أعلنت المحكمة الجنائية الدولية الاثنين أنها ستُصدر في الرابع من مارس/آذار قرارها حيال الطلب الذي تقدم به المدعي العام لديها، لويس أوكامبو، لإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية في دارفور. وذكرت المحكمة أن القرار سيصدر "بالشكل الرسمي من خلال بيان صحفي" أو بالنشر عبر موقعها الإلكتروني، في حين ردت الخرطوم بسرعة على لسان وكيل وزارة الخارجية، مطرف صديق، الذي جدد رفض بلاده التعامل مع المحكمة، واعتبر أن التسريبات حول قرار وشيك لها "محاولة لزعزعة الاستقرار في البلاد. واعتبر صديق، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السودانية، إن الخرطوم ليست عضوا في المحكمة الجنائية الدولية، ولذلك "لا ينعقد لها اختصاص بشأن السودان،" مضيفاً أن للقضاء السوداني "قدرة على إحقاق الحق ومحاكمة كل من يخالف القانون." وأضاف صديق أن السودان "لا يؤمن بسياسة الإفلات من العقاب،" وأضاف أن "التسريبات الإعلامية الخاصة بصدور قرار وشيك من المحكمة الجنائية الدولية ضد السودان ما هي إلا محاولة لزعزعة الاستقرار،" مؤكدا أن مساعي حكومة الوحدة الوطنية نحو تحقيق السلام بالبلاد "لن تتزعزع جراء هذه التسريبات المغرضة." وكان مدعي عام المحكمة الجنائية، لويس أوكامبو، قد طلب في يوليو/تموز الماضي إصدار مذكرة توقيف بحق البشير، متهماً إياه بارتكاب جرائم إبادة وأخرى ضد الإنسانية في إقليم دارفور، الذي تقول الأممالمتحدة إن النزاع فيه أسفر منذ عام 2003 عن سقوط 300 ألف قتيل وتشريد أكثر من 2.2 مليون شخص. غير أن الخرطوم تعتبر أن هذه الأرقام مضخمة، وتعيد أسباب الصراع إلى عوامل محلية تتعلق بالصراع على الأرض بين القبائل، نافية تدخلها لصالح الأطراف العربية على حساب الأطراف الأفريقية الأصل، كما يقول منتقدوها. وقد سبق أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرات ضبط وإحضار بحق أحمد محمد هارون، وزير الدولة للداخلية السابق وحاليا وزير الشؤون الإنسانية وقائد مليشيا الجنجاويد، علي كوشيب، غير أن الرئيس السوداني كرر عدة مرات رفض بلاده تسليم أي مطلوب وتحاول بعض الدول ممارسة ضغوط دبلوماسية تهدف إلى إقناع مجلس الأمن بإصدار قرار يؤجل النظر في قضية البشير لعام كامل، وفي هذا الإطار، زار وزير الخارجية المصري، أحمد أبو الغيط، ومدير المخابرات عمر سليمان، ليبيا الأحد، حيث التقيا الزعيم الليبي معمر القذافي. وبدلاً من عودتمها إلى القاهرة، بعد انتهاء زيارتهما للعاصمة السودانية السبت، توجه أبو الغيط وسليمان مباشرة إلى ليبيا، في خطوة وصفها السفير المصري لدى طرابلس، عفيفي عبد الوهاب، بأنها "رسالة بأن مصر تقف إلى جانب السودان في هذه المرحلة، في إطار الموقف العربي والأفريقي المعلوم للجميع." وبحث الوزيران المصريان، خلال زيارتهما الخاطفة للخرطوم، مع الرئيس السوداني، "العلاقات الثنائية بين مصر والسودان، وسبل تعزيزها، وأكدا على دعم مصر الكامل للسودان.