فايز الزيادي): زف الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز رئيس اللجنة التنفيذية بجمعية إنسان لرعاية الأيتام مساء اليوم خبر تبرع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بتبرعه بمبلغ عشرة ملايين ريال للجمعية، وذلك خلال حفل ختام مسابقة القرآن والسنة النبوية لأبناء إنسان، الذي رعاه الأمير أحمد بن فهد بن سلمان مساء أمس، عن جائزة حصة بنت عبد الله بن عمر بن عفيصان - يرحمها الله - وذلك بفندق هوليدي إن القصر بالعليا، وبحضور عدد من أعضاء الجمعية وكبار الداعمين. وفي التفاصيل، بدأ الحفل بالقرآن الكريم، ومن ثم كلمة الجمعية، ألقاها مدير الجمعية صالح اليوسف، الذي استعرض بعض مناشط الجمعية، وبلوغها الرقم 13 في عدد فروعها.
بعد ذلك ألقى محمد عبدالله بن معيذر كلمة اللجنة المنظمة للجائزة، تلا ذلك تقرير عن الجائزة ورصد لمشاعر المشاركين في اللجنة، ومن ثم عرض فيلم وثائقي عن مراحل الجائزة، واختُتم الحفل بتكريم الفائزين.
من جهته، صرح الأمير أحمد بن فهد بن سلمان قائلاً: "أرفع أسمى آيات الشكر والتقدير باسمي وباسم أعضاء اللجنة التنفيذية ومنسوبي الجمعية وأيتام منطقة الرياض لرجل (الوفاء) سيدي الأمير سلمان بن عبدالعزيز على اللفتة الكريمة وتبرعه السخي بمبلغ عشرة ملايين ريال لجمعية إنسان خلال هذه الأيام المباركة، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يجعل ذلك في ميزان حسناته؛ فهو مؤسس الجمعية، وهذا غير مستغرب على سيدي الأمير سلمان، حتى أصبحت من كبرى الجمعيات في السعودية، إضافة لتأسيسه ودعمه الكثير من الجمعيات الخيرية ".
وقال صالح اليوسف، المدير العام للجمعية: يأتي تنظيم هذا الحفل برعاية كريمة من الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز، رئيس اللجنة التنفيذية بالجمعية، احتفاء بالفائزين في هذه المسابقة، من خلال حفظ أجزاء من القرآن الكريم والسنة النبوية. وهدفت الجمعية من هذه الجائزة إلى تشجيع أبناء إنسان من الجنسين للاهتمام والعناية بكتاب الله سبحانه وتعالى وسُنة نبيه عليه أفضل الصلاة والسلام، انطلاقاً من مبادئ الجمعية وأحد أهدافها الرئيسية، وهو غرس مبادئ الدين الإسلامي في نفوس الأيتام.
وأكد اليوسف أن الجمعية تجد كل التجاوب والدعم من رجال الأعمال والميسورين؛ إذ بادر أبناء حصة بنت عبد الله بن عمر بن عفيصان - رحمها الله - إلى دعم هذه المسابقة؛ وبالتالي رأت الجمعية أن تحمل هذه المسابقة اسمها (لهذا العام) تقديراً لهم على هذا الدعم الكريم. وتبنت الجمعية منذ نشأتها عام 1419ه العديد من الأنشطة والبرامج والمسابقات في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة التي تحقق هذا التوجه، وذلك من خلال إقامة المسابقات التشجيعية للأبناء والأسر عبر مشاركاتهم في برامج الجمعية، كمهرجانات الصيف والمخيمات الربيعية التي يتخللها فعاليات هادفة، تعزز الجانب الديني والتربوي لدى الأبناء، إضافة إلى إقامة المحاضرات الدينية والتثقيفية في الملتقيات الأسرية، وكذلك إلحاق الأبناء في حلقات التحفيظ.
وذكر اليوسف أن مسابقة حفظ القرآن الكريم والسنة النبوية انطلقت هذا العام في 18 شعبان الماضي، بمشاركة الأبناء والفتيات في جميع فروع الجمعية البالغ عددها 13 فرعاً، منها 5 فروع في العاصمة الرياض و8 في محافظات (الخرج – الدوادمي – الزلفي - المجمعة – الأفلاج – القويعية – وادي الدواسر - حوطة بني تميم). وأكد المدير العام أن الحفل سيتخلله تقرير عن الجائزة وتكريم الرعاة.
وتقدم اليوسف بالشكر للأمير أحمد بن فهد رئيس اللجنة التنفيذية على رعايته الحفل، كما قدم شكره لأبناء وبنات حصة العفيصان - رحمها الله - على مبادرتهم الكريمة في رعاية هذه المسابقة، سائلاً المولى أن يجعل ما يقدمونه في موازين حسناتهم، ويضاعف لهم الأجر والثواب.
وقال أمين الجائزة أحمد بن محمد الأنصاري إن جائزة حصة العفيصان لأبناء إنسان خطوة رائدة ورسالة سامية.
ومن ناحيته قال الكاتب الدكتور سعد القويعي: لم تكن رعاية وتكريم سمو الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز لحفظة القرآن الكريم والسنة النبوية للبنين والبنات، التي تنظمها جمعية (إنسان) على جائزة حصة بنت عبد الله بن عمر بن عفيصان، إلا خطوة رائدة ورسالة سامية لدفع أبنائنا وبناتنا إلى حفظ القرآن الكريم وتلاوته وتدبره، والاعتناء بحفظ سنة رسولنا - صلى الله عليه وسلم - والعمل بها.
وأضاف: إن التنشئة التربوية القائمة على القرآن الكريم هي هدف جمعية "إنسان" الأسمى. ولا شك أن القرآن الكريم هو عقل المؤمن ودستور حياته، بل هو أعظم ما يجب صرف الهمم إليه؛ فيه يتعلم توحيد ربه، ويأنس بكلامه، وينشأ نشأة صالحة، وبه يتحقق الأمن الفكري ببعده عن الغلو وحمايته من الأفكار المنحرفة. جزى الله رعاة جائزة حصة العفيصان - رحمها الله - خير الجزاء، وكتب لهم الأجر والثواب.
المشاركون في المسابقة
عبَّر الطالب عبد الرحمن بن منيف السهلي، وهو أحد الأبناء المشاركين في المسابقة، عن سعادته كونه حفظ أجزاء من القرآن الكريم بعزم وإصرار، وقال: "ساعدتني المشاركة في هذه المسابقة على حفظ أجزاء من كتاب الله. وقد نظمت وقتي، وخصصت ساعات يومية للحفظ، وكانت طريقة حفظي لكتاب الله الكريم عشوائية، ولم تكن منظمةً قبل المشاركة في المسابقة؛ إذ يمر علي الأسبوع أو الأسبوعان دون أن أحفظ شيئاً من كتاب الله. وحتى الفترة التي كنت أحفظ فيها لم تكن مُرضية، وأحياناً تصعب علي مراجعة الحفظ.. ولكن بعد المشاركة استطعت - بحمد الله - المراجعة الكاملة لما كنت أحفظه سابقاً، إضافة إلى حفظ سور أخرى من القرآن الكريم.
وقال الطالب تركي بن محمد الدوسري: كنت متخوفاً في البداية من المشاركة كوني أحفظ 3 أجزاء فقط، ولكن تشجيع أسرتي وحث الإخوان بالجمعية لي بالمشاركة وتذكيرهم لي بالأجر العظيم، وكذلك الجوائز المقدمة، دفعني للتسابق مع إخواني بالجمعية، والحمد لله استطعت في فترة قياسية حفظ سور كثيرة من القرآن الكريم، وسوف أستمر في الحفظ إن شاء الله حتى بعد الانتهاء من المسابقة؛ لأنه يوم القيامة يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتقِ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها. وقول النبي عليه الصلاة والسلام "اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه".
وقالت أم ناصر والدة أحد الأبناء المشاركين: "الحمد لله؛ فقد تم قبول ابني في مسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية التي تنظمها الجمعية، وأسأل الله أن يكون ضمن المتفوقين والفائزين؛ وذلك لتشجيعه على حفظ المزيد من القرآن الكريم؛ لأن في كتاب الله الكريم الاستقامة والهدى، والسير على نهجه هو منجاتنا في الدنيا والآخرة، وكذلك تنظيم المسابقة يساعد كثيراً في حفظ أبنائنا من السلوك المنحرف، وخصوصاً في ظل كثرة الفتن والأفكار الدخيلة والملوثة التي تحاول بث سمومها في مجتمعاتنا، إضافة إلى الانفتاح على العالم عبر الشبكة العنكبوتية وسائل التواصل الاجتماعي، فالقرآن الكريم حصن منيع لأبنائنا وبناتنا متى أخذوا به نالوا السعادة في الدنيا وحسن ثواب الآخرة. والحمد لله، فإن أبنائي يلتحقون بحلقات التحفيظ نهاية كل عام دراسي؛ وذلك للاستفادة من حفظ كتاب الله، ولشغلهم فيما ينفعهم.
فروع الجائزة
تضمنت الجائزة ثلاثة مستويات، اشتمل المستوى الأول على حفظ 10 أجزاء من القرآن الكريم، يحصل الفائز الأول على جائزة مالية مقدارها 5 آلاف ريال، فيما يحصل الفائز الثاني على مبلغ 4500 ريال، والثالث مبلغ 4000 ريال. أما المستوى الثاني فقد خصص لحفظ 5 أجزاء، ويحصل الفائز الأول على مبلغ 3000 ريال، والفائز الثاني على مبلغ 2500ريال، والثالث على مبلغ 2000 ريال. أما المستوى الثالث فقد خصص لحفظ 3 أجزاء، ويحصل الفائز الأول على مبلغ1500 ريال، والثاني 1000 ريال، فيما يحصل الفائز الثالث في المستوى الثالث على مبلغ 500 ريال. وفيما يتعلق بحفظ السنة النبوية للمستوى الأول فقد تسابق المشاركون على حفظ الأربعين النووية، ويحصل الفائز الأول على جائزة مقدارها 4000 ريال والثاني 3000 ريال. أما المستوى الثاني فقد خصص لحفظ 20 حديثاً نبوياً، ويحصل الفائز الأول على 2500 ريال والثاني على 2000 ريال. أما المستوى الثالث من السنة النبوية فقد خصص لحفظ 10 أحاديث نبوية، ويحصل الفائز الأول على 1500 ريال، أما الثاني فيحصل على 1000 ريال.
حصة العفيصان في سطور
حصة بنت عبد الله بن عمر بن عفيصان - يرحمها الله - من مواليد بلدة السلمية بمحافظة الخرج، وهي الابنة الرابعة للشيخ عبد الله بن عمر بن عفيصان. تنتمي لأسرة ابن عفيصان أمراء بلدة السلمية، وتزوجت من الشيخ عبد الله بن محمد بن معيذر، ولها تسعة من الأبناء، ومن البنات اثنتان. وقد عُرفت - رحمها الله - بالكرم والجود، وقضت حياتها في غرس حب الخير والعطاء في أبنائها وبناتها، ولها العديد من المواقف المشرفة في مساعدة المحتاجين والعطف عليهم. وجاء استحداث هذه الجائزة انطلاقاً من وفاء أبنائها لها وامتداداً لأعمالها الخيرية.
قال عنها أبناؤها:
تعجز كلمات الوفاء والعطاء في حق والدتنا - رحمها الله - ومهما بذلنا وقدمنا يبقى دون حقها علينا. وهذه الجائزة المباركة لم تكن إلا امتداداً لأحب الأعمال لقلبها، وتخص أقرب فئة الأيتام الذين كانت تهتم بهم وترعاهم بعيداً عن الإعلام رحمها الله؛ فمعظم أعمالها في الخفاء؛ لذلك جدير بنا أن نستمر على خطاها، ونكمل مشوارها في العطاء وحب الخير.
فهد بن عبدالله بن معيذر
"إننا حينما نقوم بعمل كهذا في جائزة تتمثل بالعناية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لهو خير ما نقوم به نحن أبناءها، خاصة بالعناية بفئة عزيزة عليها رحمها الله، هي فئة الأيتام، ونحن نبذل الغالي والنفيس في العناية بهذه الفئة كما قال صلى الله عليه وسلم (أنا وكافل اليتيم كهاتين في الجنة). نسأل الله الإخلاص في القول والعمل".
محمد بن عبدالله بن معيذر
إن الأعمال التي نتقرب إلى الله بفعلها دعم هذه الجائزة التي تحمل اسم والدتنا تخليداً لذكراها في عمل البر والإحسان والخير، وامتداداً لرفعة شأنها في الدار الآخرة، وذلك بفعل الطاعات، خاصة في مثل هذه الأوقات الفاضلة.
متعب بن عبدالله بن معيذر
إني لأعجز في سبك العبارات ونظمها تعبيراً مني عن مقام هذه الأم العظيمة، التي يتمثل فيها اسم هذه الجائزة التي تعنى بحفظ الوحيَين (الكتاب والسنة)، وترعى خير فئة، هي فئة الأيتام، فجمعت بين شرف رعاية اليتيم وتربيته على تعلم كتاب ربه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهو خير عمل نقوم برعايته تخليداً لاسمها فيه.
عمر بن عبدالله بن معيذر
مقامك يا من بذلت الغالي والنفيس في تربيتنا مقام تعجز العبارات عن وصفه، وأقل ما يمكن تقديمه تمثيلها بجائزة تحمل اسمها، نبتغي بذلك وجه الله برًّا فيها واستدامة لأعمال برها كما كانت، ورفعة لشأنها في الآخرة.
نايف بن عبدالله بن معيذر
الحمد لله الذي وفقنا لاختيار هذا العمل المبارك الذي يخص (الأيتام والأرامل)، وهذا كان نهج والدتي - رحمها الله - امتداداً لكل أعمالها، سواء في الداخل والخارج. هذه الجائزة رسالة وفاء لوالدتي على إنجازاتها وأعمالها الخيرية في الخفاء، تكريماً لاسمها وخدمة للقرآن والسنة النبوية والتشجيع على حفظ القرآن وتدبره وحفظ الأحاديث والعمل بها. وأسال الله أن يجعله في موازين حسناتها، وينفع به.
فهدة بنت عبدالله بن معيذر
أسأل الله العلي العظيم أن يرحم والدتي، ويسكنها الجنة، ويجعل هذا العمل في موازين حسناتها. قال صلى الله عليه وسلم "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له". الحمد لله الذي وفقنا لهذا العمل المبارك، وما هو إلا مواصلة لأعمال والدتي وأياديها البيضاء في كل مكان.
سارة بنت عبدالله بن معيذر
إن التكفل بتعليم فئة (الأيتام والأرامل) الكتاب والسنة لهو خير شرف وأفضل نوط نقلده والدتنا - رحمها الله - خاصة في مثل هذه الأوقات التي قلَّ فيها عناية الناس بالسنة واتباعها، وكثرت فيها فتن تلاطمت بنا، أسأل الله - جل وعلا - أن يكون ذلك خالصاً لوجهه الكريم.
إبراهيم بن عبدالله بن معيذر
إن جائزة حصة بنت عبدالله بن عمر بن عفيصان - رحمها الله - لتمثل عمل بر يقوم به أبناء بررة في رعاية فئة (الأيتام والأرامل) لحفظ كتاب الله والعناية به وحفظ السنة النبوية والعناية بها، وهذا مما يثلج الصدر، ويبعث الأمل في مثال رائع يسطر على أرض الواقع بحسن الوفاء واستمرار عمل البر والإحسان، وخير شرف نلته حينما أكون مشاركاً في عمل الخير ونشره بين الناس، وأكون خادماً في إيصال فهم الكتاب والسنة بفهم صافٍ، وفق طريقة سلف الأمة.
