في الوقت الذي تتساقط فيه المدن العراقية الواحدة تلو الأخرى في يد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، شارك أمس السبت، الآلاف من أفراد الميليشيات الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، في استعراضٍ عسكري ضخم جاب شوارع العاصمة العراقية. وحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أطلق على التشكيلات المشاركة في الاستعراض "سرايا السلام"، وقال الصدريون إن الغرض من تأسيسها "حماية المواقع الدينية والأضرحة".
وكان مقتدى الصدر قد دعا أتباعه، الذين حاربوا الأمريكيين لسنوات قبل انسحابهم من العراق، إلى المشاركة في الاستعراضات.
ولكن مراسلين يقولون إن عرض القوة هذا ستنظر إليه الحكومة العراقية على أنه تطوّر مزعج ومثير للقلق.
وفي غضون ذلك، تمكّن المسلحون السُّنَّة بالعراق، السبت، من السيطرة على مدينتين إستراتيجيتين تقعان على امتداد نهر الفرات، ومعبر حدودي مع سوريا؛ معزّزين مواقعهم في معركتهم ضد الحكومة العراقية.
أكد مسؤولون عراقيون أن المسلحين قد تمكنوا من الاستيلاء على بلدة القائم الحدودية في أعالي الفرات ونقطة الحدود الملحقة بها مع سوريا، في قتالٍ أسفر عن مقتل 30 جندياً حكومياً. كما سيطر المسلحون على بلدتَي راوة وعانة على نهر الفرات - غربي البلاد.
وتعد بلدتا القائم ورواة هما أول أراضٍ يسيطر عليها المسلحون في محافظة الأنبار - غربي بغداد.
واقتحم المسلحون مكاتب الحكومة بالمدينة وأجبروا قوات الجيش والشرطة على الانسحاب منها.
ويقول مراسلون إن استمرار حملة المسلحين على امتداد نهر الفرات قد يقود إلى هجومٍ على بغداد.
ويشير محللون إلى أن سقوط القائم سيمكّن مسلحي "داعش" من نقل الأسلحة والعتاد بحريةٍ من وإلى سوريا.