نفى الطالب السعودي مصعب بادحدح ما ذكرته السفارة السعودية بمدريد في ردها على ما نشرته "سبق"، والتي أكدت أن ادعاء بادحدح غير صحيح ولا يمت للواقع بصلة، وذلك بعد أن اشتكى من سوء تعامل السفارة معه عقب تعرضه لحادث سرقة فقد بسببه جواز السفر الخاص به. وقال بادحدح في تصريح بعث به ل "سبق": "انتقدت تعامل السفارة وليس للخدمات التي قدمتها السفارة، فقد قدموا الخدمة الواجبة عليهم، ولكن الشخص الذي تولى ملفي لم يتعامل معي بالطريقة التي يرضاها لنفسه أو لأحد من أبنائه في حال تعرضهم لموقف مماثل، إذ إنه اختار أطول الطرق وأصعبها وأكثرها مشقة، حيث استغرقت إجراءاتي ثلاثة أيام كاملة وليس 15 دقيقة، كما ادعت السفارة ". وأضاف: "لم أكن أتوقع من السفارة أن تتحمل تكاليفي ومصاريفي ولكن على الأقل توقّعت -وهو من واجبهم- أن يوفروا لي مكاناً لأبيت فيه ويوفروا لي حجوزات الطيران إلى السعودية، وأن يكون لديهم كاميرا ليصوروا المراجعين، كما في إدارة الأحوال المدنية، وتوقعت قبل ذلك كله أن يكون هناك غرفة للمراجعين بها كمبيوتر وطابعة وخط إنترنت وهاتف، بحيث يستطيع الشخص أن يبلغ أهله وأقاربه، ولكن لا شيء من ذلك كان متوفراً ". وتابع: "كنت أتلصص على المقاهي لأجد خدمة إنترنت، وأتجول في شوارع مدريد وأنا الغريب عنها بحثاً عن أستوديو لآخذ صوراً شمسية طلبتها مني السفارة، فضلاً عن الذهاب إلى المطار غير مرة متنقلاً من قطارٍ إلى قطار ومن حافلة إلى حافلة، لأصل في اليوم الثاني لمبنى السفارة، ويفاجئني المسؤول بقوله: انتهى دوامنا.. راجعنا بكرة." ورد بادحدح على قول السفارة إنه تأخر في الحضور 5 أيام، قائلاً: "هذا صحيح، لأن الضابط أخبرني أن أبقى في برشلونة -المدينة التي تمت سرقتي فيها- على الأقل ثلاثة أو أربعة أيام عمل، غير السبت والأحد، وهما يوما الإجازة هناك، لعل سارق الحقيبة يرمي الجواز". وتابع : "وفي قولهم إنني لم أخبرهم أنني كنت منقطعاً مادياً، فهذا إنما يفهمه العاقل عندما يسأل شخصاً ألديك 18 يورو؟ فيجيبه بعد أن أفرغ محفظته: للأسف كل ما لدي هو 13 يورو فقط." وعن اعتراض السفارة على عدم إرسال بادحدح لصورة الجواز الخاص به، قال: "وكيف تتوقع السفارة مني أن أرسل لهم صورة من الجواز وهو مسروق؟ وقد أبلغت المسؤول أنه لا يوجد لدي طابعة أو فاكس أو حتى خدمة إنترنت". وأشار بادحدح إلى أنه لم يقل إن السفارة لم تقدم خدماتها، لكنه قال: إنها قدّمت خدماتها بعد مماطلة مستفزة، على حد تعبيره. حيث قال: "لم يسمحوا لي بطباعة المستندات المطلوبة إلا بعد أن رجوتهم أكثر من مرّة وكان يرفض في كل مرة حتى تدخل الأشخاص الرسميون الذين كانوا في زيارة لمكتب المسؤول الذي كان يتعامل معي، وقال له: "يا أخي خله يطبع بالداخل ما عندك كمبيوتر". وأضاف بادحدح: "كان من واجب السفارة أن تسأل وتبادر هي من نفسها، وهو من واجبها، عما إذا كنت منقطعاً أو مشرداً، لا أن تنتظر مني أتوّسل إليهم وأشحذ منهم". وفند بادحدح التهم التي ساقتها السفارة من أن همه كان العودة لميلان، وكأنه كان ينوي الذهاب للسياحة, ورد بقوله: "أما عن عودتي إلى ميلان وكيف أنها كانت جل همي، فهذا ليس لأنني أود إكمال سياحة أو الذهاب للهو، بل لأنني أريد أن أعود إلى الشركة التي كنت أعمل بها، كنت أريد أن أعود لأعطي بعض الناس مستحقاتهم، ولآخذ حقائبي وأمتعتي من هناك، حيث إنني كنت من أول الصيف في مدينة ميلان أؤدي برنامج التدريب الصيفي الجامعي لأنهي دراستي". وختم بادحدح تصريحه ل "سبق" بقوله: "ما زلت متمسكاً بمطالبي التي ذكرتها في القصة الكاملة التي نشرتها وعلى رأسها خطاب اعتذار مطبوع من السفارة، والتعامل المنصف". وكانت سفارة خادم الحرمين الشريفين في مدريد أكدت عدم تجاهلها للمواطن مصعب محمد بادحدح عقب تعرضه لحادث سرقة, مشيرة إلى أن ادعاءه غير صحيح على الإطلاق ولا يمت للواقع بصلة. وبينت السفارة في توضيح أرسلته ل"سبق" أن مسؤول شؤون السعوديين قام بنفسه باستقباله في مكتبه حين مراجعته للسفارة وكذلك مرافقته عند مغادرته لها إلى البوابة الرئيسة، حيث تم تسليمه تذكرة المرور في أقل من ربع ساعة. وأضافت السفارة: " المواطن بادحدح حضر إلى السفارة بعد أسبوع من تبليغه هاتفياً عن سرقة جواز سفره وهذا يمكن التحقق منه خلال بلاغ السرقة وتاريخ إصدار تذكرة المرور غير مبال بأن يرسل صورة من الجواز حتى تتمكن السفارة من اتخاذ اللازم في مثل هذه الحالا". وتابعت: "كما أن المذكور في اتصاله لم يكن مهتماً إلا بالسؤال عن كيفية عودته إلى مدينة ميلان, وهل يستطيع العودة بموجب تذكرة المرور علماً بأنه لم يتطرق إلى أنه منقطع مادياً، وهذا موضح في بلاغ السرقة الصادر من شرطة برشلونة، حيث لا يوجد ضمن المسروقات مبالغ نقدية أو بطاقات بنكية، إضافة لعدم تسجيله جواز السفر كما هو متبع لدى جميع السفارات". وأوضح بيان السفارة أنه عندما طلب منه صورة جوازه أبلغ المسؤول بأن لديه فلاش ميموري مخزناً عليه صورة الجواز، وبالنسبة لصورة بطاقة الأحوال فإنها موجودة في بريده الإلكتروني؛ فتم التجاوب معه بأن تم طباعتها من خلال الكمبيوتر الخاص بمسؤول شؤون السعوديين ولا يزال كمبيوتر قسم شؤون السعوديين يحتفظ بتلك الصور. وتابعت: "أما ما يتعلق برسوم إصدار تذكرة المرور للعودة للمملكة فهذه تحكمها تعليمات منظمة لمثل هذه الحالات تودع في حساب السفارة، مع العلم بأن المواطن المشار إليه لم يكن من المنقطعين، ولم يطلب أي مساعدة مالية من قبل السفارة، علما بأن التعليمات الصادرة من مقام وزارة الخارجية في مثل هذه الحالات تعطي السفارة الصلاحية الكاملة في دفع نفقات المنقطعين لقاء إقامتهم واعاشتهم وتسهيل عودتهم إلى المملكة في أقرب وقت".