أقيمت على مدى سبعة أيام سلسلة صمام الأمان في جامع الأميرة موضي بنت احمد السديري بالعريجاء حول (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) وتضمنت السلسة (هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وآداب الحسبة، وفضل هذا العمل، وأثره في استتباب الأمن) وقد شارك فيها عدد من المشايخ وطلبة العلم. وفي اليوم الثاني للدورة اشاد الشيخ الدكتور محمد بن عبدالرحمن العريفي الداعية الإسلامي بجهود الدولة في الحسبة، مؤكداً أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ظاهر في هذه الدولة المباركة وذلك في محاضرته التي ألقاها عن أخلاق المحتسب. مبيناً أن الحسبة من أعظم شعائر الدين وهي شريعة جميع الأنبياء وقد جعل الله الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عن هذه الأمة قال تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر.. الآية) وهي من صفات النبي التي أمرنا الله تعالى باتباعها مبيناً أن ترك الحسبة وإهمال الأمر بالمعروف من أسباب حلول العقوبات ومنع القطر وحرمان استجابة الدعاء وضرب لذلك مثلاً بني إسرائيل حيث لعنوا لعدم انكارهم المنكر وعدم إقامتهم لهذه الشعيرة.. ثم تطرق الشيخ العريفي للأخلاق والآداب التي ينبغي أن يكون عليها المحتسب على ضوء هدي الكتاب والسنة وبين انها عامة وموجهة لجميع الناس لكن رجال الحسبة هم أول من يوجه لهم هذا الكلام وذكر فضيلته من تلك الأخلاق والآداب: الإخلاص لله تعالى بإحسان النية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، معرفة طبائع الناس فمنهم الجاهل والمتعلم والغضوب والبارد، العلم، التأكد أن الأمر الذي تنكر عليه أنه منكر ولا تكون المسألة أمزجة شخصية. ووجه العريفي المحتسب ان لا يلقي سهامه مرة واحدة وان ينصح بأسلوب غير مباشر، وان يمهد لإنكار المنكر بالبسمة والرفق والأسلوب الحسن حتى لا ينفر الناس. مثنياً على جهود الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في التوعية والتوجيه كما أثنى على اقامة مثل الدورات العلمية ودورها في نشر شعيرة الحسبة وانها متنوعة وشاملة تحفظ الأمة بيضتها وعزتها وكمالتها بالحفاظ على هذه الشعيرة ففيها صيانة للفرد وقوة وحصانة للأمة وحفظ لسفينة الحياة فإذا ترك للسفهاء قيادة هذه السفينة كان الهلاك للأمة جميعا وأن النجاة في الأخذ على أيدي هؤلاء يردعون عن اتيان المعاصي فضلا عن الاستمرار فيها. وبين الشيخ ابن خنين مراتب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر انطلاقا من حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" وأولها مرحلة التغيير في اليد وهي للسلطان ومن له ولاية كالهيئة. وأوضح الشيخ ابن خنين ان بيت الإنسان من مسؤوليته فهو مسؤول عنه وذلك بالحرص على تعليم أفراده ومن كان به خلل يسعى الى اصلاحه والحرص على أهل البيت في القيام بالصلاة كل ذلك من أبواب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلا يتكاسل أو يتهاون أو يتغافل عنه فضلاً أن يكون سبباً في جلب المنكر لأهل بيته. وفي رابع المحاضرات أثنى الشيخ بدر بن نادر المشاري الداعية الإسلامي على جهود المملكة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودعم ولاة الأمر لشعيرة الحسبة والدفاع عنها، مؤكداً أن ذلك ليس بمستغرب على دولة قامت على الإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وعدد في المحاضرة التي ألقاها عن فضل الأمر بالمعروف والنهي عن فضائل الأمر بالمعروف وأنه من أسباب خيرية هذه الأمة وعزتها وتماسكها وسلامتها من الآفات مستدلاً بقوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله). وفي المحاضرة الخامسة القى معالي الشيخ ابراهيم بن عبدالله الغيث الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محاضرة عن أثر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الحفاظ على الأمن الفكري والعقدي ضمن سلسلة من محاضرات صمام الأمان في جامع الأميرة موضي السديري بالعريجاء حيث أوضح فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنزلته في حياة المسلمين والمجتمعات. وقال إنه بقيام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تطمئن علاقة العبد بربه ومن ثم علاقة المسلم بالمجتمع. وبيّن أن جميع رجالات الدولة مطالبون بالقيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فكل موظف مخول بالقيام بهذه المهمة، مستدلاً بقول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "وجميع الولايات في الدولة الإسلامية إنما شرعت لتحقيق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وأوضح معاليه ان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحقق الأمن الأسري وهو سبب للنصرة على الأعداء وكذلك هو سبب للعزة والتمكين في الأرض، كما أنه منوط بالأمن من الهلاك والحفاظ على سفينة الحياة. وقال إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحافظ على الأمن الفكري لأبناء المجتمع المسلم من التطرف والإرهاب وفق منهج وسطي معتدل، مشيداً بأدوار منسوبي الهيئة في مكافحة الإرهاب والتطرف وحل بعض المشكلات الفكرية والسلوكية. وفي اليوم السادس لدورة صمام الأمان أشاد الشيخ الدكتور يوسف بن عبدالله الأحمد الداعية الإسلامي والأستاذ بقسم الفقه بكلية الشريعة باستجابة ولاة الأمور وكبار العلماء ازاء ما يتلقونه من ملاحظات المحتسبين والرد عليها والتعامل معها بما تقتضيه، خلال محاضرته التي القاها في تفسير قوله تعالى: (وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى) أكمل وجه وذلك منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - واستمر عليه أبناؤه البررة من بعده إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله. كما بيّن الشيخ الشثري انه لابد من وجود الخطأ من رجال الحسبة فهم بشر يقع لهم ما يقع لغيرهم، فلا ينبغي ان يعظم ويساء إليهم ولابد من النصح لهم لعموم الخير والصلاح والبعد عن الشر والفتنة. وقد تحدث فيها عن آيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دروس ووقفات، حيث اوضح مهمة بعث الرسل وهي الدعوة إلى التوحيد والتحذير من الشرك وان الأمر بالتوحيد أمر بالمعروف والنهي عن الشرك نهي عن المنكر. ثم تطرق المحاضر للآيات القرآنية التي تطرقت للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مفسراً وشارحاً لها ومبيناً ما فيها من الفوائد والدروس والعظات.. ثم ذكر ثمرات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الأفراد والمجتمعات.. ثم ختم بما ينبغي أن يكون عليه المحتسب من آداب وصفات. من جانبه أوضح الشيخ محمد بن ابراهيم السبر إمام وخطيب جامع الأميرة موضي السديري بالعريجاء والمشرف العام على شبكة السبر الالكترونية ان هذه السلسلة تقدم بالتعاون مع مكتب الجاليات بالبديعة وتتوج بحضور جمع من أصحاب المعالي والفضيلة العلماء والدعاة.. كما أن الهدف منها ايصال رسالة الهيئة للمجتمع وبيان أهمية هذه الشعيرة في حفظ الضرورات الخمس. وقال السبر انتهز هذه الفرصة لأشكر المشايخ والدعاة على مشاركتهم وحضورهم وحسن الطرح مشيداً بجهود أهل الحي في الحضور والتفاعل مع سلسلة المحاضرات بالاستماع والأسئلة مصاحبة لهذه الدورات. ويرى المواطن أبو سعد ضرورة التدريب والتأهيل لأعضاء الهيئة ووجود رقم موحد للهيئة لتلقي البلاغات ودعمهم بشبكة لاسلكية وأن تكون هناك فترة ثالثة لعمل الهيئة بالليل.