ضمن فعاليات برنامج "حضور الغياب" والذي يُقيمه جناح المملكة المشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب من كل عام، أقيم لقاء ثقافي تحت عنوان "يوم الوفاء.. تكريم الراحلين"، للاحتفاء وتكريم الفنانين السعوديين الراحلين الدكتور بكر الشدي ومحمد العلي، حضرهُ ضيوف الجناح السعودي والطلبة السعودييو الدارسون في الجامعات الإماراتية وكمٌ غفير من زوار معرض الشارقة. أدار اللقاء الذي أقيم مساء أمس بقاعة المحاضرات الكبرى فى معرض الشارقة الدولي للكتاب، مدير الشؤون الثقافية محمد المسعودي، وتحدث فيه الدكتور والفنان المسرحي السعودي راشد الشمراني عن الراحلين محمد العلي وبكر الشدي ودور الثلاثي في مسيرة الفن السعودي، مؤكداً أنهم رموز مسرحية مرت على تاريخ المسرح في المملكة، وأسهمت في الحراك المسرحي السعودي المحلي.
وعُرض خلال اللقاء فيلم من تأليف وإخراج راشد الشمراني بعنوان الكهف "كلاكيت للأبد" مدته أربع دقائق تناول فيه بالحركة والصورة فى إطار فانتازي لهاجس الخوف، وتناول لقاء الوفاء تكريم المنجزات الفنية التي تركها الراحلون عبر رحلة عطاء لم تنتهِ رغم رحيل "العلي والشدي". جدير بالذكر أن الفنان الرحل محمد العلي يُعد واحدًا من المسرحيين والفنانين الذين ساهموا في انطلاقات ومفاصل الحركة الفنية في المملكة، من خلال عمله في مجالات فنية متعددة بالإضافة إلى كونه ممثلاً شارك في بطولة العديد من المسرحيات والأعمال الدرامية التلفزيونية. ولفت الفنان راشد الشمراني إلى أنه كانت له مشاركات مع "العلي"، قائلاً إن لقاءه بالعلي في أول مشواره الفني وتشجيعه منحه دفعة من الثقة ليسير على درب الفن بثبات، وذكر ذلك الموقف الذي جمعه به في العمل المسرحي " تحت الكراسي" والذي اتسع فيه صدر العلي لارتجال الشمراني رغم كون الأخير كان حينها مبتدئاً.
أما الراحل الفنان بكر الشدي، فهو من الفنانين المسرحيين السعوديين الذين مروا على الحركة المسرحية في المملكة ببصمات لها أثر لا يُمحى، وأدى وجوده وعمله في مسارح المملكة إلى بروز الدور المسرحي، كما ساهم في التفاعلات الفكرية المسرحية في لمهرجانات والملتقيات السعودية، وترك أرشيفًا ثمينًا من النصوص والأعمال المسرحية، وقد لخص الفيلم القصير عن "سيرته الذاتية " والذي عُرض ضمن اللقاء اللمحات المضيئة في مشوار الشدي المسرحية والفنية .
وأكد "الشمراني" في حديثه أن "الشدي" - رحمه الله- كان صاحب فكر ناقد وله رأي واضح فكان يمتلك من الثقافة والمعرفة والتدين، ما جعله قدوة لأجيال عديدة من الفنانين والمبدعين.
وأوضح "الشمراني" أن وضع المسرح السعودي الحالي يقوم على المجهودات الفردية لافتاً أنه حتى ينهض لابد من قاعدة حقيقية لتحدث الطفرة والتطوير، ولن يتم ذلك إلا من خلال عمل مؤسسي وتبنى إستراتيجية للنهضة بهذا القطاع الحي والهام .
وأضاف، أن الحراك المسرحي السعودي يمر بمرحلة أفضل من السابق، مشيرًا إلى أنه ينبغي على أمانات المناطق وجمعيات الثقافة والفنون أن تمارس دورها في استقطاب العروض المسرحية وتنويعها خاصةً أن مثل هذه العروض تحظى بجماهيرية كبيرة، وحول رأيه في إدراج المسرح كمادة يتم تدرسيها في الجامعات في المملكة أكد أن جامعة الملك سعود كان لديها فى السابق شعبة للمسرح تخرج منها دفعتان كان من بينهم الدكتور ناصر خلف، بعد ذلك تم إغلاق الشعبة، وأن ما هو موجود اليوم ليس بشكل تخصصي، مشيراً إلى أن المسرح هو الرئة الحقيقية بالنسبة للشباب فهي المتنفس الحقيقي لاكتشاف الذات، ومن ثم تم عرض مقتطفات من مسلسل "طاش ما طاش".
وفي إطار اللقاء تم تكريم الموهوبين من الطلبة السعوديين المسرحيين عن إبداع مميز أفاضت به أفكارهم عبر مشاركات عدة للمملكة في دولة الإمارات كللت بلقاء خاص مع الفنان راشد الشمراني وحضور الملحق الثقافي صالح السحيباني الذي قام بتكريم الراحلين محمد العلي وبكر الشدي واستلمها الفنان راشد الشمراني ومنحهم شهادات تقدير.