أكد المدير العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة الرياض الدكتور عبدالله بن محمد الشثري أن الأوامر الملكية الكريمة الصادرة اليوم تُعدّ من فيض الخير الذي يحمله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز لأبنائه. وقال إنها "تُسجَّل بمداد من ذهب ذلك النهج الإنساني الشفاف الذي اتسم به تعامل والدنا الملك عبد الله مع شعبه، وقُرْبه من احتياجاتهم وما يحقق مصالحهم". واعتبر الدكتور الشثري أن الأوامر الشاملة والمتنوعة جاءت من منطلق المسؤولية التي يشعر بها خادم الحرمَيْن الشريفَيْن تجاه المواطنين، حرصاً منه - أيده الله – على توفير أسباب الحياة الكريمة لهم، وتخفيفاً للأعباء عليهم بما يحفظ لهم حقهم في العيش الكريم. وأكد أنها لامست حاجات المواطنين، وشملت مختلف جوانب الحياة، كما جاءت في سياق تنمية شاملة ومستدامة عبر المؤسسات الحكومية؛ ما يضمن تحقيق الأهداف التي سعى خادم الحرمين الشريفين لتحقيقها. وأكد أنها أبرزت مدى تقدير خادم الحرمين الشريفين وإخوانه للعلماء وتعزيز مكانتهم في المجتمع، وبيان أهمية ما يقومون به من دور فعّال لتعليم الناس أمور دينهم ودنياهم، وكذلك اهتمامه - أيده الله - بالمساجد والجوامع وجمعيات تحفيظ القرآن ومكاتب الدعوة، ودعمها ومساندتها بما يكفل أداءها لمهامها النبيلة على الوجه الأكمل. وأكد الدكتور الشثري أن ما حظيت به الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من دعم بمبلغ 200 مليون ريال ليؤكد حرص واهتمام خادم الحرمين الشريفين بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومساندة جهازها، وتذليل العقبات كافة التي يواجهها، وتعزيز أهميتها، استمراراً لمنهج هذه الدولة المباركة منذ تأسيسها على يد الملك المؤسس عبد العزيز - طيب الله ثراه - معتمداً الشريعة الإسلامية أساساً للحكم، وقائماً على الرحمة والخير للجميع. وقال فضيلته: "إننا من خلال استقراء هذه الأوامر نستشف عمق الانتماء والمسؤولية التي تجسدها مبادرته - حفظه الله - ووقوفه مع جميع أبناء شعبه، وهى مسؤولية أثبتها تاريخه في جميع المحطات المهمة في سِجِل بلادنا وأمتنا؛ لذا فلا عجب أن يستولي حب خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني على القلوب، وقد سخَّروا الطاقات كافة لتذليل كل العقبات وإعزاز الوطن والمواطن". وأوضح الدكتور الشثري أنه يتعين على الجميع الالتزام بالمنهج الشرعي في التعامل مع المستجدات، والاعتصام بكتاب الله، ولزوم جادة أهل العلم، وطاعة ولاة الأمر. مبيناً أن السعودية تنفرد بتطبيق الشريعة التي تُقدِّم أرقى صور التعامل بين الراعي والرعية، وتحفظ الحقوق والحريات بما تستقيم معه أحوال المجتمعات وتنتظم به أحوالهم، وهو ما درجت عليه السعودية في كل صفحات تاريخها. وقال فضيلته: "إن الشريعة جاءت بأهمية طاعة ولاة الأمور؛ لما في ذلك من توحيد الكلمة، وتجنيب المجتمعات الشتات والتفتت، وأوجدت في الوقت ذاته وسائل الإصلاح والحماية للمجتمع؛ فشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمفهومها العام أداة تحقق التوازن، وتعمل على تسديد ودعم عمل المسؤول، وتظهر تكامل المجتمع في صورة الجسد الواحد الذي يقوم جميع أفراده بدورهم في حفظ الأمن والمسؤولية الاجتماعية". وبيّن فضيلته أن المحافظة على الجماعة من أعظم أصول الإسلام، وهي مما عظمته وصية الله تعالى به في كتابه العزيز، وذم من تركها بشدة؛ إذ يقول جل وعلا {واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألَّف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً، وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها، كذلك يبيّن الله لكم آياته لعلكم تهتدون}. وأكد الدكتور الشثري أن هذا الأصل - وهو المحافظة على الجماعة - مما عظمته وصية النبي صلى الله عليه وسلم في مواطن عامة وخاصة، مثل قوله عليه الصلاة والسلام: "يد الله مع الجماعة". وقوله عليه الصلاة والسلام: "من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية". وقوله عليه الصلاة والسلام: "إنه ستكون هنات وهنات، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائناً من كان". وقال فضيلته "ما عظمت الوصية باجتماع الكلمة ووحدة الصف إلا لما يترتب على ذلك من مصالح كبرى، وفي مقابل ذلك لما يترتب على فقدها من مفاسد عظمى يعرفها العقلاء، ولها شواهدها في القديم والحديث. ولقد أنعم الله على أهل هذه البلاد باجتماعهم حول قادتهم على هدي الكتاب والسنة، لا يفرق بينهم أو يشتت أمرهم تيارات وافدة، أو أحزاب لها منطلقاتها المتغايرة امتثالاً لقوله سبحانه: {منيبين إليه واتقوه وأقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين، من الذين فرَّقوا دينهم وكانوا شيعاً، كل حزب بما لديهم فرحون}. وقد حافظت السعودية على هذه الهوية الإسلامية، فمع تقدمها وتطورها، وأخذها بالأسباب الدنيوية المباحة، فإنها لم ولن تسمح - بحول الله وقدرته - بأفكار وافدة من الغرب أو الشرق تنتقص من هذه الهوية أو تُفرِّق هذه الجماعة. واختتم الدكتور الشثري تصريحه بتقديم الشكر والعرفان باسمه وجميع منسوبي الهيئة بمنطقة الرياض لمقام خادم الحرمين الشريفين على هذه الأوامر الملكية المباركة، سائلاً الله العلي القدير أن يديم له التوفيق والسداد ولإخوانه وأعوانه، وقدَّم جزيل الشكر والتقدير لشعب السعودية الذي أثبت وفاءه لقيادته ومتانة وعمق العلاقة التي تربطه بهم، ودعا الله أن يديم على البلاد نعمة الأمن والإيمان ويحفظها من كل سوء ومكروه. وفي استجابة لوصية خادم الحرمين بالدعاء له أهاب الدكتور الشثري بالجميع الدعاء لخادم الحرمين الشريفين بأن يجعل ما قدَّم لشعبه في موازين حسناته، وأن يمده بوافر الصحة والعافية، ويطيل في عمره على الخير والتقوى.