دعا الدكتور أحمد أبو عباة استشاري تأهيل، إلى تطبيق العقوبات البديلة بحق المخالفين لأنظمة المرور، وإلزامهم بعدد معين من ساعات العمل الاجتماعية لخدمة المعوقين في مراكز التأهيل المنتشرة بكافة أنحاء المملكة، لافتاً إلى أن من شأن هذه العقوبات أن تجعل المخالفين سائقين ملتزمين، نظير ما سيعانونه جراء خدمة المعوقين من الحوادث المرورية، والاتعاظ بما يمكن أن تسببه لهم الحوادث من إعاقة لمخالفاتهم المتكررة، والتوجه إلى الله بالحمد والشكر على نعمة الصحة. جاء ذلك في الحلقة الثانية من البرنامج الإذاعي "حديث قبل الحادث"، والذي أطلقته مبادرة "الله يعطيك خيرها"، والتي تتبناها جمعية الأطفال المعوقين بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور، وذلك على أثير إذاعة “UFM”، ويقدمه الإعلامي صلاح الغيدان، كل اثنين الساعة التاسعة مساءً على الهواء مباشرة.
ودعا "أبو عباة" كافة شرائح المجتمع ممن يتسنى له الفرصة لزيارة مراكز التأهيل، والوقوف عند الأسباب "التافهة" على حد تعبيره، والتي أدت إلى إعاقة الكثير من شبابنا، ومن أبرزها استخدام الجوال ووسائل التواصل الاجتماعي والرسائل النصية، التي كانت سببا رئيسيا في إعاقة غالبية الحالات الموجودة في مراكز التأهيل.
وأعرب عن تمنياته بأن يتم التركيز خلال الفترة القادمة على العقوبات البديلة والمطبقة في غالبية دول العالم، واستخدام نظام "النقاط" في المخالفات المرورية، وتحفيز الشباب على الالتزام بالقوانين المرورية من خلال مفاضلتهم بالأمور الحياتية عبر سجلهم المروري، ومنحهم مميزات عن غيرهم من المخالفين في العمل وكافة المعاملات الأخرى لدى الدوائر الحكومية.
واعتبر "أبو عباة" السلوكيات التي تسبق الحادث عنصراً رئيسيا في التسبب به، كالغضب، والسرعة، وعدم التركيز، بالإضافة إلى تطرقه للعديد من السلوكيات السلبية الأخرى التي يعاني منها المجتمع، مثل قطع الإشارة التي أصبحت منتشرة لدى الكثير من الشباب في ظل الاختناقات المرورية التي تعاني منها المدن، عدم احترام الغير في القيادة، خروج الأطفال من النوافذ، عدم ربط حزام الأمان، مشدداً على أهمية استخدام الحزام الذي يعد واحدا من أبرز وسائل الحماية من الإعاقة خلال الحوادث بعد مشيئة الله.
وعبّر استشاري التأهيل عن أسفه للخسائر المجتمعية والاقتصادية التي تتكبدها المملكة، والتي تتمثل في 32 إعاقة يومية، وخسائر اقتصادية تتعدى 20 بليون ريال سنوياً، مشيراً إلى أنه لو تم استثمار هذه المبالغ في مشاريع للبنية التحتية، ومشاريع أخرى لكانت المملكة الأولى عالمياً في كافة المجالات. وبيّن "أبو عباة" في ختام حديثه أن أشد الإصابات التي من الممكن أن يتعرض لها المصاب في الحادث المروري وتسبب له إعاقة دائمة، هي إصابة الحبل الشوكي وانقطاعه، مؤكداً أن الإعاقة لا تقف عند عدم القدرة على الحركة، فالمصابون بالشلل درجات، فمنهم من يفقد الإحساس بالأشياء، ومنهم من لا يستطيع ممارسة حياته الزوجية، متمنياً أن يتخيل الشخص نفسه معوقاً وغير قادر على الاعتماد على نفسه، وهو أمر يسبب معاناة شديدة للمعوقين، وهذا التصور يجعل السائق يتأنى في قيادته لسيارته، لتجنب مضاعفات الحوادث والإعاقات.