أثار اقتراح بمشروع قانون لتجريم تناول لحوم الكلاب جدلاً واسعاً في الصين، خصوصاً وأن الوجبات الساخنة لهذا النوع من اللحوم تحظى بشعبية كبيرة بين الصينيين، كما اعتبر معارضون أن الاقتراح من شأنه أن "يدمر التقاليد المحلية"، التي تمتد إلى آلاف السنين. وأمام هذه الانتقادات، اضطر باحثون في "الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية" للدفاع عن اقتراحهم بحظر تناول لحوم الكلاب والقطط، والذي يندرج تحت قوانين "مكافحة سوء معاملة الحيوانات"، ويتضمن تجريم طهي الكلاب والقطط، وفرض غرامة مالية مقدارها خمسة آلاف يوان (732 دولاراً أمريكياً)، وقد تصل العقوبة إلى الحبس. وقال تشانغ جي ون، الباحث في معهد القانون"، التابع للأكاديمية، والباحث الرئيس في صياغة الاقتراح بمشروع القانون، إن "قتل الكلاب والقطط عمل غير إنساني بالمرة"، وأضاف، وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، قائلاً: "مواجهة إيذاء الحيوانات هو تراث في الثقافة الصينية العريقة." ولكن القانون المقترح حظي بانتقادات واسعة في مختلف أنحاء الصين، وكانت أكثر حدة من ممثلي المناطق التي تشتهر بتناول لحوم الكلاب، وقد تكون المنطقة الأسوأ تضرراً، في حال تطبيق هذا القانون، هي مناطق "الأقليات العرقية"، التي لديها تاريخ طويل في تناول لحوم الكلاب. ومن بين المعارضين لهذا الاقتراح، سونغ تسي يان، وهو صحفي في مدينة "يانبيان" بمقاطعة "جيلين"، شمال شرقي الصين، وينتمي إلى جماعة عرقية كورية، تعتبر لحم الكلاب من الأطباق الشهية، حيث قال إن "تناول لحم الكلاب تقليد لدى الكوريين، ونحن نطهوه للضيوف المهمين، ونقوم بتربية الكلاب لتناولها، ولا نأكل الحيوانات الأليفة." كما أثار القانون المقترح مخاوف منتجي لحوم الكلاب في محافظة "بي" بمقاطعة "جيانغسو" شرقي الصين، حيث يُدرج طهي لحم كلب "بي"، في قائمة التراث الثقافي المعنوي للمقاطعة، وهو ما عبر عنه فان شيان تاو، رئيس نقابة مربين محلية، بقوله إن "تناول لحم الكلاب في محافظة بي يعود إلى أكثر من 2000 عاماً مضت." وقال داوتشيجيانكوانغ، في تعليق منشور بصحيفة "جينهوا بي بي إس"، إن "تربية الكلاب كحيوانات أليفة يُعد جزء من الثقافة الغربية، ومن حقنا الحفاظ على عاداتنا الغذائية"، فيما كتب سكاي روكتينغ، في تعليق منشور في "تيانيا بي بي إس"، قائلاً: "لا أتناول لحم الكلاب، ولكني لا يجب أن أنتهك حقوق الآخرين في تناوله." وأضاف روكتينج، في تعليقه: "إنني أعارض عمليات القتل الوحشية للكلاب الضالة، عن طريق بعض الحكومات المحلية، ولكن هذا الحظر صارم بشدة، وأساسه القانوني ضعيف، والطريقة الملائمة هي تعزيز الاتجاه إلى احترام الحياة." ورداً على تلك الانتقادات، قال تشانغ: "القانون المقترح ليس شاملاً وعاماً، ويمكن للمشرعين المحليين أن يقرروا ما إذا كان من الممكن تطبيقه أم لا، تماشياً مع التقاليد المحلية والعرقية"، وتابع قائلاً إن "حظر تناول لحوم الكلاب قد تكون له مزايا، مثل دعوة المزيد من الاستثمارات الخارجية من الأشخاص الذين يميلون للانسحاب من بلد يأكل الكلاب." كما قال لي تشونغ يون، أستاذ علوم الحياة بجامعة "شيويتشو للمعلمين"، إن "الحل الأفضل هو التمييز بين الكلاب الأليفة والكلاب المخصصة للأكل، ولابد أن يتم حظر قتل الحيوانات الأليفة، وتفادي الإساءة للكلاب المخصصة للأكل." وخلال العام 2009 الماضي، قامت حكومة مدينة "هانتشونغ" في مقاطعة "شنشي" بشمال غربي الصين، بقتل أكثر من 34 ألف كلب في حملة لمكافحة "السعار"، وفقاً ل"شينخوا"، مما أثار دعوات قوية لسن تشريع لحماية حقوق الحيوانات في الصين.