استبشر أهالي محافظة المجاردة ومراكزها خيراً فور رؤيتهم مبنى الدعوة والإرشاد الجديد وقد وضع لوحة ضخمة كُتب عليها "إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بمحافظة المجاردة" لظنهم أنه قد تم ترقية مكتبهم إلى إدارة، علها تعتني بنحو 800 مسجد وجامع تعاني من نقص الأئمة والمؤذنين وتدني النظافة. لكن سرعان ما تبيَّن لهم أنها لا تعدوا كونها لوحة عُلقت دون ضوابط، ما دفعهم للتساؤل: "هل كتابة لوحة الدائرة الحكومية تخضع لضوابط أم أنها تتبع لمزاج الإدارة؟".
وعلق أحد الأئمة بالقول: "مدير مكتب الأوقاف الشيخ حجر العماري تعدى ذلك منذ فترة، فاللوحة التي على مكتبه مكتوب عليها "مدير إدارة الأوقاف والمساجد" منذ مدة ليست بالقصيرة، مع أنه مدير مكتب وليس إدارة، ولا نهتم كثيراً بهذه الشكليات بقدر اهتمامنا بالعمل على أرض الميدان".
وأضاف: "قصور مكتب أوقاف المجاردة واضحاً للعيان، فمساجد المحافظة تزيد على 800 ما بين جامع ومسجد صغير، وفي المقابل لا يتعدى موظفو المكتب من أئمة ومؤذنين وموظفين إداريين وميدانيين 510 موظفين".
وقال إمام آخر: "منذ وفاة مؤذن مسجد الجامع رحمه الله ونحن بلا مؤذن منذ أكثر من 8 أشهر, ناهيك عن أنني أنا من يدفع لعمال النظافة رواتبهم، وأحضر لهم أدوات النظافة على حسابي الخاص، مع علمي أنه منذ سنة تقريباً تم التعاقد مع شركة للصيانة والنظافة، ولكن دون التفات من مكتبنا الموقر، مع مخاطباتنا المتكررة".
إمام آخر يقول : "منذ شهر رمضان لعام 1431 ومسجدنا بلا مؤذن". المواطن عبدالله محمد الحسيني يقول: أكبر من هذا كله، جامع المستشفى بالمجاردة الذي يضم مغسلة الأموات الوحيدة بالمنطقة بعد أن صلينا به الجمعة والجماعة لأكثر من عشرين سنة.
وكم من جنازة صلينا عليها في هذا الجامع اُكتشف الآن أن قبلته خاطئة!". وتساءل: "إذا سامحنا نحن، فمن يسامح عن الأموات الذين صلينا عليهم لغير القبلة؟".
وقال المواطن جابر عبيد الشهري: "امتد إهمال مكتب المجاردة إلى المراكز التابعة، فجامع الشيخ ابن عثيمين يُعد أكبر مساجد ثلوث المنظر، لكن ليس فيه أي عناية أو التفات من أوقاف المجاردة، فكما ترى الفرش قد عفا عليه الزمن والصيانة معدومة ناهيك عن نظافة المسجد ودورات المياه".
"سبق" لاحظت عدداً من المساجد بلا مؤذنين، مثل جامع سوق الإثنين وجامع الملك فيصل بقرن الميفا وجامع ابن سرور, والأذان يقوم على الحسبة في هذه الجوامع. كما لاحظت عدداً آخر من المساجد بلا أئمة، مثل مسجد المحافظة، فمن يأتي مبكراً يؤم المصلين، وكذلك مستوى النظافة والصيانة والتكييف حولها الكثير من التساؤلات!. "سبق" اتصلت بمدير مكتب أوقاف ومساجد المجاردة الشيخ حجر العماري: فقال "هناك عزوف عن التقدم للإمامة أو الأذان في محافظة المجاردة حتى أننا وضعنا إعلانا على باب أحد المساجد ولم يتقدم أحد".
واستدرك: "أما جامع ابن عثيمين فالمطالبات وصلت وهو مدرج الآن ضمن برنامج الصيانة وإصلاح الأجهزة، وبإذن الله في القريب العاجل جداً سيتم توجيه عامل خاص للمسجد".
وتابع: "أما بالنسبة لقبلة مسجد المستشفى، فليس لدينا جهاز تحديد القبلة، ولكن عند إنشاء مسجد يتم التوجيه لمكتب هندسي لتحديد القبلة، وليس بالضرورة التوجه لعين القبلة للبعيدين عن الكعبة (فأينما تولوا فثم وجه الله) ولا يلزم التغيير إلا إذا كان الانحراف من جهة لأخرى".
ويضيف الشيخ "أما فيما يخص إدارة أوقاف المجاردة، فهو لا يزال مكتباً بلا صلاحيات وليس إدارة، وقد عُلقت هذه اللوحة بمبلغ تجاوز 11000 ريال، فالإمارة وافقت على تحويله لإدارة، بل ودعمت، والوزارة وافقت كذلك، وبقيت الإشكالية من وزارة المالية".