اختلفت تفاسير البشر في وقتنا الحاضر لمعنى القوة ومواطنها في نفس الإنسان أم في جسده أم في عقله،وكلنا على يقين بأن قوة الإنسان تكمن في قوة إيمانه بربه وشدة تعلقه به،لكن ما أعنيه هنا هي القوة في القدرة على تصريف المواقف وكيفية حلها، بمعنى آخر ماهي الطرق التي يستخدمها الإنسان لحل المشكلة أو الحدث الذي يصادفه، وما هي الخيارات التي يستخدمها لتصريف هذا الأمر. . البعض يرى بأن قوة الإنسان تكمن في جسده، وذلك بأن يكون شخصا ذو بدن قوي وصلب، أي أن قوته تكون بالعنف. فترى معظم الشباب يرتادون الأندية الرياضية للحصول على جسد (رياضي) كما يطلق عليه البعض. فلا يفكر بعقله، ويكون العنف هو أبسط الحلول وأنسبها لديه. فإذن هذه الفئة على يقين تام بأن( القوة في العنف). أما البعض الأخر فيرى أن القوة تكمن في العقل ومستوى الذكاء عند الإنسان وحنكته في تصريف الأمور وحل المشاكل والمواقف التي تصادفه في حياته اليومية ، فكلما كان أشد حنكة ونباهة كلما زادت قوته ، أي أن هذه الفئة على يقين تام بأن (القوة في الذكاء وسرعة البديهة). أما الفئة الأخيرة فترى أن القوة تكمن في الأحاسيس والقلب والمشاعر، فتصرف أمورها تبعا لرغباتها وما تنبئها به أحاسيسها ومشاعرها، سواء أكان هذا هذا الإحساس صائبا أو خاطئا، فتنجرف وتنحاز لتيار الإحساس ، ولا تلقي اهتماما لأي مشورة أو رأي. أي أن هذه الفئة ترى أن (القوة متعلقة بالإحساس ). شغل هذا الأمر تفكيري، ولم أجد رأيا صائبا ومقنعا لمعرفة أين تكمن قوتي. فكل رأي له ايجابياته وله سلبياته من جهة أخرى. أي أنه من الممكن أن تكون القوة في الجسد، لكنها لا تصلح للاستخدام دائما في بعض المواقف. ومن الممكن أن تكون القوة في العقل، ولكن يصعب علينا في بعض الأحيان استخدامها في المواقف الصعبة والمفاجئة لأن الموقف اختلط بأحاسيس عدة كالخوف والتردد أو عدم القدرة على استيعاب المصيبة أو تحملها. وأيضا من الممكن أن تكون القوة في الإحساس والحب والعطف والطيبة، ولكنها أحيانا يكون لها أثرا سلبيا وعكسيا لم نتوقعه، فنتضرر من جراء انجرافنا خلف هذا التيار.