بحضور عربي ودولي واسع بدأت صباح اليوم الثلاثاء، أعمال الملتقى العلمي (اللجوء وأبعاده الأمنية والاجتماعية) الذي تنظمه كلية العلوم الإستراتيجية بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بمقر الجامعة في الرياض خلال الفترة من 1 إلى 3 سبتمبر 2015م وحضر حفل الافتتاح، رئيس الجامعة، الدكتور جمعان رشيد بن رقوش، والممثل الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الدكتور نبيل عثمان .
ويشارك في أعمال الملتقى(112) مشاركاً ومشاركة من وزارات الداخلية، والإعلام، والعدل، والصحة، والجامعات من (15) دولة عربية هي: الأردن، تونس، الجزائر، السعودية، السودان، الصومال، العراق، فلسطين، قطر، جزر القمر، لبنان، مصر، المغرب، موريتانيا، اليمن، والمنظمات الدولية ذات الصلة في هذا المجال.
وتقدم الممثل الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالشكر للجامعة على تنظيمها لهذا الملتقى العلمي المهم الذي ينظم في إطار الشراكة والتعاون بين الجامعة والمفوضية السامية.
واستعرض في كلمته مشكلات اللجوء في مختلف أنحاء العالم وخاصة المنطقة العربية التي تواجه تحديات كبيرة في هذا الإطار، موضحاً ارتفاع وتيرة اللجوء إلى (42500) لاجئ يومياً بزيادة أربعة أضعاف خلال الأعوام الأربعة الأخيرة، وأشار الممثل الإقليمي إلى أن عدد اللاجئين وصل إلى 60 مليون لاجئ ونازح في مختلف دول العالم وأن 126 ألف لاجئ فقط تمكنوا من العودة إلى أوطانهم في العام 2014م ما يشكل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الدوليين.
وأشاد السيد نبيل عثمان في كلمته بالدور الريادي للمملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في دعم العمل الإنساني حول العالم، وهو دور مشهود ومقدر من قبل العالم، مشيراً إلى احتضان المملكة لمئات الآلاف من اللاجئين العراقيين والسوريين واليمنيين، ونوَّه بتصحيح المملكة لأوضاع 450 ألف يمني على أراضيها وإتاحة فرص العمل والتعليم لهم.
ومن جانبه، رحب رئيس الجامعة الدكتور جمعان رشيد بن رقوش بالحضور في الجامعة الصرح العلمي العربي الذي شيدته الإرادة الصادقة لوزراء الداخلية العرب واستضافه بلد مضياف قدم له الدعم حتى أضحى منارة علمية عم خيرها الوطن العربي. وعبر معاليه عن سعادته بتواجد هذه الكوكبة الخيرة من المختصين في مجالات العمل الإنساني.
وأكد رئيس الجامعة، أن هذا الملتقى ينظم في إطار سلسلة من المناشط التي نفذتها الجامعة بالتعاون مع المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في المجال التدريبي واللقاءات العلمية وفي القضايا الإنسانية في سياق اهتمام الجامعة بكافة قضايا الأمن الشامل بما يعزز الأمن القومي العربي والإقليمي والدولي، ومن أهم هذه القضايا المعاصرة ظاهرة اللجوء التي باتت تهدد استقرار العديد من دول العالم وخاصة في المنطقة العربية.
وأضاف بأن الجامعة وبتوجيهات كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية كانت سباقة إلى تنفيذ إستراتيجيات مجلس وزراء الداخلية العرب في دراسة هذه الظاهرة أسباباً وأنواعاً وآثاراً وعلاجاً.
وتابع: لقد قامت بجهود متعددة في هذا المجال متمثلة في الملتقيات العلمية وورش العمل والدورات التدريبية محلياً وإقليمياً ودولياً من خلال التعاون الإستراتيجي مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمات الدولية ذات العلاقة، إضافة إلى أطروحات الدكتوراه والماجستير التي خلصت مخرجاتها إلى إجراءات علمية وعملية، سعياً من الجامعة لمعالجة القضايا الإنسانية الملحة ومحاولة إيجاد الحلول لها وتحديد المسؤوليات لتخفيف المعاناة عن اللاجئين المتأثرين بالكوارث البشرية والطبيعية و الأثر العميق الذي يحدثه النزوح واللجوء على البنيات الاجتماعية والاقتصادية والأمنية ليس فقط لبلدانهم ولكن للمحيط الإقليمي والدولي عامة.
واختتم "د. ابن رقوش" تصريحه بالإشادة بالدعم الكبير الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله للمنكوبين واللاجئين في مختلف أنحاء العالم، حيث أصبحت المملكة الدولة المانحة الأولى عربياً والسابعة عشرة عالمياً، ولا بد من الإشارة إلى إنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية الذي سيؤسس لمنهجية ذات أبعاد إستراتيجية للتعامل مع المنظمات الدولية في الشأن الإغاثي والإنساني.
عقب ذلك بدأت أعمال الجلسة الأولى للملتقى حول محور الإطار المفاهيمي للجوء حيث نوقشت مجموعة من الأوراق العلمية هي (التعريف بالإطار القانوني للجوء والمصطلحات ذات الصلة في القانون الدولي)، و(مفاهيم اللجوء في الإسلام)، وفي الجلسة الثانية حول محور واقع وأبعاد اللجوء في الوطن العربي نوقشت أوراق عن (الأبعاد الأمنية للجوء) و(الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للجوء).
وسيناقش الملتقى على مدار الأيام التالية أوراقاً تتناول محاور الملتقى المختلفة.