توفيت الطفلة "غرام الشراري"، التي تعرضت الخميس الماضي لصعق كهربائي أثناء لعبها في حديقة قرية باير شرق القريات؛ حيث روى والد الطفلة ل"سبق" تفاصيل الحادث الذي أنهى حياة ابنته ودموع الحزن تتميز بهما عيناه. وتفصيلاً، لم تكن الطفلة "غرام" ذات السنة وتسعة شهور من عمرها تعلم أن فرحتها بذهابها مع عائلتها لحديقة قرية باير -التي تم افتتاحها أخيراً قبل نحو ثلاثة شهور- ولهوها بها لن تكتمل؛ بل ستكون المكان الأخير لها في هذا العالم، وسوف تتحمل ذنب وخطأ غيرها؛ بعد أن احتضنتها صعقة كهربائية بقوة 160 فولت، كانت كفيلة بإيقاف نبضات قلبها الصغير الذي عاد لها لساعات معدودة كانت هي الأخيرة في حياتها، قضتها عناية مستشفى القريات العام المركزة.
وقال والد الطفلة "صالح حسين الشراري"، خلال زيارة "سبق" لمنزل الطفلة المتوفاة "غرام" رحمها الله لتقديم التعازي لوالدي الطفلة وذويها: "ذهبنا للحديقة مساء الخميس بعد صلاة العشاء، وما إن أخذنا مكاناً وجلسنا فيه ذهبت "غرام" لتلعب وتمرح بروح مرحة وبراءة طفولة، ترى أنها بأمان أينما اتجهت، ولا تعرف أن الخطر والإهمال من شخص ما في عمل ما يؤديه قد تكون نتيجته الموت".
وأضاف: "كانت بالقرب منا وهي تلعب، ولم تمضِ دقائق معدودة من ذهابها عنا، وإذا بي آراها تسقط فجأة بجانب أحد أعمدة الإنارة بالحديقة.. وعلى الفور توجهت لها؛ وإذ بالدماء تخرج من أنفها وفمها وأذنيها وهي لا تتحرك.. وبرغم حالة الهلع التي كنت أشعر بها، حملتها بيدي وذهبت بها لسيارتي، وبسرعة كبيرة توجهت بها لمستشفى القريات العام الذي يبعد عنا الآن نحو عشرين كيلو متراً".
وتابع: "على الفور استقبلنا موظفو الطوارئ، وقامو بإجراء عملية إنعاش صناعي لإعادة نبض القلب؛ فكانت الفرحة التي لم تسعني حينها الأرض، هي إخبارهم لي بأن النبض قد عاد لقلبها؛ فحمدت الله، وتم نقلها لقسم العناية الفائقة، وقلبي قد اطمأن الآن نوعاً ما؛ ولكن ليس طويلاً، بعد المفاجأة التي أنهت فرحي واطمئناني وحوّلتهما لحزن كبير؛ وذلك عند الساعة الثالثة فجراً من يوم الجمعة التالي، حين أخبروني أن النبض توقف مرة أخرى ولم يتمكنوا من إعادته، وأنها قد انتقلت -بإذن الله- إلى جوار ربها الذي هو حتماً أرحم بها منا، والحمد لله على قضائه وقدره".
وذكر "الشراري" أنه برغم الفاجعة وفقدانه فلذة كبده، فإنه ليس لديه الآن سوى مطلب واحد لا غير، وهو حقه في الكشف عن المتسبب الحقيقي بوجود عمود إنارة قد تعرض لتماس كهربائي من الداخل بحديقة يرتادها عائلات وأطفال يومياً تَسَبّب -بعد قضاء الله- في وفاة "غرام"، ومحاسبته وفق شريعة الله سبحانه، في ظل وطن غالٍ حكمه العدل ودستوره القرآن والسنة، وفي ظل ملك عادل مع شعبه وحازم بالحق.
وفي ختام حديثه، قدّم والد "غرام" وعمها شكرهما الكبير لرئيس بلدية القريات المهندس علي الشمري، الذي قام -برفقة عدد من موظفي البلدية- بزيارته وتقديم واجب العزاء، والذي قال إن كلماته كانت حنونة ومطمئنة، ووعدهم بالكشف عن المتسبب ومحاسبته دون تهاون؛ حتى لو كان ابنه، وتأكيده أن "غرام" هي بمثابة ابنته التي لا يقبل أن يذهب حقها سداً، وذكر أنهم كلهم ثقة بالله ثم به وبمحافظ القريات عبدالله الجاسر ولجنة التحقيق، لإظهار الحق وإعادته لأهله؛ لا سيما وأنه تم تشكيل هذه اللجنة بعد الحادثة مباشرة؛ للتحقيق في أسباب الحادثة التي أقرّت بوجود أخطاء بالحديقة.
وقامت "سبق" بالتواصل مع بلدية القريات -الجهة المشرفة والمسؤولة عن الحدائق بالمحافظة- لتوضيح أسباب ترك أحد الأعمدة الكهربائية بالحديقة ملتمساً بالكهرباء، والذي تَسَبّب -بعد قضاء الله- في وفاة الطفلة "غرام"، وعن الإجراءات التي اتخذتها ضد المتسبب في هذا الأمر؛ فذكرت البلدية ل"سبق": أنه تم تشكيل لجنة للتحقيق في كل ما يتعلق بهذه الحادثة ووضع الحديقة بشكل كامل، وستعلن نتائجها من خلال بيان سيصدر -بمشيئة الله- من وزارة الشؤون البلدية والقروية توضح فيه التفاصيل كاملة.