في تطور دراماتيكي يؤكد تصعيد الشحن الطائفي في العراق، شارك الآلاف من ميليشيا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر في استعراض عسكري جاب شوارع بغداد اليوم السبت. واطلق على هذه التشكيلات المسلحة اسم "سرايا السلام"، وقال الصدريون إن هدف تأسيسها "حماية المواقع الدينية والاضرحة". وحمل المقاتلون الذي رددوا هتافات بينها "جيش المهدي"، الجماعة الشيعية المسلحة التي اعلن الصدر قبل سنوات تجميدها، اعلام العراق ولافتات كتب عليها "كلا كلا اميركا" و"كلا كلا اسرائيل". وكان مقتدى الصدر دعا اتباعه الى "المشاركة" في الاستعراضات. وكان مسؤولون اعترفوا اليوم السبت بأن المسلحين تمكنوا من الاستيلاء على بلدة القائم الحدودية في اعالي الفرات ونقطة الحدود الملحقة بها مع سورية في قتال اسفر عن مقتل 30 جندياً حكومياً. وقال ضابط برتبة مقدم في شرطة القائم لوكالة "فرانس برس" إن "المسلحين سيطروا على القائم بالكامل (...) ووسعوا صباح اليوم سيطرتهم نحو مناطق محيطة بها جنوباً وشرقاً"، مؤكّداً أن "المسلحين فرضوا سيطرتهم أيضاً على مقرّ للجيش في منطقة تقع إلى الجنوب من مدينة القائم". وأفادت مصادر امنية وطبية في بغداد بمقتل اربعة مدنيين واصابة 12 آخرين بانفجار عبوة ناسفة في سوق شعبي في منطقة النهروان ذات الغالبية السنية جنوب شرق بغداد. وفي مدينة الصدر التي تسكنها غالبية شيعية الى الشرق من العاصمة قتل مدني واصيب ثمانية آخرون بانفجار عبوة ناسفة في سوق شعبي. وأفاد مصدر امني رفيع المستوى بمقتل 17 مسلحاً في اشتباكات وقعت بين تنظيمي "داعش" و"جيش رجال الطريقة النقشبندية" في الحويجة غرب كركوك. وفي وقت لاحق من اليوم أفادت مصادر امنية وطبية في بغداد بمقتل 4 واصابة 6 آخرين من الشرطة والمدنيين بانفجار عبوة ناسفة زُرعت على جانب الطريق في منطقة الباب المعظم وسط بغداد لدى مرور دورية للشرطة العراقي. وفي سياق متصل، غادر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أراضي المملكة العربية السعودية، اذ استقبله وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل أمس الجمعة، ونقلت وكالات أنباء روسية عن لافروف قوله إن "موسكو تشعر بالقلق إزاء الاضطرابات في العراق". في غضون ذلك، من المتوقع ان يصل الى بغداد لاحقا وزير الخارجية الامريكي جون كيري في محاولة للضغط على العراقيين لتشكيل حكومة اوسع تمثيلاً لشرائح الشعب العراقي، املاً منه في ان يخفف ذلك من حدة التوتر الذي يشوب العلاقات بين الطائفتين السنية والشيعية. ونقلت وسائل إعلام إيرانية رسمية عن نائب وزير الخارجية للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان قوله إن خطة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإرسال مستشارين عسكريين للعراق لمساعدة بغداد على التصدي للمتمردين تظهر أن الولاياتالمتحدة ليست جادة في محاربة الإرهاب. الى ذلك، أعلن مسؤولان أمنيان أميركيان أمس الجمعة إن وكالات الاستخبارات الأميركية حذرت مراراً كبار المسؤولين في حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أن سياساته تجلب عداء شديداً من العراقيين السنة. وفي سياق منفصل، ظهر ثلاثة رجال يدعون أنهم بريطانيون في فيديو تحت عنوان "لا حياة من دون جهاد" يروج لتنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)". ويدعون بشكل مباشر الغربيين "للانضمام إليهم في الجهاد والمشاركة في الحرب في العراق".