حولت حاجة سودانية تبلغ من العمر 65 عاماً مركز الإرشاد رقم 17 التابع لوزارة الحج مسرحاً للبكاء لجميع المتواجدين فيه من التائهين ومن الكشافة والقادة وهي تحتضن ابنها ذي ال 45 عاماً الذي التقته بعد أربعة أيام من التيهان. وفي التفاصيل التي يرويها القائد الكشفي ساري الزايدي من الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض الذي كان مشرف الفترة وقت حصول الموقف أن الحاج وأمة تاها عن بعضهما منذ أربعة أيام وجاء الابن وسجل معلوماته لدى المركز ومنها رقم هاتفه المحمول وقال أن أمه أمية لاتقرأ ولاتكتب ولاتعرف اسم الحملة التي قدمت معها وهي من الداخل ولا رقم هاتف ابنها وهو مازاد الأمر تعقيداً ، لكن همة شباب الكشافة وقناعتهم بالهدف الذي جاؤوا من اجله جعلهم سخروا الكثير من الأسباب التي وفرتها جمعية الكشافة العربية السعودية لجمعهما مع بعضهما فكان من ضمن الحلول التعميم على جميع مراكز الإرشاد بواسطة أجهزة اللاسلكي برقم الابن وأوصاف الأم ، ووصلت المعلومات للام بعد أن راجعت احد مراكز الإرشاد أن بلاغ ابنها في مركز 17 للإرشاد وانه يمكن ان تلقاه هناك وما أن وصلت المركز بدأ الكشافة الاتصال بالابن ولكنه لايرد تارة وجوالة مغلق تارة أخرى ، ولم يدب اليأس إلى قلوب هؤلاء الفتية الذين جندوا أنفسهم لمثل هذا الموقف فواصلوا الاتصال حتى فاجأهم بالدخول دون أن يعلم أن أمه بانتظاره وإنما جاء للاستفسار عن أية معلومات جديدة ولما شاهدته الأم بقلبها قبل عيونها أخذت تصرخ وتبكي مما لفت أنظار الآخرين المتواجدين بالمركز خاصة من لا يعرف تلك الحكاية وما هي الالحظات حتى ضمت ابنها وضمها في موقف أبكى الجميع ورفعت يديها الى السماء طويلاً تدعو لأبناء المملكة هذا العمل. وقالت أنها لن تنسى ذلك الموقف طيلة حياتها ولا هذا الاهتمام والكرم والحفاوة التي وجدتها من الكشافة السعودية وقالت ليتني مازلت شابة لكنت انضممت إلى الكشافة والمرشدات في بلادي.