تبذل الكشافة جهوداً كبيرة في موسم الحج ، وخصوصاً في المشاعر المقدسة حيث يتم تدريب الكشافة منذ وقت مبكر على أصول ومهارات التعامل مع الحجاج ، ومساندة الدوائر الحكومية ، بالإضافة إلى اكتسابهم التأهيل في برامج متخصصة في موسم الحج كتعلم الرسم على الخرائط وتخطيطها على أرض الواقع ، ودراسة مسارات وطرق المشاعر ، بالإضافة إلى عمل جولات ميدانية للمشاعر قبل توافد الحجيج لها للتعرف على المشاعر على أرض الواقع ، وفهم الرسوم والخطوط الموجه للكشافة في أرض المشاعر . وكشف القائد الكشفي لمعسكر عرفات الدكتور طه محمد قاسم عالم أن عدد الكشافة لهذا العام 1430ه الذين يعملون في المشاعر المقدسة تجاوزوا 700 كشاف موزعين على 44 فرقة ، بواقع 16 كشاف. وأوضح القائد الكشفي الدكتور طه محمد أن الكشافة تلقوا العديد من البرامج المتخصصة في مجال خرائط المشاعر المقدسة ، بالإضافة إلى تعرفهم على برامج تقنية نسعى لتحقيقها في العام القادم مثل تقنية (GPS ) لقراءة الخرائط وتطبيقاتها ، مبيناً أن دور الكشافة لم يعد يقتصر على ما يقدمونه من خدمات معتادة للحجاج بل تطور الأمر إلى التعاون مع الدوائر الحكومية ومساندتهم أعمالهم التي يقومون بها مثل التعاون مع الأمانة العامة للعاصمة المقدسة ، والتعاون مع وزارة التجارة والصناعة ، وكذلك التعاون مع وزارة الصحة. وبين القائد الكشفي لمعسكر عرفات أن هناك سبع مراكز إرشاد في عرفات ، وأربعة مراكز في أمانة العاصمة المقدسة ، وخمس مراكز في وزارة التجارة والصناعة ، وكلها مراكز مستعدة لاستقبال ضيوف الرحمن في عرفات . 3800 طلعة إرشادية كشفية لإرشاد 28637 حاجاً : نفذت الكشافة 3800 طلعة إرشاد منذ ساعات الصباح الأولى ليوم عرفة في مقرات إرشاد الحجاج التائهين الثمانية في مشعر عرفة أرشدوا خلالها 28637 حاجاً . وتولى مهمة الإرشاد 1600 كشاف وجوال من خلال ثمان مراكز إرشادية تتوزع في أماكن مختلفة، حيث يتمركز حول مسجد نمرة أربعة مراكز إرشادية، وحول جبل الرحمة مركزان ومركز إرشادي واحد لحجاج البر، إضافة للمركز الرئيس بجوار مقر وزارة الحج. وعملت فرق الكشافة والجوالة في هذه المراكز على مدار الساعة بالتناوب في ثلاث ورديات، ويعتمد الكشاف في إرشاد التائهين على وسيلتين الأولى الخريطة المشتملة على كافة معالم عرفات، والوسيلة الثانية الدليل الذي يتضمن بيانات مؤسسات الطوافة والمطوفين ومواقعهم وأرقام هواتفهم. وتميز الكشاف بقدرته على استخدام الخرائط وتحديد المواقع عليها. وأتبع الكشافة آلية محددة في عملية الإرشاد فبعد استقبال الحاج التائه تسجل كل البيانات المتعلقة به المدونة على سوار المعصم أو في البطاقة التي يحملها، ومن ثم تحديد مكان مؤسسة الطوافة أو الحملة، وتسند مهمة إيصاله إلى أحد الكشافين ليصطحبه إلى المطوف، الذي يتسلمه ويوقع على نموذج توصيل الحاج، ولا تتبع هذه الآلية في حالات الضياع لأن بعض الحجاج يستطيع الوصول إلى مخيمه بناءً على الوصف الذي يتولاه الكشاف. يذكر أن فرق الكشافة والجوالة تتولى تسجيل بيانات الحجاج التائهين في الحاسب الآلي أولاً بأول ويتم التواصل بين مراكز الإرشاد عن طريق أجهزة اللاسلكي. موقع إلكتروني للبحث عن الأطفال التائهين لحج هذا العام 1430ه : تقدم جمعية الكشافة العربية السعودية خدمة البحث عن الأطفال التائهين في المشاعر المقدسة إلتكرونياً عن طريق موقع الكشافة الإلكتروني على هذا الرابط // www.scouts.org.sa . وأوضح أخصائي تقنية المعلومات بمعسكر الكشافة في عرفات خالد ابراهيم العفيصان أنه في حالة إحضار التائه إلى موقع المعسكر عن طريق رجال الكشافة أو أحد الحجاج ، نبدأ في أخذ المعلومات العامة للتائه ، وتبدأ عملية تزويد موقع الجمعية بالمعلومات التي يمكن من خلالها الاستدلال عليه وعلى مكان وجوده ، وعندما يكون التائه // طفلاً // فنقوم بأخذ المعلومات الأساسية عنه وتصويره ورفع صورته على موقع جمعية الكشافة العربية السعودية ، حتى يمكن التعرف عليه من خلال الصورة . وبين العفيصان أن خدمة البحث الإلكتروني عن الأطفال التائهين هي من الخدمات الحديثة والمتطورة في نهج الكشافة تييح سرعة التعرف على الطفل ومكانه ، وتوفير أرقام اتصال تسهل وصول عائلة الطفل إلى ابنهم . الكشافة والجوالة في منى وعرفات ... مواقف لا تنسى : توزع رجال الكشافة والجوالة في أرجاء مشعري منى وعرفات ما بين مرشد وموجه ومقدم خدمات ومساعدات للحجيج ، يجمعهم زي واحد وهدف واحد وعزيمة كبيرة ، في أيديهم خرائط وعلى شفاههم بسمة يبادرون بها كل حاج يسألهم ويستفسر وإن أعجزتهم لغته وغابت عنهم معرفة المعلومة التي يطلبها ولكنهم يقدمون له المساعدة حتى ينجحون في إيصاله إلى مراده . ويتخلل ذهابهم ومجيئهم في خدمة هذا الحاج وتلك الحاجة يدلون ذلك ويحملون عن ذلك ويدفعون ذاك بكرسيه المدولب وهم يفخرون بشرف خدمة ضيف الله . . يتخلل ذلك الكثير من المواقف الطريفة والبطولية التي يسجلها رجال الكشافة والجوالة في عقول وقلوب الحجاج الذين قدموا من أصقاع المعمورة ، انطلاقاً من حرص رجال الكشافة والجوالة على تقديم المساعدات للحجاج بشكل متكامل وفق ما تمليه عليهم تعاليم دينهم الحنيف من قيم ومبادئ سامية. الكشاف عبد العزيز محمد ( 19 ) سنة يكشف عن موقف جميل حدث له اليوم في مشعر عرفات حيث قام بإرشاد عدد من الحجاج التائهين لمقر سكنهم لمسافة طويلة وكانوا طوال الطريق يرددون أدعية لهذا الكشاف نظير ما قام به من إرشادهم لمقر إقامتهم . بينما يوضح الكشاف طارق عبد الرحيم ( 23) أن المواقف التي مر بها في الحج كثيرة ، وتتميز بالروحانية ، ومن ذلك أن أحد الحجاج قام بمعانقته طويلاً ودموعه تتساقط فرحاً بعد رؤيته لابنه الذي فقده منذ ساعات ، حيث أمضى الكشاف طارق قرابة أكثر من 12 ساعة يبحث عن الطفل ذو الست سنوات ، بعد أخذ المعلومات الوصفية عن الطفل حتى وجده. ويقول طارق // لقد فرح الأب غاية الفرح وأخذت دموعه تنهال على وجنتيه// واصفاً هذه الفرحة بأنها الفرحة الثانية بعد وصوله للمشاعر المقدسة. ويتداول الكشافة عدداً من القصص التي تحتوي على مواقف تبث الحماس في رجال الكشافة لبذل المزيد من الجهد ، حيث أن الأعمال التي يقوم بها الكشافة أعمالاٌ تعتبر تطوعية ، وأن ما يصادفه من مواقف تعتبر دروس يتعلمها الكشاف خلال مهامه التي يقوم بها . ويروي الكشاف أحمد وهو طالب في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن أنه ساعد حاجة في الوصول إلى مقر إقامتها ، وكانت المسافة أثناء ذلك طويلة ، فقام الكشاف بكل روح معطاءة بحملها طيلة المسافة المتبقية على كتفيه ، وكانت سعادته أثناء ذلك لاتوصف حيث أنها كانت تلهج بالدعاء له ، وعند الوصول بها لمقرها قامت فتحت محفظتها لتهدي أحمد مكافئة مادية ، إلا أنه رفض ذلك بشده ، ووسط ذلك اقسمت الحاجة بالله أن يأخذ مكافئته ، وما كان لأحمد إلا أن مد يده على استحياء ليأخذ جزءاً بسيطاً من المبلغ حتى لاتحنث الحاجة في قسمها ، وارتضى الطرفان بما قاما به. الدكتور طه محمد قاسم وهو قائد كشفي أمضى في خدمة الحجيج أكثر من 24 سنة يذكر عدداً من القصص والمواقف التي لاتنسى ، منها ما هو عالق في الأذهان ، محزن كان أم مفرح ، ومنها ما يكون محل استغراب حيث يقول أن من ضمن المواقف الغريبة أحد الحجاج من كبار السن عرض ابنته للزواج لأحد الكشافة نظير ما قام به من مساعدات طيلة أيام الحج والتي كانت محل تقدير من الحاج المسن ، الذي لم يجد ما يجازي به هذا الكشاف إلا عرضه الزواج بابنته . ويضيف الدكتور طه أن من المواقف المتكرره ما هو معتاد كأن يحمل الكشاف الحاج وراء ظهره ، ومنها ماهو غير معتاد وهو أن يحمل الحاج رجل الكشافه! خصوصاً عندما يكون الكشاف صغير السن والبنية الجسمانية ، حيث صادفنا عدة مواقف في هذا الجانب. وبين القائد الكشفي الدكتور طه قاسم أن المواقف كثيرة ومتعددة التي تدل دلالة واضحة على صدق العمل من قبل الكشاف ، ووفاء الحاج أو الحاجة ، مؤكداً أن هذه المواقف تعني ما يمتلكه رجال الكشافة والجوالة من قيم استمدوها من تعاليم دينهم الاسلامي