يبدو أن أرصفة المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية 27) لم تتسع وتكفي لاستقبال الزائرين الذين حضروا للقرية التراثية، ففضل بعض الزوار تأمين فترة راحته عقب جولته الطويلة في الجنادرية باصطحاب كرسي خاص، في حين وجد آخرون أن افتراش الطرقات الجانبية هو الحل الأمثل مع احتساء كوب من القهوة أو الشاي. لكن هناك فئة أخرى من الزائرين خصوصاً بعض "الشبان" الذين فضلوا امتطاء مقدمة سيارة تابعة لفرق الهلال الأحمر، متكئين بأرجلهم على "دعامات" السيارة التي خصصت لإسعاف المرضى والحالات الطارئة لا أن تكون مكاناً للجلوس. ويأتي هذا السلوك على الرغم من أن القرية التراثية تحتل مساحة شاسعة وكبيرة، وبها أماكن خصصت للجلوس، سواء في الأجنحة والمعارض المشاركة أو في الممرات، أو حتى أمام "شاشة الجنادرية" الضخمة التي فرش أمامها المئات من السجاجيد. وأبدى عدد من الزوار استياءهم من المشهد الذي رصدته "سبق"؛ لأن المهرجان الوطني لهذا العام وفي كل عام يستقبل زواراً من داخل المملكة العربية السعودية ومن خارجها من دول الخليج والدول الأخرى. وأكد الزائر إبراهيم العريني الذي كان مستاء جداً من المشهد الذي وقف أمامه لدقائق، واصفاً ما رآه بعدم احترام الزوار، وما تقوم به سيارة الإسعاف من واجب اجتماعي مهم يتشكل في إسعاف المرضى ومعالجتهم. وقال العريني: في الحقيقة أنا وغيري من الزوار السعوديين لا نريد أن نكون لقمة سائغة تتقاذف بين ألسنة الزوار الآخرين من الدول الصديقة المجاورة. إن جلوس مثل هؤلاء الشباب بهذه الطريقة، والأدهى والأمر من ذلك جلوسهم على سيارة واجبها إسعاف المرضى والمصابين وإمدادهم بالعلاج السريع، فمثل هؤلاء الشباب هم عماد المستقبل وهم أملنا بعد الله سبحانه في تمثيل مملكتنا الحبيبة في أي محفل، سواء كان المحفل محلياً ضخماً كهذه التظاهرة التراثية الكبرى أو أي محفل خارجي. وأضاف العريني: ما الضير في أن يفترش الزائر سواء من الشبان أو العوائل الأرض؟ وما المشكلة التي سيواجهونها لو أنهم حملوا معهم سجادة صغيرة يفترشونها ويستريحون عليها بعد جولاتهم داخل القرية التراثية؟. وعلى الرغم من قيام "سبق" بالتقاط المشهد، الذي كان أبطاله شبان وجدوا من "كبوت" سيارة الإسعاف مكاناً للجلوس، إلا أنهم لم يكترثوا بمن ينصحهم بالعدول عن جلوسهم عليها، وقرروا عدم القيام مفضلين "فلاشات" الزوار وانتقاداتهم العديدة.