أغلقت أمانة الطائف مزرعة اللحوم الفاسدة التي تم ضبط مخالفات صحية بها خلال حملة أمنية شمال الطائف، وطبقت عليها لائحة الغرامات بحدها الأعلى. ووقف مراقبو الأمانة بوكالة الخدمات، برفقة مدير إدارة صحة البيئة عازب الزهراني، على المطاعم والمطابخ التي يشتبه في انها تتعامل مع المزرعة المضبوطة ، للتأكد من سلامة ما يعرض بها لحوم ، واتضح أن كافة المرافق التي تم المرور عليها تذبح الأغنام والمواشي داخل المسالخ النظامية.
وتم التأكد من الشهادات والمستندات في هذه المرافق ومطابقتها بسجلات الأمانة ، حيث تحظى الأمانة ببرنامج الكتروني للمسالخ لتسجيل عدد المذبوحات والإعدامات وأسماء المطاعم والمطابخ والملاحم التي يتم التعامل معها.
وقال المتحدث الرسمي باسم الأمانة اسماعيل ابراهيم: "لا نتهاون في قضية الذبح خارج المسالخ النظامية ، وأيّ مطعم أو مطبخ أو محل جزارة يخالف ذلك يتم إغلاقه وتغريمه فورًا ، وهناك خطة للتفتيش الدوري ، حيث يتم رفع التقارير إلى أمين الطائف المهندس محمد بن عبد الرحمن المخرج بشأن كافة الإجراءات".
وكانت صحة البيئة قد راجعت المقاطع والفواتير المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، وتواصل التأكد من صحتها رغم أنها قديمة ترجع إلى 2009م ، وذلك لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالها .
وكانت "سبق" قد نشرت تفاصيل الواقعة ، حيث تمكنت الحملات الأمنية المتتابعة التي تنفذها شرطة الطائف من ضبط عدد من المطاعم الشهيرة في محافظة الطائف ، تستعين بكميات من اللحوم ، من أغنام ميتة ومريضة ، يقوم بذبحها وتجهيزها لهم ثلاثة من الوافدين "سوريين".
وقام الوافدون بتحويل مزرعة موقعاً للذبح والتخزين ومنها النقل لتلك المطاعم أو من خلال مناديب يتولون تلك المهمة ، وفقاً لفواتير رسمية تؤكد سحب تلك المطاعم لكميات منها وبأعداد ومبالغ كبيرة ، وتمويلهم لبيعها من قبلهم وإدخالها في الوجبات المُقدمة عن طريق تلك المطاعم التي تجد إقبالاً منقطع النظير باعتبارها هي الأشهر ، في إشارة واضحة لمدى العلاقة بين هؤلاء المخالفين من الباعة ، والمتملكين لتلك المطاعم من الأجانب تحت تستر بعض المواطنين الذين يتفاضون مبالغ شهرية مُقابل الاسم والنظام.
وكانت قوة أمنية مُشكلة، بإشراف ومتابعة من مدير شرطة الطائف العميد عبدالرحمن بن سالم الثمالي وقيادة العقيد عبدالله بن علي الحارثي مدير المتابعة ، وقائد الشرطة العسكرية بالشرطة الرائد عبدالهادي بن عون، قد توفرت لديها معلومات عن الموقع والذي هو عبارة عن مزرعة مكشوفة قريبة من موقع سوق عكاظ ، فيما يُعرف باسم "الطائف الجديد" شمال المحافظة.
وداهمت القوة الموقع فجر أمس لتكتشف تحويل المزرعة لمكان لذبح الأغنام المريضة والنافقة من نوع "نعيمي - سواكني - بربري" ، بعضها تم ذبحه بطرق غير شرعية ، وتركها في ثلاجات لفترات طويلة ، وبعضها كان مُغطى بأكياس وأخياش داخل غُرف مليئة بالملابس المُتسخة الخاصة بالعمالة ، وظهر عليها التعفن ، من خلال الروائح الكريهة التي كانت تنبعث منها.
وتم العثور على عدد من رؤوس الأغنام بداخل تلك المزرعة يزيد عددها عن 200 رأس ، في غالبيتها هزيلة ومريضة ، وتم من خلال ذلك ضبط ثلاثة من العمالة الوافدة "سوريين" يُشرفون على تلك المخالفات ، وعملية ذبحها وتجهيزها للمطاعم التي تم الاتفاق معها من خلال تزويدها بتلك اللحوم بمبالغ زهيدة ، رغم أنها تعدُ من أشهر المطاعم بالطائف ، وفقاً للفواتير التي تحمل أسماءها ، فيما كان من اللافت أن بعض هذه الفواتير سُجل بها طلب "أغنام تعبانة" كإيضاح لأصحاب المطاعم والذين سحبوا منها كميات كبيرة ، مع تسجيل أسمائها.
وعثرت القوة الأمنية التي تكونت من "الشرطة - البحث الجنائي - قوة المهمات والواجبات الخاصة - قوة الضبط الميداني - المرور - المجاهدون - الدفاع المدني - الهيئة - الكهرباء"، داخل المزرعة، على كمية من الإبر التي تُستخدم في حقن تلك الأغنام بمادة مجهولة وغير معروفة ، من قبل العمالة الثلاثة المقبوض عليهم بالموقع ، أحدهم "سائق خاص" ، والثاني "أخصائي تسويق" ، والثالث "مجهول" .
وضبطت القوة بالموقع كميات من "القشطة" يتم تجهيزها بطرق غير نظامية وتزويد محلات الحلويات بها ، بالإضافة إلى عبوات من "كيك نحول" تُغذى به تلك الأغنام الفاسدة والغير صالحة للاستهلاك الآدمي ، فيما كُشف عن إبرام عقود من قبل العمالة بالموقع مع أحد مطاعم المشويات لتمويله باللحوم مقابل مبالغ باهظة يتقاضونها كأرباح ومكاسب عن تلك المخالفات التي يُصادرون بها صحة الإنسان.