يبدأ اليوم الأحد, موسم الوسم الذي يعد بداية لنزول الأمطار الطبيعية المفيدة للأرض والبحر ,حيث تظهر علامات بداية موسم الوسم والتي يأتي في مقدمتها تشكل السحب. ويقول الدكتور خالد بن صالح الزعاق الباحث الفلكي بمرصد الزعاق للدراسات الفلكية والجيوفيزيائية ما تشهده الأجواء من كفهرات يعد مخاضا لأهم موسم عندنا في السنة وهو موسم الوسم الذي سيحل علينا في يوم (الأحد) 18 ذو الحجة. ويطلق الوسم في اللغة على أثر الكي، والوسمة تطلق على ما وُسِمَ به الحيوان من ضروب النقوش، والصور، وعند أهل الأنواء يطلق على الفترة الزمنية التي تلي موسم سهيل. ويؤكد أن موسم الوسم هو بداية نزول الأمطار الطبيعية، والأمطار السابقة على دخوله تسمى (قلايد الوسم)، والأمطار التي تهطل في أوله تسمى (الثروي) نسبة إلى الثريا، والأمطار التي تهطل في آخره تسمى (الولي)، والسحب التي تتشكل قبل دخوله تسمى (عهادا)، وأحدها عهدة، والسحاب المبكر الذي يظهر مع دخول الوسم يقال له (المرابيع)، وأحدها مرباع كمرابيع الإبل وهي التي تنتج في أول الزمان ويقال للمكان السريع الإنبات (مرباع). وأضاف «الزعاق» أن «جميع فترات أمطار الوسم مفيدة جدا للأرض والبحر، فيقول السلف عن مطره (حص في البحر وفقع بالبر)؛ أي إن مطر الوسم إذا سقط على البحر يخلق اللؤلؤ، وإذا سقط على البر يُنبِت الفقع، فالبذور المدفونة في باطن الأرض والمحار المختفي في أصدافه تكون متحفزة لمطر الوسم، وهو الموسم اللائق لضخ ماء الحياة في أجسادها. ومدة الوسم النوئية اثنان وخمسون يوما، والفعلية اثنان وسبعون يوما، فعشرون يوما من المربعانية تعد من الوسم. وللوسم علامات تدل على دخوله؛ أهمها تخلّق السحب وظهورها من جهة المغرب، وظهور طير الحبارى والكروان والكرك الأصلع، وتلاشي القميري. والطقس السائد في الأيام الأولى من الوسم رطب، وتكون الرياح متقلبة الاتجاه خفيفة السرعة، وقد تهب بين حين وآخر ولفترات وجيزة ريح شمالية غربية لا تدوم طويلا مع برودة ملحوظة في آخر الليل، وما شهدته بعض المناطق من أمطار خلال هذه الأيام داخلة في حيز الوسم، وخلال هذه الفترة سنتأثر بمنخفضات جوية تصدرها هضبة البحيرات في شرق أفريقيا، ومن عادة هذه المنخفضات أنها تسبب هطول أمطار بين حين وآخر، ويتمثل ذلك بهبوب رياح جنوبية إلى جنوبية شرقية تتكاثر معها السحب وتنزل معها الأمطار. ومطر الوسم – ولو كان قليلا – مفيد للأرض؛ لأنه يُنبِت الكَمَأَة (الفقع)، والنفل والروض وجميع الأعشاب البرية المفيدة للرعي». وأشار الزعاق إلى أن أول الوسم موسم انتقالي عنيف، ولهذا يحصل فيه تذبذب حاد في المنظومة المناخية، الأمر الذي يجعل الأمراض الخريفية تنتشر بشكل متفشٍّ، وما زالت الشمس تتدحرج ناحية الجهة الجنوبية من خط الاستواء استعدادا لموسم الشتاء المقبل، وعلى أثر ذلك تنخفض درجة الحرارة بالتدريج مع مرور الأيام وخاصة أثناء الليل، وأشعتها لم تنكسر حتى الآن؛ فما زالت ذات لَسْع حادٍّ في الظهيرة، ولا يزال الجو حارا نهارا باردا نسبيا في آخر الليل في هذه الفترة الزمنية، ويعتدل الجو بعد 20 يوما تقريبا أثناء النهار، وتزداد برودته أثناء الليل وتكثر فيه العواصف والرياح المحملة بالغبار والأتربة، وقد تكون ماطرة. وسيبدأ صغار وكبار السن بارتداء الشتوي في أول شهر صفر، أما الشباب فلا يرتدون الملابس الشتوية إلا في أواخر شهر صفر. وأول نجوم الوسم يقال له (العواء)، ومطره محمود، حيث ينبت الشيح والنفل والأعشاب البرية، بالإضافة إلى الكمأة (الفقع)، وتقول العرب في هذا النجم: «إذا طلعت العواء طاب الهواء، وضرب الخباء، وكره العراء، وشنن السقاء».