نجح أفراد الكشافة المشاركون في أعمال حج العام الحالي في الوصول إلى مسنة سودانية فقدها ابنها، رغم صعوبة التوصل إليها؛ كونها أمية، لا تقرأ، ولا تكتب، ولا تعرف اسم الحملة التي تتبع لها، وأيضاً لا تعرف رقم هاتف ابنها؛ الأمر الذي عقّد مسألة العثور عليها. وروى القائد الكشفي ساري الزايدي من الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض تفاصيل الواقعة قائلاً: وضع شباب الكشافة خطة للعثور على المسنة، التي تبلع من العمر (65 سنة)، تتضمن التعميم على مراكز الإرشاد بواسطة أجهزة اللاسلكي برقم الابن وأوصاف الأم. وعند مراجعة المسنة أحد مراكز الإرشاد، ومطابقة الأوصاف المعمم عنها، تبين أنها المبلَّغ عنها في مركز 17 للإرشاد، وهناك تم الاتصال بهاتف الابن، وكان لا يرد، وفي أحيان أخرى كان مغلقاً، وفي إحدى المرات فاجأ الابن منسوبي المركز بالدخول دون أن يعلم أن أمه بانتظاره، وإنما جاء للاستفسار عن أية معلومات جديدة حول بلاغه، وعندما شاهدته الأم أخذت تصرخ وتبكي، وكان موقفاً لافتاً للحاضرين، وضمت ابنها في موقف أبكى الجميع، ورفعت يديها إلى السماء طويلاً تدعو لأبناء المملكة، وأكدت أنها لن تنسى ذلك الموقف طيلة حياتها ولا هذا الاهتمام والكرم والحفاوة التي وجدتها من الكشافة السعودية. وقالت: ليتني ما زلت شابة لكي أنضم إلى الكشافة والمرشدات في بلادي. إلى ذلك شارك ثلاثة أشقاء من كشافة الإدارة العامة للتربية والتعليم في محافظة جدة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وقالوا إنهم يخوضون التجربة لإيمانهم بدور المعسكرات في تنمية كثير من الجوانب المهمة في حياة الفرد، ومن أهمها التنمية الشخصية والبدنية والوجدانية. وذكر الشقيق الأكبر خالد فيصل الشامي أن الكشافة علمته استخدام الأسلوب الديمقراطي في المناقشة والعمل والمساعدة على النضج الكامل من خلال التعامل داخل وخارج الوحدة الكشفية. ويقول الشقيق الأوسط عثمان إن الكشافة، إضافة إلى ما قاله شقيقه الذي سبقه في الخبرة، تعمل على تثبيت المفاهيم الشخصية والاجتماعية الصحيحة، وتنمي قدرة التحدي لدى الكشاف، وهذه السمات جعلته ينخرط في الكشافة ومن ثم يشارك في معسكرات الخدمة التي يصفها بمدرسة الحياة. أما الشقيق الأصغر فيرى أن كسب أصدقاء جدد وتنمية ما لديه من مهارات كانا السبب الأبرز في انضمامه للكشافة. مؤكداً أن مشاركته في خدمة الحجاج شرف لا يوازيه شرف آخر، خاصة أن مناسبة الحج مناسبة تتوق لها أفئدة المسلمين.