وجّه العقيد معمر القذافي رسالة صوتية جديدة إلى أنصاره اليوم الخميس، دعاهم فيها إلى القتال ضد الثوار في طرابلس، وطالبهم فيها بخوض المعركة "من شارع لشارع ومن زنقة لزنقة ومن بيت لبيت"، ودعا رجال الدين في العاصمة الليبية إلى تشجيع الشباب وقيادتهم في المعركة، مشدداً على ضرورة مشاركة النساء فيها. وطلب القذافي، في اتصال هاتفي جرى نقله على تلفزيون "الرأي" العراقي الذي يبث من دمشق، أنصاره بالسيطرة على المساجد وسطوح الأبنية، وقال: إن الثوار هم أجانب يتوجب تحرير طرابلس منهم. ودعا القذافي إلى عدم الخوف من الغارات الجوية التي ينفذها حلف شمال الأطلسي "الناتو"، قائلاً إن طائراته ترمي "قنابل صوتية". وأضاف: "العلماء.. حرضوا الجماهير والشباب على القتال، وأجروا للقتال، هذه ساعة النصر والجهاد، هؤلاء سينتهكون أعراضكم وبيوتكم، لا تتركوا طرابلس لهؤلاء الجرذان، أنتم أغلبية ساحقة قمتم بمظاهرات مليونية". وتابع قائلاً: "هم شرذمة قليلة وأنتم أكثرية هادرة، ليبيا لكم وليست لفرنسا وساركوزي وإيطاليا، طرابلس للطرابلسيين، وليس للعملاء الذين يستنجدون بالناتو، يجب أن تزحف الجماهير من كل مكان إلى طرابلس، إلى الأمام إلى الأمام إلى الأمام". وكان أحد القادة في صفوف ثوار ليبيا الخميس، قد قال: إن العقيد معمر القذافي قد لجأ مع أبنائه إلى مجمّع من الأبنية على مقربة من مقره الأساسي في باب العزيزية، الذي سيطر المعارضون على أرجاء واسعة منه بعد معارك قاسية، مضيفاً أن مجموعات تابعة للثوار توجّهت إلى الموقع في محاولة لتطويقهم. إلى ذلك قال هشام أبوحجر منسق كتائب الثوار في طرابلس: إنهم تمكّنوا من "تحرير 80 في المائة من العاصمة،" بينما تستمر المواجهات في حيين هما "أبوسليم" و"الهضبة الخضراء". وكان القذافي قد قطع حالة الغموض التي تحيط بمكان وجوده، بعد سيطرة الثوار على معقله الرئيسي في باب العزيزية بالعاصمة طرابلس، بكلمة صوتية منسوبة إليه، اعتبر فيها أن انسحابه وأفراد عائلته والكتائب الموالية له، هو "إجراء تكتيكي". ونقلت قناة "العروبة"، وفي بثٍ مشترك مع قناة "الرأي"، التي تبثّ من سوريا، عن الزعيم الليبي في كلمة له "موجهة للشعب الليبي"، تأكيده صموده في العاصمة الليبية طرابلس، بينما أكد المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم أن الموقف العسكري والميداني قوي جداً. وقالت القناة في خبر عاجل لها: إن القذافي وجّه كلمته إلى إذاعة طرابلس المحلية، مشيرة إلى قوله: "نحن نقاوم العدوان بكل قوة، وإما نصراً أو استشهاد ". وقال القذافي: إن باب العزيزية أصبح "طوباً وحجارة" بعد أن تعرّض إلى 64 غارة جوية، مشيراً إلى أن الانسحاب منه (باب العزيزية) كان "تكتيكياً" على حد تعبيره.