قال الباحث الفلكي الدكتور خالد بن صالح الزعاق؛ إنه خلال الخمسين يوماً القادمة سنعيش الأيام الأجمل في السنة على الإطلاق على مناطق الخليج, وهي فترة موسم الوسم؛ الذي سيحل علينا يوم غد الإثنين، وهو موسم علائل الريح ذات النسمات المدهونة بالبرودة. وبيّن الزعاق؛ أن الثلاثة عشر يوماً الأولى تسمّى موسم الصفار، وهي لفظة تكبير لموسم الصفري، فالشخص الذي نجا بجلده من موسم أمراض الصفري، فإن أمراض موسم الصفار له بالمرصاد، وستكون أشد فتكاً به لعدم أخذه جرعة مناعة من الصفري، وسُمي بالصفار لشدة اصفرار الجسم من الأمراض، وأهم مسبّباته النوم بالعراء دون لحاف، مشيراً إلى أنه يطلق الوسم في اللغة على أثر الكي, والوسمة تُطلق على ما وسم به الحيوان من ضروب النقوش، والصور, وعند أهل الأنواء تطلق على الفترة الزمنية التي تلي موسم سهيل, وهو موسم بداية نزول الأمطار الطبيعية.
"قلايد" الوسم وأفاد الزعاق؛ بأن الأمطار السابقة على دخوله تسمّى "قلايد" الوسم والأمطار التي تهطل في أوله تسمّى "الثروي" نسبة إلى الثريا والأمطار التي تهطل في آخره تسمّى "الولي"، وأول سحب الوسم يسمّى "عهاداً" وأحدها عهدة والسحاب المبكر الذي يظهر مع دخول الوسم يُقال له "المرابيع" واحدها مرباع كمرابيع الإبل وهي التي تنتج في أول الزمان، ويقال للمكان السريع النبات مرباع، وجميع فترات أمطار الوسم مفيدة جداً للأرض والبحر، فيقول السلف عن مطره (حص في البحر وفقع بالبر) أي أن مطر الوسم إذا سقط على البحر يُوجِد اللؤلؤ وإذا سقط على البحر ينبت الفقع.
علامات دخوله وقال: إن البذور المدفونة في باطن الأرض والمحار المختفي في أصدافه تكون متحفزةً لمطر الوسم وهو الموسم اللائق لضخ ماء الحياة في أجسادها، ومدة الوسم النوئية اثنان وخمسون يوماً والفعلية اثنان وسبعون يوماً, فعشرون يوماً من المربعانية تعد من الوسم، موكداً أن للوسم علامات تدل على دخوله؛ أهمها تشكُّل السحب وظهورها من جهة المغرب واخضرار الأشجار وانكسار حدة الحرارة وتفشي النمل وهيجانه على وجه الأرض.
وبيّن الزعاق؛ أن الطقس السائد في الأيام الأولى من الوسم رطب، وتكون الرياح متقلبة الاتجاه خفيفة السرعة، وقد تهب بين حين وآخر ولفترات وجيزة ريحٌ شمالية غربية لا تدوم طويلاً مع برودة ملحوظة في آخر الليل.
مطر شحيح وأفاد الزعاق؛ أن مطر الوسم شحيح، لكنه نافع جداً, ومن باب العادة أن الأمطار إذا بكرت تكون توابعها على فترات متباعدة, وإذا تأخرت تتابعت، وتلوح في الأفق علامات مبشرة؛ علاوة على أن نماذج الأرقام العددية إيجابية حتى هذه اللحظة, وهذا من باب الاستئناس لا من باب التأكيد، وما شهدته بعض المناطق من أمطار خلال هذه الأيام داخلة في حيز الوسم.
منخفضات جوية وأشار الزعاق؛ إلى أنه خلال هذه الفترة سنتأثر بمنخفضات جوية تصدرها هضبة البحيرات في شرق إفريقيا، ومن عادة هذه المنخفضات أنها تسبّب هطول أمطارٍ بين حين وآخر، ويتمثل ذلك بهبوب رياح جنوبية إلى جنوبية شرقية تتكاثر معها السحب وتنزل معها الأمطار, ومطر الوسم ولو كان قليلاً إلا أنه مفيدٌ للأرض؛ لأنه ينبت الكمأة «الفقع» والنفل والروض وجميع الأعشاب البرية المفيدة للرعي.
موسم مكفهر وبيّن الزعاق؛ أن أول الوسم موسم مكفهر تقريباً, لكنه أخف حدة من آخر الربيع, فالشتاء يدخل بنعومة والصيف يدخل بخشونة, ولهذا يحصل فيه تذبذبٌ في المنظومة المناخية؛ الأمر الذي يجعل الأمراض الخريفية تنتشر بشكل متفشٍ, وما زالت الشمس تتدحرج ناحية الجهة الجنوبية من خط الاستواء استعداداً لموسم الشتاء القادم، وعلى أثر ذلك تنخفض درجة الحرارة بالتدريج مع مرور الأيام، وخاصة في أثناء الليل, وأشعتها لم تنكسر حتى الآن فما زالت ذات لسع حاد في الظهيرة, ولا يزال الجو حاراً نهاراً بارداً نسبياً في آخر الليل في هذه الفترة الزمنية، ويعتدل الجو بعد عشرين يوماً تقريباً في أثناء النهار، وتزداد برودته أثناء الليل وتكثر فيه العواصف والرياح المحمّلة بالغبار والأتربة، وقد تكون ماطرة.
الملابس الشتوية وقال الزعاق: سيبدأ صغار وكبار السن بارتداء الشتوي في أوائل شهر صفر، أما الشباب فلا يرتدون الملابس الشتوية إلا في أواخر شهر صفر.
وأكّد أن أول نجوم الوسم يُقال له العواء ومطره محمودٌ؛ حيث ينبت الشيح والنفل والأعشاب البرية، إضافة إلى الكمأة (الفقع)، وتقول العرب في هذا النجم: "إذا طلعت العواء طاب الهواء، وضرب الخباء، وكره العراء، وشنن السقاء".