كشفت صحيفة "التايمز" البريطانية أن الجيش الأمريكي عندما يغادر العراق هذا الصيف سيترك وراءه نحو 11 مليون رطل من المخلفات السامة، تسببت في تفشي أمراض وأضرار بيئية خطيرة نتجت من وجود 170 ألف جندي أمريكي في 500 قاعدة عسكرية انتشروا في أنحاء العراق كافة خلال سبعة أعوام من الحرب. وقال الجنرال كيندال كوكس، قائد الوحدة الهندسية والبنى التحتية للجيش الأمريكي بالعراق، في مؤتمر صحفي: "كما تعلمون نحن هنا منذ أكثر من سبع سنوات، وخلال تلك الفترة تراكمت ملايين الأرطال من النفايات الخطرة". ومن المتوقع أن يوفد الجيش الأمريكي خبراء لتمشيط المناطق العراقية المختلفة والمنشآت الأمريكية؛ لتحديد كيفية وأماكن إلقاء تلك المخلفات السامة التي تشمل كميات كبيرة من مواد التشحيم والأحماض والمرشحات والبطاريات. ويبلغ قوام الجيش الأمريكي حالياً 85 ألف جندي، سيتقلص إلى نحو 50 ألفا بعد الانسحاب المقرر في أغسطس المقبل، وفق إتفاقية أمنية موقعة بين الجانبين. ومن المقرر إكتمال الانسحاب الأمريكي بنهاية عام 2011. وكان تقرير بثته CNN أخيراً قد تناول تزايد الولادات المشوهة في العراق. ويقول مسؤولون إن آثار الحروب الثلاث الأخيرة التي مرَّ بها العراق - وهي الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات وحرب الخليج في عام 1991 والغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة عام 2003 - إلى جانب عدم وجود ضوابط حكومية كافية على الانبعاثات والمخلفات الصناعية، قد حولت جميعها العراق إلى أحد أكثر بلدان العالم تلوثًا. وتحدث المسؤولون عن تلوث الماء والهواء والتربة الناجم عن مخلفات الحرب والقصف باليورانيوم المنضب، إضافة إلى انبعاثات السيارات والمولدات الكهربائية في المناطق المزدحمة واستخدام الأسمدة الكيميائية دون تخطيط. وأوضحت أن وزارتها حدَّدت مركبات عسكرية ودبابات ملوثة بالمواد المشعة التي يعود تاريخها إلى حربي 1991 و2003، ولكن لم يتم إتخاذ إجراءات للتخلص منها. وكانت قوات التحالف التي تقودها الولاياتالمتحدة قد استخدمت اليورانيوم المنضب بوصفه مكونا أساسيا في قذائف الدبابات الخارقة للدروع في حربي 1991 و2003. وفي منشور صدر عام 2005 حدد برنامج الأممالمتحدة للبيئة 311 موقعاً ملوثاً باليورانيوم المنضب في العراق، وقال إن تطهيرها سيتطلب سنوات عدة.