(عزيزتي شرق ) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، الدكتور حمد بن عبدالله القميزي , اسعد الله أوقاتك بكل خير. أولاً اشكر لك يا دكتور حمد جهودكم الموفقة تجاه إخوانكم وحل مشاكلهم وبارك الله بجهدكم. دكتور حمد لا أخفيك لم أكن أتوقع في يوم من الأيام أن أواجه مشكلة تجعلني بين الحياة والموت، وتجعلني من قمة التفاؤل والإخلاص والجد إلى قاع الفشل والألم. محدثكم يا دكتور طالب جامعي ادرس الهندسة وأملك مؤسسة بتقنية المعلومات ناجح بفضل الله بحياتي ومن نجاح لنجاح آخر، استفاد مني من احتاجني لم ابخل يوماً بدعم مادي أو معنوي لأي شخص محتاج , قدمت الدروس في المؤتمرات بدون مقابل وذلك ليستفيد مني كل من سمعني، يزداد طموحي يوماً بعد يوم , لم التفت يوما ولا للحظة لكبائر الذنوب ولا لصغائر الأمور منذ صغري , ولم التفت أبداً لما يشغل من هم على سني سوا كالتدخين والسفر والتعارف المحرم ولله الحمد. أكلمكم الآن يا دكتور وقد انقلبت حياتي رأساً على عقب وأصبح مستقبلي مظلم وان لا معنى للدنيا لدي، وذلك لاكتشافي الأسبوع الذي مضى أن عيني فيها مرض لم يتم كشف علاج له حتى الآن وانه مع مرور الوقت سوف يتدهور بصري وسوف يضعف، لا يملك الشفاء إلا الله سبحانه وتعالى وأنا مؤمن بأن الذي أصبني لم يكن ليخطئني، نصحني الدكتور بعدم قيادة السيارة أبداً. يا دكتور ماذا لو تزوجت من سيصرف على أسرتي ومن سيتحمل نقلهم من مكان لمكان. لهذه الأسباب يا دكتور فكرت بعدم الزواج ومهدد بعدم تكوين أسرة، ونزلت معنوياتي عن الدراسة الجامعية لأنني لا أستطيع تحمل الوظيفة عندما يتدهور بصري. يا دكتور أكلمك الآن والعبرة تخنقني وكل مساءاً عند النوم ابكي بكاء الأطفال لم اقل هذا الكلام متسخطاً من رحمة الله لا والله بل انني اؤمن بالله وقضاءه وقدره، ولكن هذه الاسباب يا دكتور تجعلني بهذه الحالة السيئة، كنت اتمنى ان لا ينتشر الخبر عند اهلي ولكن اخبرهم بذلك اخي وأصبحوا الآن يتجنبوا الاعتماد علي ويحاولون يلمحون بان اترك دراستي الجامعية وذلك لانني ادرس خارج المنطقة التي يسكنها اهلي، الحمدلله على كل حال ولا حول ولا قوة الا بالله حفظك الله ورعاك يا دكتور حمد، وبانتظار ردكم / شاكرا لك ومقدراً الاستشارة أخي في الله: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فأعتذر لك أولاً عن التأخر في الرد على رسالتك الكريمة، ولكن لظروف العمل وكثرة متطلبات الحياة، وأشكرك من أعماق قلبي أن خصصتني برسالتك وبث حزنك وهمومك، وعلى ثقتك بما أقدمه خلال هذه الصفحة المباركة من استشارات، وأسأل ربي عز وجل أن يلهمني الصواب في كتابة ما ينفعك ويحقق سعادتك ويعيد إليك البسمة والتفاؤل في هذه الحياة. أخي في الله: لم لا أعرفك ولم أرك ولكن أحببتك في الله من خلال رسالتك التي عبرت فيها عن حياتك الجميلة التي كنت تعيشها, فأنت شاب مسلم متمسك بتعاليم دينك، شاب طموح، محب للآخرين، خدوم لإخوانك المسلمين. هذا ما كتبته أنت في رسالتك، ولكن ما عرفته من تحت السطور ومن بين العبارات ومن خلال الكلمات أكثر وأكثر، أنت شاب مترفع عن سفاسف الأمور ومتطلع لمعالي الأمور، تتميز بقدر عال من الذكاء والفطنة، وقبل هذا وذاك راض بقضاء الله وقدره، محب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. أخي في الله: البلاء سنة من سنن الله تعالى في هذه الحياة، وربنا عز وجل برحمته وحكمته وعدله يبتلي من يشاء من عباده، وحبيبنا صلى الله عليه وسلم يخبرنا بأن الإنسان يبتلى على قدر إيمانه وكلما زاد إيمانه زيد له في البلاء، وأن المسلم ترتفع درجاته في الجنة بالبلاء الذي يصيبه في الدنيا، وعجباً لأمر المسلم إن أصابه خير شكر فكان خير له وإن أصابه شر وسوء صبر فكان خير له، فهو دائما في خير. وأعظم المصائب الإصابة بالعينين، لذا ورد في الحديث أن من ابتلي بحبيبتيه يعني عينيه وصبر عوضه الله عنهما الجنة، وأي ثمن بعد الجنة؟ أخي في الله: يصدق الطب كثيراً ولكن قد يكذب في توقعاته أحياناً، وهم الآن وبناءً على رسالتك أن الأطباء يقولون: قد تتدهور الحالة وتصاب بالعمى، وأنهم لم يكتشفوا له علاج وقد يكتشفوا له علاج، فالأمل كبير والفرج قريب، وكم من مريض عافاه الله من حيث لا يتوقع أو لا يدري. أخي في الله: عش حياتك، عش وأنت ترجو رحمة ربك وأنت متفائل بالخير والنجاح والسعادة، لا تترك للشيطان عليك طريقاً، ولا سبيلاً، استمر في التفكير في مستقبلك وحياتك، فكر في الزواج وفي الأبناء، ولا تجعل اليأس يجد في قلبك مكاناً، كم من أعمى تزوج وأنجب وهو سعيد في حياته، وكم من أعمى هو أسعد من المبصرين وكم من أعمى يعيش في نعم أكثر لا يعيشها المبصرون. أخيراً: أخي في الله، الحمد لله على رضاك بقضاء الله وقدره، وعلى توكلك على ربك عز وجل، وعلى نعم الله عليك، وعلى تفاؤلك بالخير دائماً، لذا أدعوك إلى أن تعيش كأنك قد تُعمى غداً وأنك لا تُعمى أبداً. فعندما يكون هذا شعورك ستكون حياتك غييييير.... ختاماً أسأل ربي أن يعافيك وأن يمدك بالصحة والعافية ويحفظ عليك بصرك، وأن يرزقك الزوجة الصالحة والذرية التي تقر بها عينك،،،، المستشار الأسري د. حمد بن عبدالله القميزي ملاحظة: يمنع نشر التعليقات في صفحة عزيزتي شرق