أرجأت الهيئة الصحية الشرعية في جدة امس جلستها برئاسة فضيلة القاضي عبدالرحمن العجيري للنظر في قضية الطفلة "ريفان" ضحية الخطأ الطبي في مستشفى خاص بجدة أثناء ولادتها إلى يوم الخامس والعشرين من شهر جمادى الآخرة المقبل لحين حضور رئيسة التمريض وطبيب الأطفال اللذين تغيبا عن الجلسة فيما حضر من طرف المدعى عليه كل من الممرضة والفريق الطبي الذي أشرف على عملية الولادة وممثل المستشفى وأخصائية النساء والولادة. بدأت الجلسة في طرح الأسئلة على الممرضة عن حضور طبيب الأطفال الذي حضر في وقت متأخر من بعد الولادة ولم تحدد وقت حضوره، بينما احتج ممثل المستشفى على الخبر الذي نشر في الصحيفة مدعيا أمام الهيئة أن ذلك يؤثر على القضية إلا أن الهيئة اعترضت على كلامه وقالت له إن ذلك خارج القضية وأن عليه أن لا يبتعد عن الجلسة. وأوضح وكيل الطفلة فيصل محمد الزهراني أن الجلسة ناقشت تقرير تخطيط قلب الجنين لأن المدعى عليهم أحضروا صورة غير مسجل عليها التوقيت، كما ناقشت الهيئة الممرضة التي أجابت أن وضع الجنين سليم وأن التشخيص يظهر أن الجنين سليم وأن المأساة لم تحدث سوى بعد عملية الولادة، وسألت الهيئة الممرضة إن كان وضع الجنين سليما فكيف تفسرين خروج الجنين بوضعه الصحي المتردي إلا أنها اكتفت بالإجابة أحيانا تحدث نتائج غير متوقعة إلا أن عضو الهيئة لم يقتنع بإجابتها. وطالب وكيل الطفلة بضم المستشفى في الدعوى ضمن المدعى عليهم لأنها مرفوعة بالأصل بحكم المحضر ضد الأطباء إعمالا لمبدأ مسؤولية المتبوع عن تابعه، وطلب الحكم عليهم بالتضامن، ووافق القاضي على الطلب بعد استكمال أخذ أقوال المدعى عليهم، وتشهد المرحلة الحالية سماع أقوال أصحاب العلاقة بالواقعة، وسيتم إتاحة الفرصة لاحقا لكل طرف بتقديم ما لديه من طلبات ونحوه. كما طالب وكيل الطفلة الزهراني بتوجيه سؤال للممرضة من خلال الهيئة : لماذا كانت تضغط على بطن الأم فأجابت أنها لم تضغط، وإنما وضعت يدها لتحس حركة الجنين، لأن الضغط يعتبر خطأ حسب استشارة استشاري نساء وولادة ويسبب تلفا في المخ بسبب نقص الأوكسجين من الضغط على الجنين. وكان وكيل الطفلة "ريفان" قد اطلع على ملف الطفلة الطبي، واتضح أن الخطأ صريح وواضح بناء على التقرير الفني النهائي للجنة الطبية الفنية ومن خلال متابعة مراحل الولادة وتخطيط القلب للجنين من قبل أخصائية الولادة التي أشرفت على الولادة، وبينت اللجنة أن عدم اتخاذ قرار إجراء ولادة سريع بالوسائل المعروفة طبيبا تعتبر خطأ طبيا، وإفادتها بأن جهاز تخطيط القلب غير مبرمج أتوماتيكيا يعتبر تقصيرا، وأن الحالة الصحية للمولدة عند الولادة، وحدوث تشنجات لها بعد نصف ساعة من الولادة يدل على تأثير المخ بنقص الأوكسجين أو نقص تدفق الدم إليه عن طريق المشيمة، ولم تتم معالجة التشنجات التي حدثت للمولودة وبعد الولادة بالوسائل الطبية، مما يدل على وجود تقصير في السيطرة على التشنجات التي حدثت للمولودة بعد الولادة وضبط تقرير اللجنة في محاضر الجلسات". وكانت «المدينة» انفردت بنشر قضية ريفان ضحية الخطأ الطبي الذي حدث بمستشفى خاص بجدة أثناء الولادة في يوم الأربعاء التاسع والعشرين في الشهر السابع من العام الفائت، حيث أدخلت على إثرها قسم العناية المركزة بمستشفى الولادة والأطفال بالمساعدية بجدة يوم الاثنين الماضي نتيجة حدوث التهاب شديد في رئتها بسبب تجمع السوائل فيها وعدم قدرتها على البلع وارتفاع كريات الدم، وقرر الفريق الطبي المشرف على حالتها أن تمكث في العناية حتى الأسبوع المقبل مع إيقاف الرضاعة عنها، وتغذيتها عن طريق المحاليل الطبية والمضادات الحيوية للالتهابات الرئوية الشديدة والرضاعة عن طريق الأنبوب في البطن، والطفلة مصابة بشلل رباعي في كامل الأطراف، وقدرة السمع مفقودة بنسبة 90%، والبصر مفقود، ولا تستجيب للإضاءة أو نحوها، ونقص في القدرة العقلية وتلف في خلايا المخ من الدرجة الثالثة.