رزان أحمد عرقسوس شابة سعودية مبتعثة إلى إيطاليا لاستكمال دراساتها العليا في مجال الفن، وحصلت على درجة الماجستير في تخصص التصميم، وبتخصص دقيق في مجال التواصل المرئي والملتيميديا. وقالت "رزان": كان مشروع تخرجي عن ثقافة أفلام الكرتون في المجتمع السعودي، ناقشت فيه 11 مسلسلاً كارتونياً بين جيل الثمانينيات والتسعينيات إلى الألفية الجديدة، من نواحٍ عدة، مثل الألفاظ المستخدمة في الحلقات، اللغة العربية والدبلجة، مستوى المشاغبة والأفعال السيئة.. إلخ. وكنت أتدرب حينها في استوديو لايتآند كولور في مدينة روما؛ ما عزز هذا المشروع.
وأضافت: النتائج التي خرجت بها موجهة إلى من يريد تصميم مسلسلات في العالم العربي، وليس إلى المهتمين بعلم اجتماع/ علم نفس الأطفال. وعندما عُرضت عليّ فكرة دبلجة الحفار ماهر إلى العربية وجدت أنها فرصة، أستطيع من خلالها ممارسة وتطبيق بعض الأفكار التي تضمنها مشروعي، خاصة من ناحية اللغة المستخدمة.
أفلام الكرتون والدبلجة كشفت "رزان" أن دبلجة الأفلام والمسلسلات ليست بالأمر السهل؛ فهي عمل مؤسساتي، ويدخل في حيز المغامرة. وقالت: هذه هي المرة الأولى التي أدبلج فيها. للأسف، إنني الوحيدة العربية التي تعمل في هذا الاستوديو. ولعدم خبرتي في هذا المجال لا أجد داعماً أو معلماً يرشدني. صوتي ليس جميلاً في الغناء، لكنني أحب اللعب بصوتي دائماً عن طريق غناء الأغاني بطبقات متعددة، التي غالباً ما تكون نشازاً. وأضافت: قبل بدء هذا المسلسل كنت أشاهد أفلام الرسوم المتحركة القديمة، وأحاول تقليد بعض الشخصيات. وحتى مسلسل المناهل استلهمت منه الكثير نظراً لتركيزهم على اللغة والنطق. وعرضت الحلقة الأولى قبل بثها على من حولي فاستقبلت آراء مشجعة وإيجابية، على عكس ما توقعت؛ وهذا ما دفعني على الإصرار لاستكمال الدبلجة. وحتى الآن أحتاج إلى مدرب يرشدني؛ لأنه بالتأكيد هناك الكثير من الهفوات التي يلاحظها المتخصصون دون الباقين، لكن بشكل عام الدبلجة مجال اكتشفتُ أنه قريب جداً مني وممتع.
تفاصيل "أبجد وكلمن" صممت "رزان" وأنتجت شخصيتين ضمن قالب كرتوني؛ بهدف تنمية اللغة العربية لدى الأطفال. وتركز في هذا العمل على التفاعلية مع أطفال المجتمع. وأضافت: أبجد وكلمن شخصيتان اخترعتهما كبداية ومحاولة لمعالجة النقاط التي تناولتها في مشروع الماجستير. نحن في الاستوديو نميل كثيراً إلى جعل الأطفال يرسمون ويفكرون ويتحركون مع الأفلام أو المسلسلات التي نقوم بإنتاجها؛ لذلك قمت باختراع هاتين الشخصيتين كبداية ونقطة، ينطلق منها الصغار للرسم. وأوضحت "رزان": أكثر ما وددت التركيز عليه هو أن لغة الجيل الجديد العربية الفصحى تقريباً في طور الانتهاء. وقد لاحظت هذا من خلال مشروع الماجستير؛ إذ ارتبط هذا بتغير الدبلجة في أفلام الرسوم المتحركة بعد عام 2000م تقريباً، وظهور مسلسلات جديدة مدبلجة باللهجات، أو بالدمج بين العامية والفصحى؛ وبالتالي أردت التركيز كثيراً على تنمية اللغة الصحيحة لدى الأطفال؛ فاخترت أن تكون الشخصيتان عربيتَيْن، ترتديان ملابس لا تنتمي إلى دولة معينة، أو حتى دين معين. أما بالنسبة للاسم فقد اختير بعد عمل استطلاع بسيط لأصدقائي في وسائل التواصل الاجتماعي.