أطلق شباب برنامج "الأمان الأسري الوطني"، التابع للشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، الحملة الوطنية التوعوية تحت مسمى "كارت أحمر ضد تشغيل الأطفال" والتي تهدف إلى تسليط الضوء على قضية عمالة الأطفال وتوعية المجتمع بالآثار السلبية لتفاقم تلك الظاهرة. تمت الحملة بالتعاون مع قسم الأطفال والشباب بمنظمة قمة المرأة العالمية WWSF، التي تقيم حملة "التسعة عشر يوماً للوقاية من العنف ضد الأطفال والشباب" خلال شهر نوفمبر من كل عام، ومن المقرر أن تنطلق فعاليات حملة التوعية المجتمعية بالمنطقة الغربية ضمن الفترة من 16 – وإلى 19 نوفمبر، استكمالاً للحملة الإعلامية والتي تم تدشينها منذ الأول من نوفمبر، وتستهدف توعية كافة فئات المجتمع، وسيتم تفعيلها في ثماني محافظات في المملكة تشمل كل من الرياضوجدة ومكة والطائف والخبر والدمام والأحساء والجبيل.
وقالت، المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني بالمنطقة الغربية، د. سارة سراج عابد، إن شعار الحملة متمثل في رفع البطاقة الحمراء ضد استغلال الأطفال في الأعمال التي تضر بهم، وبنموهم الجسدي وَالعقلي والنفسي، لافتة أن اتفاقية حقوق الطفل والتي صدرت عام 1989، نصت على ضرورة السعي لحماية الطفل من الاستغلال الاقتصادي، ومن أداء أي عمل يرجح بأن يكون خطراً أو يمثل إعاقة لتعليمه أو ضرراً بصحته أو بنموه البدني أو العقلي أو الروحي أو المعنوي أو الاجتماعي.
ونوهت إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة حثت الدول الأعضاء على اتخاذ التدابير التشريعية والإدارية والاجتماعية والتربوية التي تكفل هذه الحماية، وبشكل خاص وضع حد أدنى لسن الالتحاق بالعمل ونظام ملائم لساعات العمل وظروفه وفرض عقوبات مناسبة لضمان فعالية تطبيق هذه النصوص، مؤكدة أن مسودة الإعلان العالمي لحقوق الطفل في عام 1957، نصت على وجوب كفالة وقاية الطفل من ضروب الإهمال والقسوة والاستغلال، وأن لا يتعرض للإتجار به بأي وسيلة من الوسائل، وأن لا يتم استخدامه قبل بلوغ سن مناسب.
وأشارت د. عابد إلى أن القانون السعودي يدعم قضية الحد من تشغيل الأطفال حيث تنص المادة 161 من الباب العاشر في نظام العمل السعودي على: "أنه لا يجوز تشغيل الأحداث (الأطفال) في الأعمال الخطرة أو الصناعات الضارة التي من الممكن أن تؤدي بصحتهم وسلامتهم أو أخلاقهم للخطر إما لأنها خطيرة بنفسها أو للظروف المحيطة بها والتي من الممكن أن تؤدي لأي هذه الآثار".كما تنص المادة 162على التشديد على عدم جواز تشغيل أي شخص لم يتم الخامسة عشرة من عمره، ولا يسمح له بدخول أماكن العمل.
وتنطلق الفعاليات التوعوية بالمنطقة الغربية بثلاث محافظات هي جدة ومكة المكرمةوالطائف، ويبدأ تدشين الأنشطة بإطلاق الحملة بمحافظة جدة في السلام مول خلال اليومين 16-17 نوفمبر الجاري، وتختتم بأنشطة توعوية بجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية، وتنطلق بالعاصمة المقدسة بجامعة أم القرى بمقر كلية العلوم الاجتماعية يومي 17-18 نوفمبر، وكذلك بشطر الطالبات بقسم رياض الأطفال يومي 18-19 نوفمبر، وكما تنطلق الفعاليات بمحافظة الطائف خلال الفترة من 18- 19 نوفمبر بمجمع قلب الطائف.
وعن المشاركين بالحملة أفادت د. سارة عابد، بأن الاستقطاب والتعاون الذي حظيت به هذه الحملة من المشاركين يعكس تفاعل مؤسسات المجتمع خاصة مؤسسات التعليم العالي ممثلةً في الجامعات، بالإضافة إلى تفاعل الشباب من المجتمع للتسجيل بعضوية شباب الأمان ضمن برنامج الأمان الأسري الوطني، مؤكدة أن البرنامج يُعد خطوة رائدة باعتباره برنامجاً وطنياً يهدف إلى أن يكون مركزَ التميزِ في شؤونِ العنفِ الأسرِي، وذلك بتقديم برامجِ الوقاية والمساندة ونشر الوعي وبناء شراكاتٍ مهنيةٍ مع المتخصصين والمؤسسات الحكومية والأهلية والمنظمات الدولية لتوفير بيئةٍ أسريةٍ آمنة في المملكة العربية السعودية.
وقالت د. سارة عابد، إن القيم التي تنطلق منها رؤية برنامج الأمان الأسري الوطني، هي منظومة متكاملة من التوعوية والتعريف وتكامل الجهود لتعزيز أمن وسلامة ووحدة الأسرة، والعمل للمستقبل بإصرار لإيصال هذه الرسالة للعالم بأن مملكة الإنسانية لا تدخر جهداً لتحقيق معايير حقوق الطفل. جدير بالذكر أن برنامج الأمان الأسري الوطني تم إنشاؤه بناءً على الأمر السامي رقم 11471/م ب الصادر بتاريخ 16 شوال 1426ه الموافق 18 نوفمبر 2005م كبرنامج وطني يهدف لحماية الأسرة من العنف، تحت رئاسة الأميرة عادلة بنت عبدالله آل سعود حفظها الله .