قال أمين منطقة عسير المهندس صالح القاضي، إن عمود الكهرباء الذي صعق طفلة حديقة البرك "شريفة" لم يكن مكشوفاً، وإن القضية لن تمر دون محاسبة وتحقيق لمعرفة أسباب ما حدث وتلافي أيِّ خطرٍ يمكن أن يحدث للأطفال في الحدائق، فيما أكّد جد الطفلة أن مكان السلك موجود ومكشوف. وأضاف القاضي، في حديثه ل "سبق": إن أمانة عسير تعمل حالياً على اعتماد مشروع تغليف أعمدة الكهرباء في جميع حدائق عسير بمادة بلاستيكية ترتفع إلى متر، وذلك لحماية الأطفال من مثل هذه الحوادث المفاجئة.
وتابع: سيكون المشروع عبارة عن تلبيس الأعمدة قوالب بلاستيكية؛ مبيناً أن الجهات المعنية كافة تقوم حالياً بمتابعة التحقيق لمعرفة أسباب ما حدث، وسيتم الرفع بنتائج التحقيق للجهات المعنية لاتخاذ الإجراءات النظامية.
وقال محافظ البرك عبد الرحيم الحسين: إن أمين منطقة عسير حضر إلى الحديقة التي تُوفيت بها الطفلة شريفة ووقف بنفسه على العمود ومعه عديد من المسؤولين ورؤساء الاقسام وتأكّد من أنه غير مكشوف.
واضاف: كما وجّه بالتحقيق لمعرفة أسباب ما حدث للرفع بها للجهات المختصّة؛ مؤكداً أن والدها تنازل رغبة في إنهاء إجراءات دفنها قائلاً إن ما حدث قضاء وقدر.
وتابع: يجري حالياً اتخاذ الإجراءات كافة لمعرفة أسباب ما حدث من الناحية الفنية، وستظهر التحقيقات خلال الأيام القليلة القادمة الأسباب.
وقال والدها في اتصالٍ هاتفي مع "سبق": إن شريفة البالغة من العمر 11 عاماً هي إحدى بناتي الست اللاتي يعولهن، ويعمل على تربيتهن، ويخاف عليهن، كما يخاف على نفسه.
وأضاف: كانت شريفة مميزة بين أخواتها بحبها لوالدتها ولمساعدتها وبحبها لمدرستها مثل أي طفلة في عمرها.
وتابع: إن هذا التهاون بحياة الأطفال جريمة؛ محملاً بلدية مركز البرك مسؤولية الإهمال الذي تسبّب في وفاة ابنته، التي تم دفنها صباح أمس.
وبين جد الطفلة ل "سبق"، أن شريفة طالبته بقولها: "أريدك أن تأخذني الملاهي؛ لأن أبي مشغول"، فأخذتهم واشتريت لهم العشاء هي وأطفال العائلة، وبعد العشاء ذهبت لتلعب، وبعدها جاء إخوانها بالخبر بأنها أصيبت بصعقة كهربائية، فركضت إلى الموقع وعندما وصلت كانت متوفاة، ومكان السلك موجود ومكشوف.
وأضاف: قمت بإبلاغ الشرطة ولقد شعرت بتعب فأنا مريض بالضغط، وقمنا بحملها إلى المستشفى، وكنت أعرف أنها ماتت، مطالباً الجهات المختصّة بتشكيل لجنة للتحقيق في وفاة حفيدتي، وأطالب بمعاقبة المسؤول عن هذا الأمر.
وتابع: منزلنا حزين بعد شريفة ولن يهنأ لنا عيش أو زاد طالما أن هناك مَن يعبث بحياة الناس ويستهتر بها بهذه الطريقة.
أناشد أمير منطقة عسير بالوقوف على هذه الحادثة وأخذ حق هذه الطفلة البريئة التي كانت تطلبني دائماً في أن تذهب للحديقة لتلعب مع باقي الصغار.
وأردف: لا يمكن لأحد أن يتصور ما حدث وحالة الرعب التي ملأت المكان الذي خرجت منه جنازة بدلاً من فرحة الصغار باللعب، فصارت الحديقة ومكان الترفيه مكاناً للخوف والموت، فمَن المسؤول عن سلب هؤلاء الصغار فرحتهم وحياتهم؟ إنني أجزم أن الأسر بعد هذه الحادثة ستفكر ألف مرة قبل أن تصطحب صغارها لمواقع الترفيه خوفاً عليهم.