ها أنا أنهي واجباتي المدرسية ، وأغلق كُتبي لأضعها في الحقيبة استعداداً لموعد مسلسل الكرتون المُدبلج باللغة العربية الفصحى على القناة الأولى ..إنها الساعة الخامسة عصراً !! الموعد الذي انتظره يومياً و بشوق كبير لنجلس أنا وإخوتي أمام التلفاز وها نحن نشاهده بكل تركيز وانتباه، وما إن تُستكمل الحلقة اليومية حتى نشعر بقليل من الحزن المخلوط بالفضول والذي ما يلبث أن ينتهي بمحاولة التصبر باللعب وتقليد الحوار الذي دار في الحلقة ويبقى الشوق للحلقة القادمة وهكذا.... ليست هذه رواية أو قصة إنها فقط ذكرياتي مع مسلسل الكرتون الُمدبلج ، بل انها ربما تكون جزءا من ذكريات الكثير منا فمسلسل الكرتون المدبلج كان وجبة تُقدم بعناية وهي مهمة لنمو الطفل ، وتوسيع مداركه ، وتغذيته بالقيم كالتسامح، ومساعدة الآخرين ،و الاعتماد على النفس ، واحترام الكبير ، وغيرها.. أما في الوقت الحالي ما أكثر قنوات الأطفال! ، وما أكثر مسلسلات الكرتون المُدبلجة ! لكن للأسف تجد الكثير منها بلا طعم أو لون أو رائحة . لقد انتشرت في السنوات الاخيرة مسلسلات كرتون مُدبلجة سيئة من جميع النواحي سواء كانت القصة او المضمون أو الرسومات أو الدبلجة أما الدبلجة فحدث ولا حرج وهذا ما استفز قلمي للكتابة لأني في إحدى المرات التي جلست فيها مع أخي الصغير أشاهد المسلسل الكرتوني معه ليطرق مسامعي لفظ غريب ؛ كان احدهم يقول لصديقه ( روشنة ) تعجبت كثيراً !! (روشنة!!! ) معلوماتي تقول أن هذا مجرد لفظ عامي تناقله الجيل الجديد فيما بينهم- ولا مكان له بين قواميس اللغة- والحوار اصلا كان بالفصحى !إذن ماالذي حدث ؟؟ لا أخفيكم شعرت باستياء بالغ من الحوار الذي لا تستطيع تحديد هويته أصلاً هل هو باللغة العربية أو العامية أو حتى الإنجليزية ناهيك عن الرسومات الغريبة و القصص الخاوية !! وتساءلت ما مصير هوية الأجيال الجديدة ؟ وأي قيم ستغرس بداخلهم ؟ وأي ذكريات ستكون لهم مع الكرتون المدبلج ؟!! هبة العبّادي- جدة