"عجوز أُجريت لها عملية تجميل". هذا ما فعلته وزارة التربية والتعليم في مدرسة الثانوية الأولى والمتوسطة الأولى لتحفيظ القرآن الواقعة في طريق الملك فهد بالرياض، بيد أن واقع الحال يؤكد أنه في كثير من الأحيان لا تجدي عمليات التجميل في إصلاح ما أفسده الدهر. تقول المعلمات ل"سبق": عانت مدرسة الثانوية والمتوسطة الأولى منذ ست سنوات خللاً وتصدعات في قواعد المدرسة، وتم بالفعل رفع شكاوى عديدة للوزارة المحترمة؛ لتحسين وضع المبنى وتدارك الأمر، وكانت النتيجة إيجابية بالفعل؛ حيث قامت الوزارة بإخلاء المبنى ونقل المتوسطة والثانوية إلى مبانٍ أخرى بعيدة، ومضت سنتان وعمليات الترميم لم تحرك مسماراً؛ ما اضطر العديد من الأهالي إلى إرسال برقية لخادم الحرمين الشريفين؛ لشرح معاناة الأهالي من بُعد وسوء حالة المباني المؤقتة، ورغبتهم في الرجوع إلى مدرستهم الأصلية بعد ترميمها. وأضفن: بدأت رحلة العودة، وعادت الطالبات للمدرسة على أمل أن تكون قد اكتمل ترميها، إلا أن واقع حالها أفصح قائلا "كأنك يا أبو زيد ما غزيت"؛ فالترميم كان عبارة عن إخفاء للعيوب، وكأنها عجوز أُجريت لها عملية تجميل؛ فأُخفيت التشققات بمادة الغراء، ووُضع رخام للدرج، بيد أن غرفة الكهرباء تقبع في سلم الطوارئ، وكأن الوزارة لديها رغبة في إعاقة أي عملية إنقاذ؛ لذا نأمل بحل سريع لمشكلة المدرسة؛ حتى لا يذهب من فيها ضحية عمليات ترميم وهمية! وتابعت إحداهن - وتحتفظ "سبق" باسمها - قائلة: لقد قامت وزارتنا الحبيبة بوضع أسقف جبسية في الغرف المتصدعة؛ حتى لا تظهر التشققات التي ندعو الله كل يوم ألا تقع على رأس أي طالبة، كما قامت بوضع إما غراء أو قضيباً معدنياً أو خشبياً؛ لستر أي شق. وسكتت برهة ثم قالت: ألا نستحق من الوزارة الاهتمام؛ حتى لا نضيع يوماً بعد الآخر؟ فواقع الحال سجل عشرات بل مئات من المعلمات والطالبات اللاتي ذهبن ضحية إهمال، فإلى متى ستظل حياة المعلمة لا تعني شيئاً لدى الكثير؟! فما يحدث الآن لا يتعدى البكاء بل ربما النواح على من مات ليس أكثر، ولا توجد حلول واقعية. وتابعت حديثها عن الثانوية والمتوسطة الأولى لحفظ القرآن قائلة: إذا تجولنا في السطح نجده مغطَّى بمادة بلاستيكية، وتحتها رمال حمراء! إلا أن الصمت قد أبى للتستر على من أجرموا في حق مدرسة لحافظات القرآن وفلذات أكباد الوطن. وختمت المعلمة حديثها برسالة للمسؤولين قائلة: هل يليق بنا نحن الحافظات والمعلمات لكتاب الله أن ندرس في مبنى متخلخل آيل للسقوط؟! وإذا كان الجواب نعم فحسبي الله ونعم الوكيل.