انطلقت فعاليات الاتحاد العالمي للشعراء بجامعة الدول العربية في احتفالية كبيرة حضرها أمين عام جامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي وعدد من الوزراء وأعضاء السلك الدبلوماسي ورواد الثقافة والفكر والأدب والإعلام. وقال الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي إن الاتحاد العالمي للشعراء ورئيسه يقدم لنا اليوم دليلاً ملموساً بأن اللغة العربية هي الثقافة المشتركة بين الجميع برغم اختلاف العرق و الجنس .
وأضاف أن انطلاق هذه المبادرة من مقر جامعة الدول العربية تحت عنوان أنسنة العالم من شأنه أن يساهم في نهضة العالم أجمع ويعزز قيم الوعي والجمال والبعد عن الجهل والظلام، وهو ما يؤكد أن الشاعر هو الذي يظل يتصدى للجهل والتطرف .
وأكد العربي على أن التنمية هي في الأساس عملية ثقافية مرتكزة على العلم والاقتصاد، منوهاً إلى أن الشعر عند العرب أصبح مثل الرسم والنحت والموسيقي، فقياس تقدم الأمم يكون بمقدار تقدم الفنون والوعي الثقافي الذي يمنعها من السقوط في مربع العنف وميدان التطرف، والشاعر هو نبض الأمة والشعر هو ديوان العرب.
من جهته أوضح وزير الثقافة المصري الدكتور عبد الواحد النبوي أهمية الشعر وتأثيره في نفوس البشر، مشيراً إلى أن القادم سيكون أفضل في هذا الصدد، مؤكداً على الحاجة الملحة لكل سلاح في مواجهة كل فكر هدام لكي نبني ونعمر أوطاننا، ومنوهاً إلى ضرورة تضافر الجهود الثقافية في إطار الاتحاد العالمي للشعراء لأننا بحاجة إلى أنسنة العالم للتواصل مع كل شعراء العالم.
من جانبه أكد الدكتور الشاعر عبد العزيز خوجة على دعمه الكامل للاتحاد مادياً ومعنوياً مادام على قيد الحياة كون الاتحاد العالمي للشعراء يجمع بين جنباته المبدعين والشعراء من كافة بقاع العالم، ليصبح صوت الشعراء الواحد الذي يتصدى للتطرف والعنف والجهل، من خلال مظلة واحدة هي الاتحاد العالمي للشعراء، مشيراً إلى أن الاتحاد العالمي للشعراء يعد أهم مشروع ثقافي إنساني باحثاً عن العدالة والمساواة وداعماً للشعراء الذين يحملون هموم الإنسانية.
بدوره بين عضو الهيئة الاستشارية للاتحاد الدكتور صلاح فضل على أن الأفكار الجميلة بدأت بحلم ،ثم تحولت إلى واقع معاش مستشهداً بالمؤتمر الاقتصادي الذي عقد بشرم الشيخ حيث كان حلماً للملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز- يرحمه الله- ثم تحقق، واليوم فإن حلم الاتحاد العالمي للشعراء جاء أيضاً بمبادرة جاءت من المملكة العربية السعودية ولسوف يتحقق هذا الحلم .
وأضاف الدكتور فضل قائلاً: إننا نختلف في السياسة والاقتصاد ولكن الثقافة هي بيتنا والشعر هو روح اللغة العربية وذاكرتها، حتى لو زاحمته فنون أخرى ولكن الشعر ينفث عطره على تلك الفنون سواء في السينما أو الرواية أو الفنون التشكيلية .
بعد ذلك ألقى الشاعر عبد الله الخشرمي مؤسس ورئيس الاتحاد العالمي للشعراء كلمة ارتجالية، قال فيها إنه يؤمن بفكرة أنسنة العالم، ولا يمكن لكل هذه الرموز الشامخة في الشعر والثقافة العربية أن تظل صامتة أمام شعوب أدينت ظلماً بالإرهاب والجهل والتطرف، فلابد أن تصدر تلك الأمة الحب والإنسانية للعالم، موجهاً شكره وامتنانه لأمين عام الجامعة العربية لاستضافته هذه الفعالية الكبيرة .
وفي نهاية الحفل قام رئيس الاتحاد بتكريم الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية والدكتور عبد الواحد النبوي وزير الثقافة ،والدكتور الشاعر عبد العزيز خوجة وزير الثقافة السعودي الأسبق بدروع الاتحاد .
واختتم المؤتمر بقيام الشعراء والمثقفين بالتوقيع على أطول وثيقة تاريخية من ورق البردي، تدين التشدد والتطرف والعنف والإرهاب .