عند ثورة المسلسلات المكسيكية كنا مبهورين بهذه المسلسلات على مستوى الفضائيات العربية خصوصا فيما يتعلق بموضوع "الدبلجة" حتى ولو كانت بطريقة مضحكة نوعا ما في تطبيق اللغة العربية الفصحى على "مزايين المكسيك"، ورغم ذلك تم قبول هذا الأمر وتعرفنا على ثقافات أمريكا الجنوبية وتفاصيل حياتهم من خلال الدراما التي يقدمونها، بعد أن كنا محبوسين في نطاق المسلسلات والأفلام الأمريكية التي كانت في أغلبيتها تعتمد على الترجمة المطبوعة والتي قد لا تناسب الكثيرين في الاستمتاع بما يشاهدونه كضعف القراءة أو تشتيت الذهن ما بين متابعة الترجمة والاندماج بتفاصيل العمل، فكانت الدبلجة من وجهة نظري نقطة تحول في ثقافة المشاهدة العربية للأعمال غير العربية. وتطورت الآلية وبنجاح مذهل عندما جاءت المسلسلات التركية وبثورة اتصالية قوية وناجحة تمثلت بدبلجة هذه الاعمال باللهجة السورية الدارجة والتي تطابقت في تفاصيلها وتصوير أحداثها مع هذه الاعمال بجودة عالية جدا، فساهمت وبصورة كبيرة هذه اللهجة في تقبل الاعمال التركية والتفاعل مع تفاصيلها، والجديد المثير في هذا المجال الذي أصبح غير تقليدي هو دخول اللهجة الخليجية والكويتية تحديدا في دبلجة عدد من الأفلام والمسلسلات الهندية وكانت بحرفية غير معقولة ومشوقة، حتى ان بعض الممثلين والممثلات من الهنود تتوقع من ملامحهم الخارجية وكأنهم خليجيون بالفعل!. على العكس تماما وبصورة مضحكة وطريفة نجد تجربة دبلجة اعمالنا الدرامية السعودية الى الانجليزية وباللكنة "الهندية" فلا تتطابق ما بين ممثلينا ومن يقومون بدور الدبلجة، فعند متابعتك لهذه الاعمال تستمتع بالتناقض ما بين صوت ولهجة الممثل ومن يقوم بتمثيل دوره بالصوت من إخواننا الهنود عبر قناتنا السعودية الثانية، حتى انه من الغريب ان أغلبية الاعمال السعودية المدبلجة الى الانجليزية تعتبر من اضعف الاعمال السعودية التي قدمت وبهذا تكون بفكرها وعرضها من وجهة نظري تمثل إساءة لنا، امام غير المتحدثين بالعربية الذين يشاهدون قناتنا الثانية في الداخل والخارج، فأغلبية هذه الاعمال وبكل صراحة سخيفة وتافهة وتحتاج الاعمال التي يتم اعتمادها الى نوعية تتناسب مع الصورة التي نحب ان يرانا بها الآخرون، لأننا لم نتقبل الكثير من هذه الاعمال نحن كسعوديين، فما بالنا بالآخرين الذين سيعتمدون على تشخيص واقع حياتنا وثقافتنا عبر هذه الاعمال المضحكة، والتي أتمنى ان تشاهدوها عبر قناتنا الثانية لتجدوا ان الأمر طريف جدا مع احترامنا للفكرة الأساسية لدبلجة مثل هذه الاعمال ولكن الأمر يحتاج الى البحث عن الجيد بالمقام الأول والاحترافية بادوار ممثلي الدوبلاج!. وبالمناسبة وبحالة مشابهة لم تنجح الدبلجة باللهجة السورية مع عدد من الأفلام الأمريكية الشهيرة، لأن هناك تباعداً ما بين طبيعة هذه اللهجة والممثلين، لأن الملامح الخارجية للممثلين والممثلات الأتراك تتطابق مع اللهجة السورية، أما عندما شاهدنا على سبيل المثال الدبلجة السورية للفيلم الأمريكي الشهير "Why Did I Get Married ?! " " فالأمر طريف ومضحك ولايختلف عن دبلجة اعمالنا السعودية باللكنة الهندية!.