اكتفى طبيب استشاري بمُستشفى بالطائف لايتبع لوزارة الصحة، بصرف علاج مُخدر لمريض مُسن، وأخرجه دون مُتابعته طبياً؛ بحجة أنه لا يتوافر لديهم الإمكانات اللازمة لإجراء عملية للمريض، طالبا منهم التوجه لمُستشفى خاص كي يُجريها له. ويعاني المواطن المريض عبد الله عسيري (72 سنة) أمراضاً عدة، وكان لديه ملف بالمُستشفى الحكومي عندما اصطحبه "فاعل خير"، متكفلاً بنقله من منزله للمُستشفى ليلة السبت الماضية. وروى فاعل الخير ل "سبق" عن المعاناة الأليمة التي وجدها مع المريض، وعدم قبوله بالمُستشفى، وأسلوب الأطباء لتصريف الحالة التي تُبكي من يرافقها فكيف بمن يُتابعها! وقال فاعل الخير: "ذهبت بالمريض إلى المستشفى، وبعد فحصه من قبل الأطباء وعمل الأشعة اللازمة له بعد عناء حيث كان يعاني وقتها آلاماً مُبرحة في ظهره، اتضح أن به كسراً بإحدى فقرات ظهره، كما يعاني هشاشة في العمود الفقري، وحينها أبلغنا استشاري جراحة المخ والأعصاب بالمُستشفى أنه لا يتوافر لديهم الإمكانات لإجراء العملية للمريض، وأعطانا تقريراً عن حالته، وطلب مني أن أذهب به إلى مستشفى خاص لإجراء العملية اللازمة". وأضاف: "طلبت من الطبيب نفسه أن يعطي المريض العلاج اللازم، فكتب وصفه طبية بصرف علاج يعتبر من (المخدرات)؛ لتخفيف مُعاناة المريض وآلامه المُبرحة، والذي يزن أكثر من 170 كيلو جراماً". وواصل فاعل الخير حديثه قائلا: "خرجنا من المستشفى بعد صلاة فجر يوم السبت الماضي، وذهبت الأحد الماضي للمستشفى كي تتم طباعة التقرير وصرف العلاج، وفوجئت بما قاله لي مدير الصيدلية بالمُستشفى، بأن هذا العلاج لا يُصرف إلا لمريض السرطان فقط، فأبلغته بحالة المريض المُسن الذي رافقته بحثاً عن الأجر، فقال لي: (أنت ما تعلمني شغلي) على الرغم من أن الطبيب الذي كتب الوصفة استشاري". وأضاف فاعل الخير "توجهت إلى مدير المستشفى، وبدوره أحالني للمدير الطبي، فلم أجد سوى السكرتير الذي اتصل مشكوراً بالطبيب المُعالج للمريض المُسن، وأخبره بأن الصيدلي رفض صرف العلاج بحجة أنه لمرضى السرطان فقط، وحينها أصر الطبيب على العلاج، وأنه لا بد أن يُصرف عندها، وطلب منه السكرتير أن يعود إلى مدير الصيدلية مرة أخرى، مفيداً أنه سيتفاهم معه بالاتصال عليه". وواصل فاعل الخير المرافق للمريض: "ذهبت لمُدير الصيدلية، وطلبت منه أن يتصل على الطبيب، وكانت آثار الغضب واضحة عليه.. وأخذ سماعة التلفون، ولا أعلم هل اتصل أم لا؟ ولكنه كان يتحدث، ويقول: يعني أنت لم تكتب هذه الوصفة. ويضحك في الوقت نفسه. وأغلق السماعة وهو مبتسم وقال: خذ وصفتك واذهب عني، لن أصرف لك العلاج؛ فالطبيب يقول إنه لم يكتب أي وصفة بذلك!". وأردف "فوجئت مما قاله لي، وقلت له: دعني أتحدث إلى الطبيب، يعني أنا مزوّر للوصفة؟! فرد علي بقوله: "روح دور لك على تلفون ثان". فأخذت الوصفة وأنا أدعو عليه بأن يصيبه ما أصاب هذا المريض، وعدت حينها إلى المدير الطبي، ووجدت السكرتير فقال لي: بشر. فقلت له: يا أخي مدير الصيدلية يقول إن الطبيب أنكر انه كتب هذه الوصفة. وحينها استغرب واتصل بالطبيب، وسأله: هل اتصل عليك مدير الصيدلية؟ فقال له الطبيب إنه لم يتصل به أحد أبداً. وواصل المرافق حديثه: "وفي هذه الأثناء حضر المدير الطبي، فاستبشرت خيراً، وأبلغته بأن مُدير الصيدلية رفض صرف العلاج، فقال: نعم لا يستطيع صرف هذا العلاج إلا بوصفة خاصة بالأدوية المخدرة، علماً بأن الوصفة هي وصفة لمثل هذه الأدوية، وما كان عليّ إلا أن أبلغته بأن السبب ليس كما تقول على حسبما كتب مدير الصيدلية، فإنه يقول إن هذا الدواء لا يُصرف إلا لمرضى السرطان، فقال: نعم نعم صادق، ممنوع صرف العلاج إلا بأمر من الإدارة بالرياض. علماً بأنه لم يُكلف نفسه بالنظر إلى الوصفة، ولم يعرف ما هو العلاج أصلاً، ولكنه أفتاني كي يُداري ما فعله مدير الصيدلية. وتساءل فاعل الخير: "هل أذهب إلى بائعي المخدرات وأشتري منهم الدواء كي أخفف عن هذا المريض الذي ليس لديه أبناء كي يساعدوه؟!!".