قد لا يمر يوم دون أن نقرأ في صحفنا اليومية مقالاً أو خبراً يتعلق بالتعليم فمرة عن المناهج، وتارة عن المعلمين وتحسين مستوياتهم، وهكذا إلى آخر هذه المواضيع لمتعلقة بهذا المجال. ولكن هناك جانباً له ارتباط بموضوع التعليم، لا يقل أهمية، ونادراً ما يتناوله كتاب الصحف لدينا، وهو جانب الصحة المدرسية، فعندما أشاهد الوحدة الصحية المدرسية في محافظتي (ضباء)، أسأل نفسي هذا السؤال: لماذا عجلة التطور في الوحدات الصحية المدرسية في المدن الصغيرة أو المحافظات، تسير ببطء شديد جداً؟ وأحياناً تتوقف هذه العجلة، عند حد ومستوى معين، لسنوات طويلة، لا يتم خلالها أي تغيير أو تطوير، حول ما تقدمه هذه الوحدات من خدمات طبية للطلاب؟ وسأضرب لكم مثالاً ودليلاً حياً وواقعاً ألمسه وأشاهده بنفسي، من خلال الوحدة الصحية المدرسية في محافظتي. هل تصدقون أن الوحدة الصحية المدرسية في محافظة ضباء افتتحت منذ أكثر من ثلاثين سنة، كانت في بدايتها في مبنى مستأجر، ويتكون طقم العاملين فيها من طبيب عام وصيدلي وممرض، ثم انتقلت منذ سنوات إلى مبنى حكومي، وهو مبنى جميل، وفي موقع أجمل، وحين نقول انتقلت إلى مبنى حكومي، يفترض أن يصاحب هذا الانتقال، تطور في الخدمات الطبية، كفتح أقسام جديدة مهمة وضرورية، مثل عيادة أسنان، أشعة، مختبر. ولكن للأسف الشديد لم يحدث أي شيء من هذا القبيل، ولم يتم توفير أي شيء من ذلك كله، فكل الذي تغير خلال هذه السنوات الطويلة لم يتجاوز حدود المبنى فقط، وتبديل الطبيب بآخر بعد طول خدمة وكذلك الصيدلي، وماتزال الوحدة الصحية المدرسية في محافظتي كما هي عليه منذ أن افتتحت وعرفتها من ثلاثين سنة، وحتى اليوم لم يتغير شيء ولم يشفع لها هذا العمر الطويل واتساع المحافظة وزيادة عدد سكانها، من أن تطور خدماتها الطبية للطلاب، فلا تزال على حالها ومكوناتها السابقة، طبيب عام وصيدلي وممرض، هذا كل ما هو موجود فيها فقط. لذلك فإن غالبية الحالات المرضية التي تأتي إلى الوحدة يتم تحويلها إلى مستشفى ضباء العام، ومعلوم أن نسبة كبيرة من الطلاب المحولين إلى الصحة المدرسية، يشتكون من آلام وتسوس الأسنان، ورغم ذلك لا يوجد في الوحدة على الأقل عيادة أسنان. آمل أن ينال هذا الموضوع اهتمام ومتابعة المسؤولين في وزارة التربية والتعليم وعلى رأسهم سمو وزير التربية والتعليم. وللجميع تحياتي عبدالله حسن أبوهاشم