عبر عدد من التربويين وأولياء أمور الطلاب عن عدم رضاهم عن الخدمات التي تقدمها الوحدات الصحية المدرسية، وقالوا ل " البلاد " ان احوال الوحدات مازالت ضعيفة، ولا تمثل ادنى درجات الطموح ولا الرضا، الذي كان يتعين ان تقوم به . . واضافوا ان الملاحظ كذلك تهالك عدد من مبانيها وتقادمها وضعف الكادر الطبي من حيث قلة العدد ونقص الدواء بصيدلياتها اضافة الى كونها مجرد مستوصف صغير، حيث لا عيادات جيدة، ولا عمليات جراحية، ولذلك يضطر عدد كبير من الطلاب والمعلمين الى ان يزهدوا فيها ويتجهوا الى المرافق الاهلية او الحكومية الصحية . مبان متهالكة وخلال جولة " البلاد " على الوحدة الصحية بحي مدائن الفهد بجدة لفت انتباهنا احد المراجعين من طلاب الثانوية الى ان داخل المبنى يوجد مبان مهجورة اكل عليها الدهر وشرب، حتى صار حسب تعبيره مأوى للحشرات والقطط، وابوابه مفتوحة " على طول " وكذلك شبابيكه، وقال أعتقد ان هذا الذي ترونه يعبر عن " جزء من الحال " الذي تعيشه الوحدات الصحية، إذ كيف يمكن لمبنى صحي ان يكون بهذه الصورة . خدمات متواضعة وحدثنا طالب آخر ان الوحدات الصحية المدرسية غالبا لا تقدم سوى اقل القليل من الخدمة للميدان التربوي والعاملين به، واضاف كنا نتمنى ان تقام مبان نموذجية خاصة في كل حي تخدم رجالات التربية والتعليم والطلاب . . واضاف ألا ترون اخواننا في الميدان العسكري مثلا كيف تتم خدمتهم من خلال مستشفيات ضخمة، ومراكز صحية جيدة لا تقارن بالخدمة الصحية التي تقدمها وزارة التربية . . واضاف ألا ترون كذلك كيف يجد موظفو البنوك والشركات من الخدمات الصحية لهم ولاسرهم وذويهم، حيث يتعالجون على حساب مرجعهم في أفضل المصحات . رأي الوزارة كشف الأستاذ صالح بن عبد العزيز الحميدي مدير عام الشؤون الإدارية والمالية في قطاع تعليم البنين في وزارة التربية والتعليم أنه تم عقد اجتماعات متعددة مع اللجان المختصة في وزارة المالية ووزارة الخدمة المدنية ووزارة التربية والتعليم ووزارة الصحة لإنهاء إجراءات نقل قطاعات الصحة المدرسية إلى وزارة الصحة ويجري العمل على حصر جميع الوظائف الصحية والمباني والوظائف الإدارية المساندة في قطاع الصحة المدرسية، وأشار إلى وجود اجتماعات متتالية لتدقيق المعلومات ومن ثم الرفع للجهات العليا المتمثلة في وزارة المالية في التنظيم المركزي لإنهاء إجراءات ضم الوحدات للصحة . وقال الأستاذ الحميدي أن وزارة التربية والتعليم قدمت خلال السنوات الماضية جانباً فاعلاً من الخدمات الصحية في إطار احتياج الميدان التربوي لتلك الخدمات، مشيراً إلى أن وزارة التربية والتعليم تعنى في المقام الأول بتعليم وتربية الطلاب والطالبات، وإلحاق الوحدات الصحية بوزارة الصحة يأتي في إطار السعي للرقي بالخدمات وفق الاختصاص موضحاً أنه لم يتم دعم الوحدات الصحية بوظائف أو مخصصات ماليه مما يجعلها عبئ أكثر من كونها جهاز خدمي يضيف للعمل التربوي والتعليمي، مؤكداً أن إلحاقها بوزارة الصحة سيعطي مساحة أكبر لتوفير خدمات أفضل بحكم الاختصاص، مضيفاً أن هذه اللجان قطعت نصف الطريق . مذكرة تفاهم وشدد الحميدي على أن التربية والتعليم تسعى إلى إقرار مذكرة تفاهم بين وزارتي التربية والتعليم ووزارة الصحة لوضع استراتيجيات واضحة بين الوزارتين فيما يخص الجانب الوقائي والعلاجي للطلبة والطالبات وفق احتياج وزارة التربية والتعليم في مدارس التعليم العام والمتمثلة في توفير الخدمات الوقائية والعلاجية للطلاب داخل المجمعات التعليمية الحكومية والمدارس ذات الطاقة الاستيعابية الكبرى بتوفير أطباء وطبيبات وجهاز تمريض وسيارات إسعاف وعيادات مصغرة على أن تقدم هذه العيادات الخدمات لكافة مدارس الأحياء، ويأتي هذا الإجراء في إطار سعي وزارة التربية والتعليم لرفع مستوى الخدمات الصحية في وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع جهة الاختصاص المتمثلة في وزارة الصحة . وحول التأمين الصحي للعاملين في قطاعات وزارة التربية والتعليم أوضح الحميدي أن الوزارة أكملت حصر كافة المتطلبات لهذا الأمر وتم الرفع للجهات المعنية وتنتظر الوزارة كباقي القطاعات الحكومية الأخرى التوجيه بهذا الخصوص . رسالة الصحة المدرسية تنص رسالة الصحة المدرسية طبقا لمنتديات وزارة التربية والتعليم على " نسعى لتعزيز صحة النشء والمجتمع المدرسي، ونشارك الأسرة والتربويين من أجل مستقبل الجيل "... وقد أنشئت الصحة المدرسية للبنين عام 1374 ه بهدف تقديم الخدمة الصحية للطلاب والمعلمين ومنسوبي وزارة المعارف " وزارة التربية والتعليم حالياَ " ، وبدأت الوزارة بإنشاء ثلاثة وحدات صحية رئيسية في كل من منطقة مكةالمكرمة والرياض وجدة تضم عيادات تخصصية وأقساماً متخصصة كالعلاج الطبيعي والمختبر والأشعة، إضافة إلى الضماد والصيدلية، وكان عمل الوحدات الصحية آنذاك يقتصر على تقديم الخدمات العلاجية لمنسوبي الوزارة وبعض الخدمات الوقائية التطعيمات الأساسية للطلاب المستجدين ومراقبة البيئة المدرسية . واستمر التوسع في إنشاء الوحدات الصحية حتى بلغ عدد الوحدات الصحية المدرسية 163 وحدة صحية منها 42 وحدة رئيسية بالمدن الكبرى، 121 وحدة فرعية بالمدن الصغرى، إضافة إلى الوحدة الصحية المركزية ومقرها جهاز الوزارة . ويعمل بالوحدات الصحية المدرسية بالمملكة جهاز فني وإداري حيث يبلغ عدد العاملين الفنيين بهذه الوحدات 878 من الاستشاريين والأطباء الأخصائيين والعامين وأطباء الأسنان والفنيين والممرضين .