجدلية هو ما تطرق إليه المؤرخ (القدادي) وأحقية الشيخ عبدالرحمن بن سعيد بتأسيس نادي الشباب ومن بعده الهلال.. وهو الأمر الذي نتفق معه ولا نختلف حوله.. ولكن المفاجأة كانت وكما رواها القدادي هو اعتقاد الشيخ عبدالرحمن بن سعيد بتأسيسه لنادي الرياض واحضاره لوثيقة تؤكد ذلك وكانت مؤرخة في عام 1375ه.. وقد عارضه في ذلك الزميل القدادي وبما يملكه من وثائق رسمية تؤكد أن تأسيس هذا النادي كان في عام 1372ه وأن ما تحتويه تلك الوثيقة هو مجرد دعوة من أعضاء شرف نادي الرياض ورغبتهم في رئاسته لهذا النادي الذي كان يمر بمشاكل إدارية ومالية.. ويشيد المؤرخ القدادي بأريحية ابن سعيد واعترافه بذلك الخطأ الذي سيحرص على تصحيحه في مؤلفه التاريخي المنتظر. والسؤال الذي يطرح نفسه.. كيف لنا أن نثق بتوثيق تاريخنا وأشهر مؤرخيه يقع في خطأ نعده كبيراً من كبائر الأخطاء التاريخية.. وهذا الخطأ الذي لا يغتفر يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن تاريخنا الرياضي سيظل حصرياً بمزاج قومه ومؤرخيه الذين يعيشون قصة حب ليلى.. وكل يغني على نصره وهلاله واتحاده وليلاه.