تلاحق قضايا الأخطاء الطبية التي وقعت العام الماضي بالمنطقة الغربية بالمملكة نحو 400 طبيب مقيم لا يحملون تراخيص مزاولة المهنة، ويعملون لدى عدة مستشفيات ومستوصفات خاصة. وكشف مصدر مطلع بالهيئة الشرعية الطبية الأساسية بجدة أن "الهيئة تلقت خلال العام الماضي قضايا أخطاء طبية ارتكبها نحو 400 طبيب "مقيم"، وأنه بعد إجراء التحقيقات حول هذه الأخطاء، اتضح أن جميع هؤلاء الأطباء لا يحملون تراخيص مزاولة المهنة".
ووفقاً لتقريرٍ أعدّته الزميلة نجلاء الحربي ونشرته "الوطن"، أكّد أن مستشفيات ومستوصفات خاصة أغلقت بأحكام قضائية من الهيئة، ثم أُعيد فتحها بطرق غير نظامية، ومن بينها مستشفى الهامور الطبي الذي أودعته الجهات الأمنية في سجن بريمان بعد اختلاسه 75 مليون ريال من مواطنين.
وأشار المصدر إلى أن الهيئة تلقت أيضا قضايا أخطاء طبية وقعت في مستشفيات حكومية من قبل أطباء "مقيمين"، ولكنهم متعاقدون مع مستشفيات خاصة، كعمل إضافي آخر، دون حمل تراخيص طبية، إلى جانب رصد أطباء مقيمين ليس لديهم تصنيف من هيئة التخصصات الطبية يعملون لدى المستشفيات الخاصة بجدة، وأن الهيئة استقبلت العام الماضي قضايا أخطاء طبية ضد 60 طبيبا يزاولون العمل في تخصصات غير تخصصاتهم الفعلية.
وقال المصدر إن بعض ملاك المستشفيات الخاصة يلجؤون للتستر على الأطباء المخالفين الذين لا يحملون تراخيص مزاولة المهنة، ويهربون هؤلاء الأطباء من المستشفى عند جولات المراقبين الصحيين المعتادة شهريا على المنشآت الصحية، خوفا من تحمل المسؤولية أمام وزارة الصحة، مضيفا أن اللائحة التنفيذية لمزاولة الطب البشري التي يتم التقاضي بموجبها أمام اللجان المعنية ودواوين القضاء، مليئة بالثغرات القانونية التي تساهم في ضياع الحق العام والخاص في كثير من القضايا.
إلى ذلك، أكدت مصادر أن جهات التحقيق استدعت رجل أعمال وأودعته السجن مطلع الأسبوع الماضي.
وأوضحت أن المستشفى الخاص الذي يمتلكه "الهامور الطبي" تم فتحه بعد إغلاقه بعدة أشهر بطريقة غير نظامية، ما دفع الهيئة الشرعية إلى إرسال خطاب لوزارة الصحة للمطالبة بإيقاف مالك المستشفى، وسحب الترخيص الطبي منه، وذلك بعد استقبال الهيئة قضايا 10 أخطاء طبية وقعت داخل المستشفى من قِبل أطباء غير مؤهلين، مكّنهم الهامور الطبي من العمل دون تراخيص، ما دفع وزارة الصحة إلى إغلاق المستشفى، مضيفة أن الهامور الطبي ذاته افتتح مستوصفا خاصا في موقع المستشفى المغلق، وتم إغلاقه أيضا بعد تزايد قضايا الأخطاء الطبية المرتكبة من قبل بعض أطبائه.
من جهته، أكد نائب رئيس الهيئة الصحية الشرعية الأساسية في مكة المكرّمة بجدة عبدالرحمن العجيري أن الهيئة خاطبت وزارة الصحة لإغلاق مستشفى الهامور الطبي، وتم إغلاقه بالفعل، مشدّدا على ضرورة تفعيل نظام إلكتروني لربط جميع المستشفيات والمستوصفات بوزارة الصحة، لمتابعة تراخيص الأطباء عن بعد، مما سيجبر المنشآت الصحية على تسجيل معلومات الأطباء العاملين لديها، والتأكد من وجود تراخيص طبية تسمح لهم بالعمل.