قاربت العطلة المدرسية من بدايتها , وكم من شاب ينتظر ليلة من لياليها على أحر من الجمر ليدخل بها حياة جديدة في عالم الأزواج مع شريكة لحياته . هذه الليلة الموعودة التي ينتظرها هذا الشاب بكل شوق وشغف ليرى فيها المعازيم وقد تزاحموا في جنبات قصر الأفراح الواسع الفسيح , ويشنف أذانه بأصوات قرع الطبول , وقد تناغمت مع أهازيج أغاني الفرح لتعلن بدء مراسيم دخوله القفص الزوجي . في تلك الليلة يكون العريس قد استنهض كل هممه , وقدراته المادية , واستدان فوق طاقته من أجل إرضاء نسائه , ونساء أنسابه , فإذا حسبنا ماجير في ذمته وعلى حسابه بدءا بحجز أفخم القصور , والطقاقة وفرقتها الموقرة , وفرقة الفنون الشعبية للرجال , ولا ننسى (كوافيرة) الصالون الفلاني , إضافة إلى تشكيلة كبيرة ورائعة من العصائر والحلويات العربية والأجنبية , وحجز المقهوين للرجال , والمقهويات للنساء , وكل ما ذكرت يعتبر طبعا ناقصا ولا يكتمل إلا بتقديم ( تقليط) ما يقارب المئة صحن من الحجم الكبير عليها ما لذ وطاب من مفاطيح الهرافي , ولحوم حشو الإبل ؛ لو حسبنا ذلك سنجد أنه سيكلف حوالي ستين ألف ريال فقط لا غير لحفلة لا تستمر إلا لسويعات قليلة قد لا تصل الخمس ساعات , بعدها ينفض الحفل ويودع المعازيم العريس داعين له بالرفاه والبنين , وأي رفاه سيأتي بعدما تذهب السكرة وتأتي الفكرة لينصدم بالواقع المرير , ويكتشف , أ و يتذكر أن تكاليف عرسه من مهر وحفل , وتأثيث منزل قد جاوزت المئة والأربعين ألف ريال على أقل تقدير توالدت بفعل القروض البنكية , والمديونيات إلى مئات الألوف من الريالات ستثقل كاهله , وستقصم ظهره عندها يعرف , أو يتذكر أن راتبه الذي لا يصل إلى ستة ألاف ريال على أحسن الأحوال سيذهب أكثر من نصفه في تسديد الأقساط والمديونيات شهريا بينما سينقسم النصف الآخر ما بين أيجار منزل وعيش على الكفاف , وسيستمر في تسديد أقساطه إلى سنوات طويلة هذا إذا سلم من جرجرة المحاكم , والحقوق المدنية . فيا معشر الشباب قولوا : لا وألف لا للنساء لأن كل هذه الكماليات ( البروتوكولات) المكلفة ماديا , ومزعجة نفسيا ومعنويا من تدبيرهن , وطلباتهن , وتفاخرهن بين بعضهن البض , واتجهوا إلى حفلات الأعراس العائلية التي ستوفر لكم أكثر من نصف أعراسكم الحالية , وتذكروا أن حفلات أعراسنا السابقة , وإلى سنوات ليست بالبعيدة كانت تقام بإحدى ساحات الحي , حيث تنصب الخيام وبيوت الشعر لبضع ليال ترفع الأهازيج بها ويصدح بأغانيها المعازيم من الرجال , ويتنافس الشباب بصب الشاهي والقهوة (مقهوين) , وبالنسبة للنساء فشريط كاسيت كان يغنيهن عن ألف طقاقة , علما بأن أوضاعنا المادية كانت أفضل من واقعكم الحالي وببون شاسع جدا , وكنا رغم بساطتنا أقوى منكم عاطفيا , وعرانا أوثق , وتكاتفنا أمتن , وتآخينا أشمل و أوسع , وتكاليف أعراسنا أقل وأرحم , وفرحها أكثر و أسعد , فمن منكم أيها الشباب سيكون الأشجع ليبدأ بتطبيق هذه الفكرة ليكون قدوة لغيره