أدت البيروقراطية بين مستشفيات منطقة تبوك لتأخير نقل طفلة، تبلغ من العمر شهرين، تعاني فقداناً للمناعة وتشنجات في الدماغ؛ ما دفع والدها مضطراً إلى إبقائها في غرفة في منزله لحين صدور قرار نقلها إلى مستشفى متخصص. وروى والد الطفلة جوري، بندر العطوي ل"سبق"، معاناة طفلته منذ ولادتها في 26 91435ه. وقال: بعد ولادتها في مستشفى الملك خالد بتبوك أصابها ارتفاع في درجة الحرارة؛ ما دفعنا لنقلها لمستشفى الولادة والأطفال؛ وأمر الطبيب المعالج بتنويمها، وبعد الكشف عليها تبين أنها مصابة بارتفاع في درجة الحرارة وجرثومة بالدم؛ وتطلب ذلك تنويمها في المستشفى قرابة أسبوعين، وأكد لي الطبيب عدم جدوى بقائها في المستشفى لعدم توافر الإمكانيات داخل المستشفى، وتسبب ذلك في إصابتها بالتهاب السحايا الذي أدى إلى ضمور في المخ، وأكد الطبيب المعالج أن ابنتي تحتاج لعناية فائقة، وهي لا تتوافر إلا في مستشفى الملك خالد المدني، الذي اعتذر بدوره لعدم وجود سرير.
وأضاف: أشاروا علي بالتواصل مع مستشفى الأمير سلمان العسكري بتبوك، وبالفعل حصلت على تقرير عن حالتها، وتوجهت إلى العسكري، وتم قبول الحالة بشق الأنفس، وتم عمل خطاب مفاده أن تتكفل الشؤون الصحية بتكاليف علاجها، وبالفعل دخلت ابنتي المستشفى، وتم إدخالها في العناية المركزة، وتم اكتشاف تضخم في حجم الرأس بسبب التهاب السحايا، وعندما تمت معالجة المرض أخرجوها إلى غرفة الملاحظة، وتم عمل تحليل للمناعة وإرساله إلى ألمانيا، وكان سبب إرسال التحاليل إلى ألمانيا عدم وجود الإمكانيات لعمل هذا التحليل في المستشفى، وتم إخراجها بدون انتظار نتيجة التحليل؛ وذلك بسبب انتهاء الخطورة على الطفلة، على حسب قولهم.
وأردف: بعد أسبوع من خروج الطفلة من المستشفى أُصيبت بتشنجات في الدماغ، وتم إدخالها فوراً في طوارئ مستشفى الأمير سلمان، واستدعاء طبيب جراحة المخ، الذي أفاد بأن الطفلة لا تحتاج إلى تدخل جراحي؛ وعليه تم إخراجها من الطوارئ لحين موعد الأمراض المعدية، وبعد أسبوع آخر حضرنا للموعد، وتبين أن نتيجة التحليل المرسل لألمانيا تؤكد أن الطفلة لا توجد لديها مناعة. علماً بأن التحليل تم عمله منذ شهر.
وتابع: في هذه الأثناء قرر الطبيب المعالج بمستشفى الأمير سلمان العسكري كتابة أمر إخلاء طبي للمريضة، وطلب منا الذهاب إلى طبيب الأعصاب للنظر في موضوع التشنجات، وعندما ذهبت لطبيب الأعصاب فوجئ بحالة الطفلة، وقال إن حجم الرأس غير طبيعي، ويجب أن تدخل فوراً الطوارئ لحين إخلائها، وبعد مضي ساعات عدة فوجئت بأن طلب الإخلاء وتم رفضه بسبب أنني لست من منسوبي وزارة الدفاع، وأخرجونا من الطوارئ، والآن ابنتي وضعتها في غرفة منعزلة خوفاً على صحتها.
وقال: كيف لمستشفى يُخرج مريضاً بدون التأكد من التقارير كافة، وبدون إتمام علاج الطفلة؟ ولماذا غُيبت الحقيقة عن طفلتي وكل طبيب يدلي برأي مختلف عن الآخر؟ ومن المفارقات العجيبة أن ابنتي انتهى علاجها أمس، واضطررنا للذهاب لمستشفى الملك خالد، إلا أن نوعية العلاج لا يمكن صرفها إلا يوم الأحد؛ ما دفعنا للبحث أنا وأشقائي في صيدليات تبوك، إلا أنهم ذكروا أن العلاج لا يتوافر لديهم؛ كونه يحتوى على نسبة مخدر. وبشق الأنفس استطعنا الحصول عليه من مستشفى الأمير سلمان العسكري.
وتابع: بعد خروجها حصلت على تقرير لها من مستشفى الأمير سلمان العسكري، وذهبت به إلى المنسق الطبي في مستشفى الملك خالد بتبوك؛ وذلك للاستفادة من برنامج إحالتي، إلا أن المنسق الطبي طلب مني تقريراً من مستشفى الولادة والأطفال، وبالفعل ذهبت وحصلت على تقرير، وعدت به إلى المنسق الطبي، ولا تزال هناك محاولات لنقلها.
وقال: ابنتي عمرها شهران، وهي الآن في غرفة في منزلي، وليس لديها مناعة، وتعاني التهاب السحايا بالمخ؛ وتحتاج لنقلها إلى مستشفى متخصص، ولا يتوافر ذلك بحسب الأطباء إلا في مدينة الملك فهد الطبية أو مستشفى القوات المسلحة بالرياض، وكلي أمل بأن ينظر لها المسؤولون بعين الرحمة والعطف، ويتم نقلها.