وقفة مع بشبشان .. ورفاقه عوض بن عطيه الدريبي* لعدم توفر الوقت الكافي لدي للعودة ل \"نص\" الأخ بشبشان الذي نُشر بعنوان : \"شمسي .. وظلي\" خلال الأسبوع الماضي ، وهو الفترة الزمنية المحددة له ، ولأنني أرى أن من الظلم أن نمر على النصوص المنشورة في \"خطوات على الطريق\" مروراً سريعاً هكذا دون أن تأخذ حقها من الإهتمام ، ولكون مثل هذا التدوال والتحاور وإن كان في أصله موجه لأحد المشاركين مثل الأخ بشبشان في حالتنا هذه إلا أن فائدته بإذن الله ستعم جميع المشاركين ، وسيكونون جميعهم معنيون بما يرد فيها بإذن الله .. فإنني سأخصص هذه المساحة الأسبوعية مرة أخرى للأخ بشبشان نشكل خاص ، وللحديث عن الخاطرة بشكل عام ، خاصة وأن معظم المشاركات هنا حسب ما وصلني حتى الآن أقرب ما تكون إلى الخواطر إذاً فلعل من المناسب الإشارة إلى أن الخاطرة من وجهة نظري الشخصية الخاصة عبارة عن : (نصٌ نثري إبداعي راق يتدرج في مراتب الإبداع حتى يصل علواً إلى مرتبة قريبة من درجة الشعر .. لذلك سماه بعضهم شعرٌ منثور) وحسب هذا التعريف الشخصي أرى أن نص الأخ بشبشان كبداية جيد ، ولكن على جميع الإخوة الإكثار من قراءة الخواطر ، ولدينا في الصحيفة مدرسة في هذا الشأن ، هي الأديبة الأستاذة نغم أحمد .. إذ يمكن الإستفادة من خواطرها ، ولو كنت في مكان هؤلاء الإخوة لحفظت عن ظهر قلب كل ما يقع تحت نظري من خواطر ، فذلك يكسب الشخص ملكة قوية في الكتابة ، ويوسع مداركه ، ويثري لغته .. وليعلم كل من عقد العزم على السير على طريق الكتابة والإبداع أن السير على هذا الطريق يتطلب كل هذا الجهد وأكثر ، وهو جهد ممتع جداً للهاوي الذي يملك الرغبة الأكيدة للكتابة ، وليس كما قد يتصور الآخرون أنه جهد شاق ومتعب ، فهناك ولا شك فرق بين ما يمارس هواية وحباً ، وما يمارس كرهاً وإجباراً .. ثم إن المبتدء كل ما وجد أثر ذلك في كتاباته كلما زاد نشاطه ، وتضاعفت همته ، وشعر بسعادة غامرة ، وأجتاح نفس شعور بالرضا لا مثيل له .. أما نص الأخ بشبشان : \"شمسي .. وظلي\" فلي عليه ملاحظات منها : 1 ) النص حسب ما أرى مفكك فهو عبارة عن مقاطع لاتؤدي إلى فكرة واحدة وواضحة. 2 ) مقاطع النص غير مترابطة في الفكرة والإسلوب. 3 ) حرص الكاتب على السجع قيد حركته داخل النص. 4 ) كل مقطع يمكن أن يكون خاطرة مستقلة بذاتها. ولذلك فسأقدم لك أخي بشبشان ثلاثة نماذج يمكن أن تكتب بها خاطرتك والهدف من هذا هو إعطاءك فكرة موسعه موثقة بالمثال لما يمكن أن تكون عليه الخاطرة : أولاً : سأعيد صياغة الخاطرة مع الحفاظ على السجع الذي حرصت عليه أنت فيها ، ولكنني سأقلل منه لأن الإكثار من السجع في غير مكانه قد يكون معيباً للنص ، ومنافياً للإبداع : \"خيم الصمت علي فأعياني .. وأصفر حرفي حزناً فأبكاني .. فقلبي الذي تربى على هواك .. ما عاد يشتاق لسواك .. كفاني صبراً على الفراق .. لقد طال فعلاً هذا الغياب .. وتقت شوقاً للإياب .. فما العطر في حياتي إلا أنت .. وما سعادتي إلا بالقرب منك .. أما قلت لك ذات مساء أن صبري قد نفد .. أما أعلنتُ لك مراراً أني لم أعد أحتمل العيش بعيداً عنك .. فلم الملامة والعتاب .. وكأني السبب في هذا البعاد .. ديعني أخبرك إذاً مزيداً من لوعات الأسى والعذاب .. لقد إستحال الليل في حياتي إلى أرق .. والنهار إلى إشتياق .. أفما يشفع لي عندك سهر الليالي .. ووجودك الدائم في البالِ .... الخ.\" ثانياً : سأعيد صياغة نصك متجاهلاً السجع تماماً ما لم يرد عفوياً وحاجة لازمة للنص : \"خيم الصمت على المكان .. فبات يسيطر على كل الزوايا .. ويتعداها إلى داخل نفسي فيشيع فيها المزيد من لواعج الشوق .. ودواعي ألم .. على فقدك .. والبعد عنك .. أذكرك / وأنَّا لي أن أنساك / فتخنقني عبرة أشعر بمرارتها .. ويكاد وخزها يقتلني .. فما أجد مفراً من معاناتي الدائمة إلا ما أسطر لك من رسائل اشعر حين أكتبها وكأني معك أحدثك بما يكنه قلبي لك من حب / شوق / حنين / أنين .. ففزعت إلى قلمي .. أبثه المي .. يسطره على الورق كلمات تنبض بما يكنه لك القلب ... الخ.\" ثالثاً : إبقاء النص كما هو ولكن بتجزئته إلى مقاطع مستقلة ، بحيث تقدم من خلال كل مقطع لقطة فلاشية خاطفة عن ما يعتلج في نفسك ، ويحيك في صدرك جراء بعدك عن من تحب : 1 كم سهرت الليالي .. كم وكم يا فؤادي .. 2 في خيالي .. 3 انت أدرى بمن أبالي .. 4 في هدأت الليل الضرير . انت الدليل .. رغم النجوم .. انت الدليل .. 5 فراشة انتِ .. ارهقت الزهور .. بجمال كل الفصول .. بكل غرور .. 6 يا معذبة بطرف حنون .. وآسرة بقلب رحوم .. تفيئي ظلال عشقي .. في هجير بعد يدمي .. 7 اشرق السعد في عمري بلقياكِ .. وفي هذه الحالة تلاحظ أن المقاطع : (2 ، 3) لا يكتمل من خلالها أي معنى ، كما أن عليك تفادي الوقوع في الأخطاء الإملائية مثل : كلمة : \"معذبةً\" وكلمة :\"آسرةً\" قي المقطع رقم (6) كتبتها : \"معذبتاً ، آسرتاً\" ، وكلمة : \"بلقياكِ\" في المقطع رقم (7) كتبتها : \"بلقياكي\" أود أن أضيف شيئاً آخر فيمكن في للمبتدء في كتابة الخاطرة تجزيئها لمقاطع كما هو أعلاه ، مع الحرص على أن يحمل كل مقطع تعبيراً مستوفياً للغرض في سياق الفكرة العامة للنص ، ومن ثم الربط بين كل مقطع وآخر بما يناسب السياق والفكرة ، ثم في الخطوة الأخيرة إلغاء التجزئة أو المقاطع ، ليتكون لديك في النهاية نصاً واحداً متحداً في الفكرة والنص . ****************************** *أحد أبناء قرية شبرقة ، يعيش في مكةالمكرمة ، له مشاركات صحفية ومقالية غير منتظمة في صحيفة \"المدينة\" مواضيع ذات صلة : ----------------- *من أجل خطوات \"صحيحة\" على الطريق *\"شمسي .. وظلي\" بقلم بشبشان أقرأ للكاتب أيضاً : ------------------- *وللذكريات أبعادٌ أخرى (2) *وللذكريات أبعادٌ أخرى (1) *سعودية الهوى .. جنوبية المكان