شن مسلحون من بينهم ستة مفجرين انتحاريين من طالبان هجوما على سلسلة من الاهداف الحكومية في انحاء قندهار بجنوب افغانستان يوم السبت مما اسفر عن وقوع معارك مسلحة اصيب فيها 24 شخصا على الاقل. وقال شاهد عيان لرويترز ومسؤولون ان الهجمات بدأت بوقوع انفجار بالقرب من مقر حاكم الاقليم في قلب المدينة ثم سمعت اصوات انفجارات عديدة اخرى في مناطق مختلفة فيما بدا انها هجمات منسقة. واندلع اطلاق للنار بعد الانفجار الاول وقال الشاهد لرويترز انه شاهد مسلحين يطلقون النار من بناية من خمسة طوابق باتجاه مقر الحاكم حيث كانت قوات الامن ترد باطلاق النار بينما حلقت طائرات هليكوبتر فوق المنطقة. وقال زلماي أيوبي المتحدث باسم حاكم قندهار توريالي ويسا لرويترز من داخل المقر الذي يتمتع بحراسة شديدة "تهاجم طالبان مقر الحاكم والقتال مازال مستمرا." وقال أيوبي ان ستة مفجرين انتحاريين فجروا قنابلهم عند عدد من الاهداف في المدينة من بينها مقر للمخابرات وقاعدة اجنبية للقوات الخاصة ونقاط تفتيش للشرطة الافغانية. واضاف ايوبي ان القتال بين المتشددين وقوات الامن ما زال مستمرا في ثلاثة مواقع على الاقل وان 24 شخصا قد اصيبوا حتى الان من بينهم ستة من رجال الشرطة والباقون من المدنيين. وبعد الانفجار الاول شوهد الدخان الاسود يرتفع بالقرب من مجمع ويسا الذي يحيط بمقر اقامة الحاكم ايضا. وقال ايوبي ان الحاكم موجود داخل المجمع وانه بخير. وقال متحدث باسم قوة المعاونة الدولية في افغانستان التي يقودها حلف شمال الاطلسي في كابول ان القوة توفر الامن في قندهار عن طريق القيام بدور "مساعد" للقوات الافغانية. وكانت قندهار -مهد حركة طالبان- مركزا لعمليات عسكرية العام الماضي وقال قادة عسكريون انهم أحرزوا بعض المكاسب الامنية لكنها مكاسب هشة ويمكن فقدانها. وبلغ العنف في افغانستان أعلى مستوياته عام 2010 منذ الاطاحة بحكومة طالبان أواخر عام 2001 حيث سقط عدد قياسي من الضحايا من كل أطراف الصراع. وساد قندهار شعور بالذعر لدى اندلاع المعارك المسلحة. وهرع الناس في الشوارع بحثا عن اماكن امنة واغلق الباعة متاجرهم خوفا من التعرض للسرقة. وأعلنت طالبان الاسبوع الماضي بدء "هجوم الربيع" وتوعدت بتصعيد هجماتها على القوات الاجنبية ومسؤولي الحكومة الافغانية. وتجددت هذه التهديدات بعد مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان المجاورة على يد قوات امريكية. وأعلن متحدث باسم طالبان مسؤولية الحركة عن هجوم يوم السبت لكنه قال انه لا علاقة له بقتل بن لادن. وقال المتحدث قاري يوسف أحمدي لرويترز من مكان غير معلوم "يوجد عدد من المقاتلين في عدة مواقع بالمدينة. وهذه الهجمات ليست ردا على مقتل أسامة بن لادن لكنها جزء من هجوم الربيع." وفر مئات المسجونين وأكثرهم من المتمردين الشهر الماضي من سجن في قندهار عبر نفق حفره متشددو طالبان. ووصف متحدث باسم الرئيس الافغاني حادث الهروب بأنه "كارثة". وقبل الهروب بأيام قتل انتحاري يرتدي زي الشرطة الجنرال خان محمد مجاهد قائد الشرطة في قندهار. وتمكنت طالبان من شن عدد من الهجمات الجريئة داخل قندهار وفي العاصمة كابول على مدار العام الماضي على الرغم من تعزيز القوات الافغانية والاجنبية لوجودها في المدينتين. واصدرت طالبان بيانا مساء الجمعة اعربت فيه عن تعازيها في مقتل بن لادن لكنها قالت ان قتل بن لادن لن يؤدي الا الى تأجيج القتال في افغانستان