قبل عامين صرح وزير العمل «أن البطالة ستصبح ذكرى». الآن تطور التصريح وأصبحت حكمة اليوم «السماء لا تمطر وظائف حكومية»! ونسأل معالي الوزير عن المدة التقريبية لانتظار العاطلين لمطر أو حتى لهتّان الوظائف! وهل نصلي صلاة الاستسقاء لتمطر السماء؟ أم هناك عمل لوزارة العمل؟! مع ملاحظة أن الوقت ليس معه ولا معنا! في سبتمبر الماضي اخترق «هاكر» موقع وزارة العمل على الإنترنت وصرخ: «ملّينا من البطالة. ممكن تسمعون؟» ويبدو أن الرسالة وصلت على طبق من ذهب! فلبس الوزير قبعة «فدركرز» واليوم تزين بقبعة «ماكدونالدز»! ولا نريد أن يتعب معاليه فيدُور على بقية المطاعم! فهل لبس القبعات يستمطر السماء ويحل المشكلات؟ أم يجعل الصورة أحلى؟!؟ وإذا ظن أن الجواب بالإيجاب سنهديه فيلماً على الانترنت بعنوان «راتبي ألف ريال»! أخرجه سعودي يروي مشكلة الفقر وتدني راتب رجل أمن! وهو عينة من آخرين ينتهي راتبهم من أول يوم في الشهر! وسنرسل إليه كذلك رابط منتديات «البطالة» ورابط منتديات «العاطلين» ليتجول بين معاناة الناس! فربما تمطر السماء قصيدة مليئة بالاحساس، وليكتمل البيت أقصد بيت الشعر، فالسماء لا تمطر بيوتاً للمواطن، نقرأ معه في صحيفة الوطن وجود 600 سعودية يحملن الدكتوراه و 3000 يحملن الماجستير و 200 ألف يحملن البكالوريوس عاطلات عن العمل. ويبدو أن الوزارات تلوم بعضها أو «الطاسة ضايعة»! فوزارة الخدمة المدنية تقول إنها تعاني من جهات حكومية لا تبلّغها بمعلومات عن الوظائف الشاغرة، وتلك الجهات ترد وتتعلل بعدم وجود وظائف من الديوان! استغرب أعضاء في مجلس الشورى من التقرير السنوي لوزارة الخدمة المدنية، فهناك 147 ألف وظيفة شاغرة و 69 ألف وظيفة يشغلها أجانب في جهات حكومية! يقولون تلك الوظائف ممكن أن تقضي على 50 في المائة من البطالة! فمن المسؤول عن هذه الوظائف المعطلة؟!؟ والموضة الجديدة صارت السماء تمطر قضايا وتظلمات ضد بعض الجهات! أشهر من نار على علم قضية المعلمين والمعلمات! وآخر الأمطار قضية موظفي جامعة الملك عبد العزيز! انضم 300 موظف وموظفة لقائمة دعوى الحقوق الوظيفية ضد الجامعة. ووفقاً لجريدة «عكاظ» يبلغ عدد العاملين على بنود وظيفية مؤقتة في الجامعة 1839 موظفاً أكثرهم برواتب متدنية! وأمضى بعضهم عشرين سنة من الخدمة دون تثبيت أو إدراج في نظام التأمينات الاجتماعية!! وحسب المدّعين فإن «الحاصلين منهم على مؤهلات عليا في تخصصات نادرة يعملون منذ سنوات دون مميزات أو بدلات أو علاوات سنوية». وآخر حملة «وظفونا ولاّ سفرونا» أطلقها سعوديون عاطلون عن العمل! نسأل الله أن يجعل السماء تمطر رحمة على الضعيف ورأفة بالفقير! فرب أشعث أغبر لو أقسم على الله أبره! وآه يا وطني ماذا تقول؟!؟