لا أدري لماذا أشعر بأن هناك رغبة في جعل الناس تنسى كارثة سيول جدة! وانتشرت في الأسواق رواية "بلاش تشاؤم! ولا تكونوا عاطفيين"!! فبعد فترة بسيطة هدأت وسكتت أصوات الكُتّاب، وأصبحوا لا يتطرقون في الصحف للكارثة من قريب ولا بعيد! وكأنها موضة وانتهت! تماماً كما سكتوا عن قضية تهجير الناس بدعوى تطوير الأحياء العشوائية من النزلة للرويس! التي "أحلوّت" في عيون بعض الشركات! فأتت السيول لتفضح المستور! وجود أحياء عديدة في جدة أحق بالتطوير! وتماماً كما نسوا شهيدة بحر جدة فاطمة الصعب على ضفاف شاطيء النورس! فسارعت بعدها أمانة جدة لتعليق لوحة "خطر.. منطقة تصريف مياه جوفية وأمطار"! ويا حلاوة التحذير!! الأغرب الموقع الرسمي للجنة تقصي الحقائق، لا يلاحق تطورات القضية! فآخر خبر فيه قبل شهر ونصف! والمضحك أن أهل جدة تجادلوا في سر كون بعض المقبوض عليهم "إتحادية"! وهناك من خفّف دمه فقال اللجنة أهلاوية أو هلالية! فأصبحت القضية "مدورة" كروية على سياسية! ويا ربي أكفي جدة شر البلدية والأذية! أما "الفيس بوك" فكارثة جدة زادت الإقبال عليه إلى حد منقطع النظير! خذ على سبيل المثال مجموعات: المطالبة بإقالة عادل فقيه من أمانة جدة، مليون توقيع للمطالبة بإستقالة أمانة جدة، حاكموا أمانة جدة، فضائح أمانة مدينة جدة، حملة (لا أمانة) أمانة جدة، حملة محاسبة ومقاضاة الخونة المرتشين في أمانة جدة وكل المسؤولين، تشهد فأنت في جدة، كارثة أمطار جدة (المطالبة بإقالة الأمين)، حداد جدة، أوقفوا فيضانات جدة، من المسؤول يا جدة، مواطنون ضد الفساد، ومن أجل إنسان جدة! يضاف لذلك مجموعة "تكاتف"، وعدد من الحملات التطوعية لإنقاذ جدة! وكنتُ قبلاً قليلاً ما أدخل على الفيس بوك! فهو يستهلك الوقت! لكن دفعني حب جدة للإشتراك في بعض المجموعات، لأسمع همسات وأنّات أهل جدة بحس الصحفي وأُدوّنها! وما لبثت أن دخلت على الخط بأسماء مستعارة "فرقة حسب الله من أمانة جدة تحييكم"! فارتفع الجدال مُحتدماً ومُحترماً على الطريقة اليعروبية! ومع مرور الوقت، ونتيجة للتعتيم على الكارثة، أضحت المادة الإعلامية المعروضة قليلة، وبالتالي أصبحت مجموعات الفيس بوك مهجورة! وكما سكتت الصحف، سكتت شهرزاد الفيس بوك عن الكلام المباح! وعلى خلفية الاعتذار عن نشر خبر وفاة أحد المقبوض عليهم ومكان تواجده، اشتعلت حرب بين صحيفة الوطن وصحيفة سبق الإلكترونية! وتورطت وتواردت هنا وهناك أسماء شركات مقاولات، ورجال أعمال، ومجموعة من صغار الموظفين! وأُطلق سراح البعض بعد استجوابهم، ولا ندري لماذا "نُجرجر" المتهم من مكتبه أمام الناس قبل إدانته! لكن عليه أن يحمد ربه، فنحن في بلد الإنسانية! ويا دار ما دخلك شر! واليوم ببالغ الأسى قرأت في جريدة المدينة "قتيل الإهمال يفجر أحزان حي الرويس"! الشاب محمد الحكمي صعقه عمود إنارة بلّغ عنه مراراً أهالي الحي ولمدة 8 شهور بلا جدوى! وأسرة قتيل الإهمال تطالب بالقصاص من المسؤول! الله أكبر! يا سادة، لا أحد لدينا هو المسؤول! لفوّها ولفلفوها، وقولوا للأم والأب المكلومين، عندنا دائماً المرحوم هو الغلطان! وبخصوص الكارثة، أكبر شخصية حتى الآن أُعلن القبض عليها مساعد أمين جدة! مسكين، "ما لقوا غيره"! يعني "سيبنا الحمار وقدرنا على البردعة"! وبوصفي جداوية، وكذلك إتحادية! بالوراثة والهوية! أُطالب وبشدة "أمسكوا الحمار وسيبوا البردعة"! وإلا سُيغني أهل جدة مع الفنانة شادية "نسبنا الحكومة وبقينا قرايب، ومين على الحكومة حيقدر يعايب! حبايب قرايب! قرايب حبايب"!