تشتهر قرية البطنة الواقعة على الضفة الشرقية لأعالي وادي بيشة وتتبع مركز خيبر الجنوب في منطقة عسير الذي يبعد عنها 32كم، بالمواقع الأثرية التاريخية المتمثلة في القصور شاهقة الارتفاع، والمصممة بإبداع وإتقان ومبنية من الحجارة ذات اللون البرتقالي المائل للحمرة، ومرصعة بحجارة المرو الأبيض حول الأبواب والشبابيك، وبالقبور المنقوشة متعددة الطوابق فوق سطح الأرض، كما يرجع تاريخ القرية إلى ألف عام تقريبا، ويقدر عدد سكانها ألف نسمة يشتغلون في مهن زراعة النخيل والحبوب بأنواعها والرمان والعنب والخضراوات بجانب الرعي. وتتميز قرية البطنة بأجوائها العليلة وجبالها الشاهقة كجبل خطران وجبل عثث وجبل الراكبة وبأوديتها الكبيرة التي تكثر بها المياه والأشجار، ومن تلك الأودية وادي لوبد ووادي الحثرة ووادي البطنة المغذية لوادي بيشة الكبير. تهريب المتسللين ويشكو الأهالي من غياب الخدمات وإهمال إرثها التاريخي، الذي يشكل رافدا سياحيا مهما مع ما تتميز به من طبيعة خلابة كان سيجعل منها مزارا سياحيا، يخدم السياحة في المنطقة وينعش الحركة الاقتصادية للسكان. نائب قبيلة آل حبيب الشيخ محمد علي طامي الشهراني وصف قريته بالمنسية، وقال رغم إن البطنة تملك تاريخا وآثارا تجاوز عمرها مئات السنين، ورغم انتشار الخدمات في القرى والمراكز المجاورة، إلا أن قريتنا ما زالت تنتظر التطوير الذي يتوافق مع تاريخها العريق وآثارها القديمة وطبيعتها الخلابة. وأشار آل حبيب إلى حاجة القرية للاهتمام من قبل الجهات الخدمية، حيث تفتقر للكثير من الخدمات والمرافق المهمة؛ منها مركز أمني لحفظ الأمن داخل القرية، ومنع عبور المتسللين عبر طرقاتها بعيدا عن عيون رجال الأمن، حيث تكثر حالات تهريب المجهولين من المتسللين في وديانها وجبالها مشكلين خطرا على السكان وعلى الأمن بشكل عام. وطالب الجهات المعنية باستكمال الطريق الذي يربط بين البطنة ومركز خيبر الجنوب الذي سبق تنفيذ جزء منه وبقي الجزء الآخر ترابيا منذ أكثر من عامين يعيق التواصل بين سكان القرية والمركز. مياه الشرب واتفق عبدالرحمن أحمد الشهراني وسعيد سعد الشهراني على أن سكان البطنة يعانون من نقص كبير في مياه الشرب التي يجلبونها من خميس مشيط بالوايتات، وقالوا إننا نتطلع لإيصال المياه المحلاة إلى قريتنا، ومعالجة تلوث مياه الآبار الناجم من مياه مشروع الصرف الصحي الذي يمر بالقرية، إضافة لانتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، مشيرين إلى افتقاد القرية لمركز صحي، ما يجعلهم يعانون ويتكبدون مشقة الذهاب إلى وادي بن هشبل أو خميس مشيط من أجل العلاج. من جانبه، أشار مدير مدرسة البطنة أحمد عبدالرحمن الشهراني إلى احتياج القرية لمدرسة للبنات ومتوسطة وثانوية للبنين لوقف معاناة انتقال الطلاب إلى وادي بن هشبل 30كم لإكمال دراستهم، كما ينتظر الأهالي سرعة تنفيذ المخطط السكني الذي وعدوهم به منذ سنوات، وصيانة سد البطنة الذي ارتفع منسوب الترسبات الطينية فيه إلى درجة لا تسمح بتخزين كميات كبيرة من المياه، وتقوية شبكة الاتصال.