حين شاهدت الرسالة في شاشة جوالي تدعوني للمشاركة في السحب على جوائزهم، التي كانت عبارة عن سيارات فاخرة، قررت المشاركة لأكتشف بعدها أن الحكاية ليست في قيمة الرسالة، والتي تبلغ 5 ريالات، بل في عملية الابتزاز التي ظلت تتدفق في سلسلة رسائل تحمل كل رسالة منها سؤالًا بإمكان الطفل حله، وقتها حزنت على ما يجري لعملائهم، الذين يفترض أن يجدوا منهم العناية والرعاية والحرص عليهم؛ لأنهم بدونهم لا يمكن أن تستمر أي شركة وأي نشاط تجاري، وكنت أتمنى أن تكون التفاصيل واضحة في الرسالة الأولى، وأن يكون ثمن الرسالة وعدد الأسئلة كلها معلنة ليتمكن عملاؤهم من تقرير المشاركة من عدمها، لكني أعرف أنني أحد أفراد هذا العالم الذي أنتمي إليه، العالم الثالث الذي يحفل بالتناقضات والابتزاز، هذا العالم الذي لا يضع في ذهنه سوى الدراهم وكسبها بأي طريقة، حتى وإن كانت الطرق غير مشروعة، ومن هذه الطرق طريقة مثل هذه الشركة التي أخذت مني خمسة ريالات دون إذني، وأزعجتني جدًا حين ظلت تتابعني برسائلها الساذجة، وكأن هدفها هو ابتزازي أكثر فأكثر، والمصيبة أنها كما تقول: جائزة شرعًا، وكعادتنا نحن نهتم بحكاية الفتوى الشرعية في كل حياتنا، وبقراري أنهيت عملية الابتزاز، وضاعت الخمسة ريالات هكذا دون مبرر، سوى أنني صدقت أن الحكاية مسابقة!! * كان حلمي هو الدافع في أن امتلك سيارة فاخرة مثلي مثل طارق صالح الريس وصالح حميدي الشهري اللذين ربحا معهم، لكني تراجعت لكي لا يربح غيري سيارة أدفع ثمنها أنا وغيري من عملائهم الحالمين بالفخامة، ويقدمونها هم باسمهم للفائز الذي قدمه الحظ مصادفة، ولا علاقة لذكائه وذهنيته بالفوز، متمنيًا أن ترقى الأفكار وتتطور بطريقة -على الأقل- تليق بالمرحلة والزمن، لكن أن تبتزني بأسلوب تقليدي وأسئلة غبية لا هدف لها سوى جمع قيمة السيارة من جيوب الناس، فهذه الفكرة أرفضها أنا، وما ذاك إلا لأنها فكرة مقززة، وما أرجوه من هذه الشركة وغيرها هو أن تهتم بعملائها أكثر فأكثر بدلًا من اهتمامها باستغلالهم أكثر وأكثر، هذه هي رسالتي إليهم، والتي لا تكلفهم كثيرًا كما لا تحمل سوى هدف واحد لا أكثر...!! * (خاتمة الهمزة).. لن أشارك في أي مسابقة برسالة (sms) حتى وإن كانت الجائزة (ونيت عراوي مرفع).. هي خاتمة محزونة لمحاولات بائسة من عملاء معدمين، وهي خاتمتي ودمتم.