(عزيزتي شرق) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي : أخي المستشار الفاضل الدكتور حمد بن عبدالله القميزي وفقك الله مشكلتي والتي اسأل الله أجد ضالتي عندك هي في الحقيقة سؤال واستشارة وسأوضح لك كل شيء بشكل مختصر حفاظا على وقتكم الثمين أنا زوجه وأم لخمسة أطفال كنت أعيش حياه شبه مستقره بفضل الله ثم بصبري وتحملي وعطائي الذي لا ينتهي ومنذ ثلاثة أشهر تقريبا بعد ولادتي بتوأم والحمد لله تغيرت حياتي رأسا على عقب وأصبح زوجي كثير السهر حتى ساعات الفجر الأولى لكني وقفت ضد هذا الأمر تارة باللطف وتارة بالشدة وطلبت منه البقاء في بيته وبين أطفاله وتخصيص وقت محدد للسهر وليس يوميا أحيانا قليله أنجح ولا يخرج ويبقى معنا ويستأذن إذا أراد التأخر حتى لو ساعة لكنه لا يلبث حتى يعود أسوأ مما كان لا تكمن المشكلة هنا فقط بل يسب ويشتم ويبوح لي وأكثر من مره انه لا يحبني واني بلا كرامة وإلا كنت تركت البيت وهنا يا أستاذي وصلت لعمق المشكلة والتي لجأت لك بعد الله بسبب هذه الكلمة التي قتلت كل شيء جميل بداخلي فهو يتحين الفرصة ويلح ويكرر اخرجي من البيت ويطلبني دائما ويصر على رأيه ويبقى كذلك من أربعة أيام حتى أسبوع يقاطعني لأني لم اخرج واذهب لأهلي واني بلا كرامة وأنا محطمة تماما لكني متمسكة ببيتي لأسباب قرب بيتي من مكان عملي فأنا موظفه وكذلك مدارس أطفالي وكذلك مرض والدتي حيث لو ذهبت لمنزل أهلي ستنهار فوضعت بعض الأولويات أمام نظري وتحملت لكن يشهد الله أي معاناة أعانيها سؤالي الآن هل اترك له البيت علما أني طلبت الطلاق أكثر من مرة حفاظا على صحتي التي بدأت في الحضيض لكنه رفض يقول اخرجي من البيت إن كان عندك كرامه أنا رجل لا أريدك ولتوضيح بعض الأمور أنا مهتمة بنفسي واعتني ببيتي وأطفالي وبكل ثقة وبفضل الله وحده متميزة في أمور كثيرة والحمد لله لدي قبول ايجابي لكل من يعرفني وأحظى بحب اجتماعي كبير ومتميزة في عملي أحب زوجي واهتم به وأراضيه دائما وهنا شعرت انه من هذا المنطلق بدأ يستهين بي عندما شعر بعمق محبتي وولائي له وتضحياتي وتحملي وطيبة قلبي بدأ يتمادى بلا توقف أستاذي ناشدتك الله أنقذ قلبا بدأ ينبض حزنا وألما وعيونا لا تفارقها الدموع هل اترك بيتي ومملكتي أم لديك حلول أخرى وجزاك الله كل خير ووفقك للخير الاستشارة أختي الكريمة: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإني أشكر لك ثقتك بصحيفة عزيزتي شرق وعرض مشكلتك على مستشارها، رغبة منك في التوصل للحلول المناسبة والتي تساعدك بإذن الله في العيش بحياة زوجية سعيدة وكريمة. وأسأل ربي عز وجل الإعانة والتوفيق والسداد في تقديم الاستشارة التي تحقق لك ما تطمحين إليه وترغبين فيه. أختي الكريمة: لم ولن تصفو الحياة لأحد في هذه الدنيا، ولو تأملت الناس من حولك لوجدت أن كل إنسان يعاني من مشكلة صغيرة أو كبيرة، وهذه الحياة طبعت على كدر وشقاء، ونحن بطبيعتنا البشرية نريدها سعادة وصفاء، وربنا الرحمن الرحيم الذي خلقنا وخلق هذه الحياة والكون منح بعضنا خصائص وصفات يستطيعون بها التغلب على ذلك الكدر والشقاء، وفي أقل الأحوال يتعايشون معها. أختي الكريمة: من خلال رسالتك شعرت أن الله قد أنعم عليك بخصائص وصفات تساعدك على التغلب على مشكلاتك والتعايش معها، ومن ذلك: صبرك الجميل، وتحملك الكبير، وعطائك الكريم، والزواج الذي تتمناه كثير من الفتيات، والأطفال الذين هم زينة الحياة الدنيا، وكذلك أنت موظفة متميزة ومقبولة من كل من يعرفك ومحبوبة ممن حولك وقلبك كبير يحب الناس حتى الذين قد يسيئون إليك، ويكفي دلالة على ذلك حبك الصادق لزوجك مع ما تعانين منه من مشكلات قد يكون هو سببها. أختي الكريمة: العقل الراشد نعمة عظيمة ينعم بها ربنا عز وجل على من يشاء، ومن خلال تصرفاتك ومشاعرك شعرت أن ربك قد أنعم عليك بعقل راشد فكرت وستفكرين بها في مشكلاتك الحالية، ويكفي دلالة على عقلك الراشد أنك رفضت ترك بيتك وأطفالك وزوجك بسبب كلمات صدرت من زوجك قد يكون يعي معناها وقد لا يكون، وقد يكون قد قالها وهو في كامل تفكيره أو قالها في لحظات شيطانية، لذا فأقترح عليك ما يلي: 1- استمري في الاعتناء بنفسك وأطفالك وبيتك، بل ضاعفي الاعتناء والاهتمام، ولن تخسر بإذن الله شيئاً بل سوف تكسبين الأجر والثواب والرضا والقبول من زوجك، حتى ولو لم يظهر هذا القبول الآن، فسوف يشعر بها مستقبلاً، وصدقيني فإنه لن ينس هذا الاعتناء والاهتمام. 2- أنت صادقة في حبك لزوجك وأطفالك وبيتك ولن ولا ترغب في تركه، وهذا يدعوك أحياناً للتنازل عن بعض الأمور حتى ولو كانت مهمة، ومن ذلك: سهر زوجك المتأخر ليلاً ولأيام كثيرة خلال الأسبوع، فقد يكون من المناسب عدم الإلحاح على زوجك بعدم السهر، وقد يكون هذا هو السبب في طلب زوجك أن تترك بيتك. وأنا متفائل بأنها مع الوقت ومع استمرارك على اعتنائك واهتمامك ببيتك فسوف يتغير إلى الأفضل. لذا لا تركزي كثيراً على كثرة سهره خارج المنزل. 3- إن كرر زوجك كلمات الخروج من البيت فقولي له: قل لي يا زوجي ما هي الأسباب التي تجعلك تطلب مني ذلك؟، ولماذا لا تحبني؟ فقد يفتح مثل هذه الأسئلة أشياء في نفس الزوج لم يصرح بها، قد تكون هناك أمور يرغب بها أو أمور لا يرغب بها، فإذا كنت تستطيعين هذا أو هذا وهو من الأمور المباحة فافعليه له. وقد تكون أمور نفسيه في نفس الزوج يريد أن يبوح بها ويريد أن يعرف رأيك فيها، عند هذا تكلمي معه وبكل صراحة. لأن الحوار والمصارحة بين الزوجين تحل في كثير من الأحيان إشكالات كبيرة بينهما. 4- حاولي أن تشغلي نفسك كثيراً بالأمور المهمة لك، مثل أبنائك ، بر أمك، صلة رحمك، وظيفتك، تطوير نفسك بالقراءة والإطلاع والسماع والمشاهدة، الاهتمام مثلا بحفظ القرآن وغير ذلك من الأمور التي تشغلك عن التفكير فيما يقوله زوجك ويطلبه منك (ترك البيت). 5- لا تطلبي الطلاق مرة أخرى... ولا تترك بيتك ... لأن بيتك ولله الحمد سيكون بيتاً سعيداً في المستقبل بصبرك وحكمتك وتفاؤلك. 6- الدعاء ... الدعاء ... سلاح المؤمن وهو قوي وفاعل ومؤثر... فلا تنسي الدعوات الصادقات بأن يصلح زوجك ويقر به عينك. أخيراً: هذه النصائح التي يقدمها لك الدكتور حمد القميزي، وكلي أمل في أن تنقذ قلبك وتخفف ألمه، وتكفكف دمعك، وتشرح صدرك، وتستقر بها حياتك الزوجية، وتسعدي في بيتك بين زوجك وأطفالك،،، المستشار الأسري د. حمد بن عبدالله القميزي 3– 12– 1431ه