طالت يد الغدر أمس رجل الأمن عامر بن أحمد الشويش قبل أن ينهي واجبه الأمني بنقطة تفتيش أمن الحمراء التابعة لمنطقة جازان بعد أن تلقى طلقات نارية من أشخاص متنكرين بزي نسائي ومسلحين عندما استوقفهم في النقطة الأمنية من أجل تفتيشهم، والتأكد من هوياتهم، ولكنهم باغتوه بإطلاق النار عليه من داخل سيارتهم التي كانوا يستقلونها من نوع صالون أسود اللون، ثم أطلقوا النار على رجال الأمن الموجودين في النقطة الأمنية مما دعا رجال الأمن إلى الرد عليهم بالمثل. ونجم عن ذلك استشهاد جندي أول عامر أحمد عامر الشويش العكاسي في العقد الثالث من عمره وإصابة آخر بإصابات طفيفة تلقى على إثرها الإسعافات الطبية بمستشفى الدرب العام، ومقتل اثنين من المشتبه بهم في الحال، والقبض على مرافقهم الثالث، وذكرت صحيفة الوطن إلى أن السيارة قد عثر بداخلها على كمية من الأسلحة فيما كثفت الجهات الأمنية تواجدها في موقع الحادث، وباشر خبراء المتفجرات عمليات تفحص سيارة المسلحين تحسبا أن تكون محملة بمتفجرات، كما استمر إغلاق طريق الدرب – جازان ( الطريق الدولي ) منذ اللحظات الأولى للحادثة ولمدة تجاوزت الأربع ساعات ؛ إكمالا للإجراءات الأمنية بالإضافة إلى قيام رجال الأمن بعمليات تمشيط موسعة للمنطقة، تحسبا لتخفي أشخاص آخرين مشتبه بهم قد تكون لهم علاقة بالجناة الذين لم توضح هويتهم. إلى ذلك نقل أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز مساء أمس تعازي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وزير الداخلية وسمو نائبه وسمو مساعده للشؤون الأمنية لذوي شهيد الواجب رجل الأمن عامر الشويش الذي استشهد أمس وهو يؤدي عمله على أيدي الغدر، كما تقدم أمير عسير المصلين على الشهيد مساء أمس بجامع الملك عبد العزيز في أبها داعيا الله للشهيد بالرحمة والمغفرة وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان مستنكرا ذلك العمل الإجرامي الجبان، ومشددا على أهمية وقوف الجميع صفا واحدا لمحاربة كل من يحاول النيل من هذه البلاد أو مقدراتها مبتهلا إلى الله أن يديم على هذه البلاد أمنها ورخاءها وأن يدحر كيد الضالين. وأدى الصلاة مع أمير عسير وكيل إمارة المنطقة المهندس عبد الكريم الحنيني ووكلاء الإمارة وعدد من المسؤولين، ومن جانبهم أعرب ذوو الشهيد عن شكرهم وامتنانهم للقيادة الرشيدة ولأمير منطقة عسير على هذه اللفتة الإنسانية التي تجسد حرص واهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بأبنائها المواطنين في مختلف المناطق. وتحدث أقارب الشهيد الشويش محمد بن يحيى الشويش، وسعيد علي العكاسي بأن فقيدهم لقي مصرعه شهيدا أثناء تأدية واجبه الوطني خدمة لمليكه ثم لوطنه بنقطة تفتيش أمن مؤكدين أن وفاته تعد فخرا وعزا لأسرته وقبيلته مبينين أنه متزوج ولديه طفلتان يمنى (3 سنوات)، ونمار (سنة و 9 أشهر) بالإضافة لحمل زوجته بطفله الثالث, وهو أحد سكان قرية المغيديين بقبيلة العكاس في الوادي الطالع على طريق السودة بمنطقة عسير. وكان الشهيد ينتظر انقضاء نصف الساعة المتبقي من فترة استلامه لعمله إلا أن القضاء والقدر كانا أسرع ليودع الدنيا وهو مدافع عن وطنه مخلفا زوجته الحامل، وطفلتيه على موعد اللقاء بعد كل فترة استلام بتلك النقطة، وقد تسلم ذوو الشهيد أمس جثمانه لدفنه في مسقط رأسه . من جهته بين مدير مستشفى محافظة الدرب العام علي بن محمد أبو شقاره "الوطن" أمس إن رجل الأمن الجندي أول عامر بن أحمد الشويش وصل إلى طوارئ المستشفى الساعة 6 و15 دقيقة صباح أمس بواسطة زملائه في العمل وقد فارق الحياة إثر طلقتين الأولى اخترقت جسمه من أسفل الصدر وخرجت من الكتف والثانية استقرت في الرأس جهة الفم وقد باشر أطباء العموم والأخصائيون بالمستشفى الحالة وتم الكشف عليها بمتابعة مدير عام الشؤون الصحية بمنطقة جازان الدكتور محسن بن صديق طبيقي حيث باشرت فرقة من الطب الشرعي بصحة المنطقة للكشف على الشهيد وأوضح أن ولي أمر المتوفى تسلّم الجثمان في تمام الساعة 4 عصرا بحضور جمع غفير من زملاء المتوفى وأقاربه وأصدقائه. من جانبه لازم زملاء الشهيد مستشفى الدرب العام بدموع منهمرة مرددين عبارات الدعاء له بالرحمة والمغفرة ، ومؤكدين أن موقف الشهيد البطولي يعد تاجا على رؤوسهم ، ومستقبلين كلّ من قدم من أقارب وإخوان ووالد الشهيد لطوارئ المستشفى ومشاركين في تشييع جثمانه الذي نقل إلى منزل أسرته في منطقة عسير حيث دفن في مقبرة الموصلية بأبها . وأوضح وكيل رقباء محمد زهير العامل بنقطة تفتيش الحمراء بمركز أمن الطرق بالدرب أنه لم يشاهد زميلهم الشهيد الجندي أول عامر بن أحمد الشويش متذمرا من العمل أو من زملائه طيلة عمله معهم منذ شهر رجب لعام 1426 ولم يتسبب في مضايقة أحد بل كانت ابتسامته لا تفارق محياه في كل الأوقات وهو من خيرة الناس أخلاقا ومواظبة على الصلاة داعيا له في ختام حديثه بالمغفرة وأن يدخله فسيح جناته . صرح المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور بن سلطان التركي بأنه بناء على ما يتوفر لدى الجهات الأمنية من معلومات عن تخطيط الفئة الضالة للقيام بتنفيذ جرائم إرهابية تستهدف الإخلال بالأمن والنظام العام فقد تم عند الساعة السادسة من صباح أمس في نقطة أمن الحمراء بمنطقة جازان الاشتباه في سيارة من نوع صالون كانت تقل ثلاثة أشخاص اثنان منهم بملابس نسائية . و قال إنه عند وصول المفتشة الأمنية التي تم استدعاؤها وفق الأنظمة والتعليمات للتحقق من هوية الشخصين بالملابس النسائية بادر من في السيارة بإطلاق النار بكثافة باتجاه رجال الأمن وتم الرد عليهم بالمثل مما أدى إلى مقتل شخصين ممن يستقلون السيارة والقبض على الثالث . وأضاف أنه بالمعاينة المبدئية اتضح ارتداء شخصين منهم أحزمة ناسفة جاهزة للتفجير وبحوزتهما عدد من القنابل اليدوية كما عثر في السيارة على عدد آخر من القنابل اليدوية والأسلحة الرشاشة بالإضافة إلى مواد يشتبه في استخدامها لتصنيع وتحضير المواد المتفجرة 0وقد نتج عن ذلك استشهاد أحد رجال الأمن وإصابة آخر بإصابة خفيفة وتقتضي مصلحة التحقيق عدم الإفصاح عن المزيد من التفاصيل في الوقت الحاضر وسيصدر بيان إلحاقي بها