يسعى تنظيم "داعش"، إلى إقامة دولة تحت شعار "الدولة الإسلامية فى العراق والشام"، تبدأ حدودها من حلب، مرورًا بالرقة ودير الزور في سوريا، إلى نينوى، مرورًا بالأنبار وصلاح الدين في العراق. دولة المحافظات الست، التي يحلم بها داعش، ويطلق عليها مسمى ولايات، بدأ العمل عليها ميدانيًا مطلع عام 2013، عندما فرض التنظيم الوافد من العراق سيطرته التامة على محافظتي دير الزور والرقة السوريتين. أوشك داعش على إنجاز الحلم الذي كان محض خيال، بإكمال السيطرة التامة على ثلاث محافظات، هي نينوى في العراق، ودير الزور والرقة في سوريا، والسيطرة النسبية على محافظة الأنبار في العراق، والسيطرة الجزئية على محافظتي الرقة السورية وصلاح الدين العراقية. ويواجه التنظيم تحديًا صريحًا يعوق تحقيق حلمه، ولم يكن هذا التحدي من السلطة المركزية في بغداد ولا الدولة عمومًا، بل اكتشفه فور نجاحه في إسقاط كبرى المدن، الموصل؛ إذ ظهرت مجاميع مسلحة عدة، انتشرت في لمح البصر ووضعت يدها على أحياء في مدن وبلدات صغيرة محاذية. وطوال عام 2013، كان تنظيم داعش يعمل على تثبيت قدمه في ريفي حلب الشمالي والشرقي، طلبًا لنافذة حدودية مع تركيا، ووصلاً بمحافظة الرقة شرقًا. وعلى الضفة العراقية، استمر التمدد في محافظة الأنبار، وعرفت مدينة الفلوجة أحد أكثر فصول العنف، وتمكنت عناصر داعش من فرض سيطرتهم على مساحات واسعة ونائية في صحراء الأنبار. خسر داعش سريعًا رأس هلاله السوري؛ إذ شنت قوى إسلامية مدعومة بالجيش السوري الحر، هجومًا كاسحًا على مراكز داعش في ريف حلب، وقضت على معظم وجوده، ففر من قدر على الفرار إلى تركيا أو الرقة، وقضي ذبحًا من قُبض عليه. غير أن الحملة المكثفة على داعش في حلب، دفعته إلى تعزيز وجوده في الرقة ودير الزور، وسعى إلى حمايتهما وزيادة عدد عناصره فيهما، بعد أن انتشى خصومه بالنصر في معركة حلب. وطوال خمسة أشهر مضت، لم يستطع الجيش الحر ولا جبهة النصرة دحر داعش من الرقة أو دير الزور. انقض داعش على واحدة من كبرى مدن العراق، وخطفها، وفي رواية خصوم رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، وهم أكثرية اليوم، فقد أهدى الجيش المحافظة كلها لداعش بانسحاب مفاجئ لم يتوقعه قادة داعش ومقاتلوه. على غير ما شهدته مدينة سامراء صباح الخميس في 5 يونيو، عندما حاول نصف عدد مهاجمي الموصل اقتحام المدينة، وفشلوا سريعًا، بعد أن واجهوا جيشًا وأمنًا ردعهم وطردهم من المدينة، فيما يقدر حجم القوة العسكرية والأمنية في الموصل بثلاثة أضعاف ما في سامراء ومحيطها. ويرى مراقبو داعش، أنه اليوم يوشك على استكمال الهلال، ولم يتبق إلا القليل للانقضاض على بلدات وقرى صلاح الدين والأنبار، في وقت تعيش فيه المحافظتان حالة توتر وترقب وكأنها تنتظر زحف الداعشيين أمام حكومة بأذرع عسكرية عدة تكتفي بالمشاهدة ودعوة الناس إلى مواجهة مصيرهم. وفي رأي آخر، فحجم وقوة داعش لا تسمحان له بالصمود كثيرًا في الموصل، إذا ما قررت بغداد طرده من المدينة، فتلك "معركة بضعة أيام"، كما يرونها. اختار داعش محافظات تشكل حاضنات ملائمة له؛ إذ في أغلبها سنية المذهب، لذا يعتقد أنه يسهل تطويعها لقوانينه، وقد نجح في إرهاب سكان الرقة ودير الزور وفرض عليهم القوانين، وأقام حد الحرابة العلنية على كثير من أبنائها وفق محاكمات سريعة وخاطفة، تشبه سرعة إسقاطه مدينة الموصل. وفي الشق الآخر، فهناك مجرى نهر الفرات، الذي يربط الرقة ودير الزور بمدن الأنبار، كالقائم وراوة وحديثة وهيت والرمادي، وصولاً إلى الفلوجة. ويوازيه مجرى نهر دجلة، الذي يجري في مدن الموصل والشرقاط وبيجي وتكريت والدور وسامراء والضلوعية، وكلها خارج سيطرة الدولة اليوم. رابط الخبر بصحيفة الوئام: هلال داعش يبدأ من حلب ..وحلم بتحقيق المحافظات الست