مع إطلالة العطلة الصيفية، تبدأ العائلات والشباب في حزم حقائبهم في التخطيط للسفر إلى العديد من الوجهات السياحية الخارجية. حيث أن جواز السفر وثيقة رسمية بالغة الأهمية، كما يؤكدها مسؤولو الإدارة العامة للجوازات التي تعد البرامج التوعوية مع بداية الموسم، والتي تدعو إلى اتخاذ الحيطة والحذر للحيلولة دون العبث بمدوناته، إذ تتطلب أقصى درجات العناية لمن صدرت باسمه وثائق رسمية، مشددين على أن صاحب الجواز مسؤول عنه نظاما، ويجب عليه المحافظة على جواز سفره وعدم تسليمه لغيره، أو إتلافه، أو تمزيق بعض صفحاته، وأنه لا يجوز استعماله أو محاولة استخدامه من قبل شخص آخر، وكذلك رهنه أو استعماله في غير الغرض المخصص له. بداية وقبل الدخول في مشكلة فقدان الوثائق الرسمية واستغلال المواطن تحدث عدد من المواطنين عن أهم وسائل المحافظة على هذه الوثائق كجواز السفر وبطاقة الأحوال المدنية. الإهمال السبب يقول حسن شراحيلي، (مراجع في جوازات منطقة مكةالمكرمة) الذي فقد وأخوه جواز سفرهما، ولم يخف شراحيلي سبب ضياع جوازهما، إذ أشار إلى أن السبب هو الإهمال وعدم المحافظة على الجواز كوثيقة رسمية. وقال شراحيلي: إن ثقافة الحفاظ على الجواز لدى شبابنا ليست بالشكل المطلوب، مؤكدا على أن لدينا تقصيرا في نشر هذه الثقافة، وتوعية الشباب تحديدا بضرورة الحفاظ على جوازهم، داعيا كل مسافر إلى الاحتفاظ بصورة من جوازه وتسجيله في السفارة. أكلة تفقدني جوازي وقال خليل جمعة، أنا كثير السفر، وهناك العديد من المواقف التي واجهتها، حيث أنني كدت ذات مرة أن أفقد جواز سفري، بينما كنت أنهي إجراءات المغادرة في مطار إحدى الدول العربية كان ذلك مساء فقد كنت أجلس أمام أحد المحال داخل المطار وكان جواز السفر في جيبي، وفجأة طلبت وجبة سريعة قبل المغادرة، ثم عدت مرة أخرى إلى ذات المكان لأجد أن الجواز قد فقد مني، أخذت أبحث عنه ووجدته مرميا تحت المقعد. سرقوني وساوموني يقول خالد العتيبي من جدة حدثت معي في إحدى رحلاتي خارج البلاد، أنني تعرضت لحالة استغلال ونصب من أحد الأشخاص الذين كانوا يعملون في إحدى الشقق المفروشة، وما أن عرفوا أنني من دولة خليجية وتحديدا من المملكة، بدأت محاولاتهم، حيث طلبوا جواز السفر من أجل تصويره كإجراء روتيني لديهم، وبالفعل وبحسن نية سلمت الجواز لهم وذهبت إلى شقتي كي أستريح قليلا، بعدها نزلت للاستقبال وسألت عن الجواز لأكتشف المفاجأة بأنهم لا يعلمون عنه شيئا، وحلت الطامة الكبرى، عشت حالة توهان أركض هنا وهناك، وفي داخلي ألف سؤال وسؤال كيف أعود، إلى أن جاء أحد الأصدقاء وذهبنا إلى أحد الأشخاص الذي أكد أننا تعرضنا للسرقة، وأن علي أن أدفع مبلغا من المال حتى أحصل على جوازي. الابتعاد عن المشبوهة يرى حمدي الجهني أنه يجب أن يضع المسافرون لقضاء الإجازة في الحسبان التوجه للأماكن الآمنة، غير المشبوهة، مؤكدا على ضرورة الالتزام بالتعليمات المدونة في الجواز، إلى جانب التعليمات الخاصة خلف الاستمارات الخاصة بإصدار أو تجديد الجواز، كما أنها أيضا معلقة بشكل دائم في أقسام سفر السعوديين في الجواز. عصابات محترفة بينما اعتبر ياسر مفرح الحربي، أن هناك عصابات محترفة في الخارج تتابع خطوات السائحين من أول ما تطأ أقدامهم المطار حتى وصولهم إلى مقار نزولهم، وذلك تمهيدا لسرقتهم والنصب عليهم، وذكر أنه شاهد أمام عينيه عددا من الأشخاص في دولة أجنبية يدعون تقديم خدماتهم للمواطنين في الخارج، إذ أن البعض لا يعلم ما نواياهم فتأخذهم الصدفة إلى تعرضهم للسرقة والاستغلال، مضيفا أنه مع الأسف أن بعض المسافرين وعند عودتهم أو ذهابهم يتركون جوازاتهم في أيديهم أو على حقائب السفر، الأمر الذي يجعل الأنظار تلتفت عليه. تشويه السمعة إلى ذلك تشير الكاتبة الاقتصادية الدكتورة أميرة علي اليماني إلى أن هناك مشاكل أمنية متوقعة ومشاكل جنائية نتيجة عدم المحافظة على الوثائق الرسمية ومنها بطاقة الأحوال وجواز السفر، كونها وثائق مهمة سواء داخل المملكة أو خارجها. وتضيف اليماني لاشك أن هناك متربصين يسعون للحصول على وثائق وهويات السعوديين؛ بقصد المتاجرة بها واستغلالها وتشويه سمعة الوطن، ولا سيما أن العالم يشهد أحداثا متلاحقة هنا وهناك، مهيبا بكل مواطن بأن يحافظ على جوازه وبالذات في الخارج، وأن يسجله فور وصوله لأي بلد في سفارة الممكلة هناك، وألا يتركه رهن العبث والضياع، وحتى لا يتعرض للاستغلال والنصب، ومتى ما فرط فيه فإنه يتيح الفرصة للمزورين والنصابين والمحتالين والمشبوهين ليوجهوا سهامهم للوطن، بل إن بعضهم يجعل كل أوراقه وعدته داخل السيارة، فيجب المحافظة على الوثائق الرسمية وعدم إهمالها. يفتقدون التوعية من جهته يقول المحامي والمستشار القانوني نضال عطا، يجب على الذين يرغبون السفر إلى خارج المملكة الحرص على وثائقهم الرسمية، لأن من يفقد جوازه أو وثائقه الرسمية أو حتى إهمالها سوف يواجه الكثير من المشاكل والمتاعب، لأنه فقد هويته التي يعرف بها في أي مكان. وأضاف عطا أن أسباب فقد الجواز أو الوثائق الرسمية، أن المواطن مستهدف في أي دولة يتجه إليها، وبالتالي تجده يتعرض للاستغلال والسرقة أو خطف ما يمتلكه من حقائب من قبل عصابات، ولو بحثنا عن أساس المشكلة لوجدنا أن 95 في المائة تعرضوا إلى سرقات، لكنه يفسر بأنه إهمال، لأنه في اعتقادي أنه لا يوجد أحد يتعمد أن يهمل وثائقه الرسمية. وأعتقد أن البعض ينقصه التوعية اللازمة، ولا سيما في مثل هذه الأيام، وهو موسم إجازة، فلا بد أن تكثف الإدارة العامة للجوازات حملاتها التوعوية، لأن المسافر يفتقد للتوعية والتوجيه، خصوصا الأسلوب الذي يجعله يأخذ بإرشادات الجوازات، ولا سيما داخل المطارات عبر وسائل مرئية. الرهن مخالفة من جانبه أوضح مدير إدارة الجوازات في منطقة مكةالمكرمة العميد سالم بن بخيت الزهراني أن جواز السفر وثيقة رسمية معتمدة في كل دول العالم، وهو أحد المطالب الضرورية التي يجب على أي مسافر حملها، ولا تقبل أية دولة أي مسافر لا يحمل جواز السفر، ومن هنا فإن المحافظة على هذه الوثيقة هو أمر مهم، مضيفا جندنا كل الطاقات لاستقبال المراجعين، ولا سيما أننا في موسم الإجازات تظهر قضية فقدان جواز السفر لبعض المواطنين في الخارج، ولهذا بات ضروريا المحافظة على جواز السفر وعدم إعطائه لأي أحد كان، وعدم رهن الجوازات لدى الفنادق أو أماكن السكن أو مكاتب تأجير السيارات؛ لأن ذلك مخالفة للأنظمة الدولية المعمول بها في مختلف أنحاء العالم. وحث العميد الزهراني المواطنين على ضرورة تسجيل جوازات سفرهم لدى سفارات وقنصليات وممثليات المملكة في الخارج، والابتعاد عن الأماكن المشبوهة.. مشيرا إلى أن هناك عقوبات تطال فاقدي جواز السفر، والتي تتراوح ما بين المنع من السفر والغرامة المالية. 2400 مفقود وكشف رئيس قسم سفر السعوديين في إدارة الجوازت في منطقة مكةالمكرمة المقدم أسامة أبو ملحة أن هناك زيادة واضحة في استخراج وتجديد جوازات السفر، مرجعا الزيادة إلى موسم العطلة الصيفية، وزيادة عدد المراجعين. وقال إن متوسط عدد الجوازات المستخرجة يوميا منذ بداية شهر جمادى الآخرة تصل إلى أكثر من 15 ألف جواز سفر، أي بمتوسط 450 جواز سفر يوميا تقريبا بالنسبة لإدارة الجوازات في جدة. وحث المقدم أبو ملحة المواطنين راغبي السفر إلى الخارج بأن يكونوا أكثر حرصا على وثائقهم التي بموجبها يستطيعون التنقل بين عدد من الدول من دون مشكلات، داعيا إلى المبادرة الدائمة لاستخراج جوازات السفر للمواطن وعائلته قبل موعد السفر بوقت كاف، وعدم التأخر إلى وقت قصير قد يتسبب في تأخير سفره، خصوصا إذا كانت الإجراءات ناقصة في وقت الزحام، مشيرا إلى أن حالات البلاغ المسجلة للجوازات المفقودة خلال العام الماضي في جدة وصلت إلى 2400 جواز سفر لمواطنين سعوديين.