في الوقت الذي كانت فيه أبواب قرية الجنادرية تستعد لاستقبال زوارها هذا العام كان سعيد بن سعيد القحطاني، 88 عاما، ينتظر بشغف كبير الوقت الذي تفتح فيه أبواب قرية الجنادرية لكي يكون أول الزائرين لجنادرية 26 لعام 1432ه. وطئت أقدام القحطاني قرية الجنادرية معلنا أنه أول زائر لهذا العام «في الحقيقة كنت أنتظر بشف كبير موعد انطلاق الجنادرية، فأنا قادم من جنوب المملكة من أجل حضور هذا المحفل التراثي والثقافي الجميل». ويضيف العم القحطاني «وصلت من جنوب المملكة يوم أمس ونصبت خيمتي الصغيرة على مقربة من الجناردية ومنذ الصباح وأنا أقف على أبواب الجنادرية متسائلا متى سيكون موعد اللقاء بتراثنا المتنوع والمميز في هذه القرية الكبيرة، لقد وقفت على البوابة الجنوبية ما يقارب 10 وقفات وأنا أنتظر فتح الأبواب من أجل أن أحقق ما كنت أتمنى تحقيقه كل عام، وكنت كل عام أنوي السفر للعاصمة الرياض من أجل حضور هذا المهرجان الثقافي والتراثي ولكن هناك ظروفا حالت دون تواجدي معكم». ويروي القحطاني قصة حدثت منذ نحو11 عاما حين كان متأهبا للسفر إلى الرياض من أجل حضور الجنادرية ولكن المرض الذي داهمه وكاد يفقد حياته بسببه حال دون حضوره لجنادرية ذلك العام «أنا سعيد جدا بهذه القرية التي تحتضن تراثنا الشعبي وتحفظ لنا عاداتنا التي اعتدنا عليها وتقاليدنا التي نشأنا عليها وكذلك أنا سعيد بهذه العروض الشعبية التي تحتضنها أسوار الجنادرية من فرق شعبية وعروض لجميع مناطق المملكة، ولا أخفي عليكم أنني كنت لا أعلم شيئا بخصوص عادات بعض القبائل وتقاليدهم وكذلك ألعابهم الشعبية إلا في هذا اليوم. ووعد القحطاني بأنه سيستقبل في خيمته الصغيرة خارج أسوار قرية الجنادرية كل من ينوي الجلوس معه ليتحاكى، على حسب قوله، وزائريه عن الماضي والحاضر، ولكي يعرف زواره عن قريته «طريب» في جنوب المملكة.